أم العقارب (العراق) ـ أ.ب: يبذل علماء الآثار العراقيون حاليا جهدهم للكشف عما يصفونه باضخم «مدينة قبور» لحضارة ما بين النهرين، حيث دفن السومريون امواتهم قبل حوالي خمسة الآف سنة. وتنتاب العلماء الدهشة لحجم هذه المقبرة، ويؤكدون على حاجتهم الى الكثير من العمل لتحديد الدور الذي كانت تلعبه في العصور القديمة. ويوضح فاضل عبد الواحد عالم الآثار في جامعة بغداد «اننا لم نعثر على اي مقبرة مشابهة لهذه من قبل، انها اكتشاف غير مسبوق».
واجتذبت المقبرة لموقعها النائي والمنعزل لصوص القبور الذين يقول العلماء انهم سرقوا كثيرا من التحف الذهبية والاختام المرصعة بالاحجار النفيسة والتماثيل، اذ عادة ما كان قدماء العراقيين يدفنون مع الاموات اغلى ما كانوا يملكون. وعجز رئيس علماء الآثار في الموقع دوني يوكانا عن تحديد عدد الاعمال الفنية المسروقة من المقابر او تقدير اهميتها، الا انه شدد على ان «الضرر كبير دون شك».
ويصف يوكانا هذه المقبرة «بانها اضخم مدافن سومر. ولم نعثر في اي مكان من العراق القديم على مقبرة توازيها». وتبلغ مساحة الموقع المتضمن المقبرة الذي يسميه السكان المحليون «ام العقارب» حوالي خمسة كيلومترات مربعة، تحتل المقبرة الجزء الاكبر منها. ويوضح يوكانا انها قد تضم مئات الالوف من القبور. وستتضح هذه التقديرات بعد ازالة ما تراكم فوق مساحة محددة تضم اعدادا من القبور. وكانت الحضارة السومرية ظهرت في جنوب ما بين النهرين في القرن الخامس قبل الميلاد وتحديدا في عام 3000 قبل الميلاد، واستطاع السومريون امتلاك قوة كبيرة اساسها الزراعة المروية والفنون الجميلة ووضعهم نظام كتابة خاص ربما كان الاول في تاريخ البشرية.
ويوضح عالم الآثار مروان الادهمي ان «السومريين كانوا يهتمون بموتاهم، وكانت طقوس الدفن بالغة الاهمية لهم لانهم كانوا يعتقدون ان الاموات إن لم يلقوا مراسيم دفن مناسبة فان ارواحهم تعود لتطارد اقاربهم الاحياء». وعندما كان احد ملوك السومريين يستولي على مدينة ما فان اول ما كان يفعله «نبش قبور المدينة لاطلاق ارواح الموتى «حتى تطرد بعيدا جنود العدو الذي فروا من حد السيف».