عرفات يعين أبو شباك مديرا لـ«الوقائي» بغزة ودحلان مستشارا للرئيس للأمن القومي

TT

وافق الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على طلب العقيد محمد دحلان مسؤول جهاز الامن الوقائي باعفائه من منصبه وعين في محله نائبه العقيد رشيد ابو شباك الذين كان مسؤولا عن ملف حركة حماس.

يذكر ان اسرائيل تتهم العقيد ابو شباك بالوقوف وراء ما تسميه باعمال العنف وعمليات ارهابية، وهي نفس التهمة التي توجهها للعميد توفيق الطيراوي مدير جهاز المخابرات العام في الضفة الغربية. وبناء على ذلك يذكر ان مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي آي ايه) جورج تينيت التقى مع جميع قادة الاجهزة الامنية الفلسطينية كل على حدة باستثناء العميد الطيراوي. وعلمت «الشرق الاوسط» ان الاميركيين ابلغوا السلطة الفلسطينية عدم رغبة تينيت في لقاء الطيراوي لانه «قاتل وارهابي»، حسب ما قاله مسؤول فلسطيني لـ«الشرق الأوسط».

وقبل دحلان بمنصب امني سياسي، وهو منصب مستشار الرئيس للامن القومي. وهذا منصب جديد ربما استحدثه عرفات لهذا الغرض لحسم الخلافات بين قطبي الامن الوقائي دحلان في غزة وجبريل الرجوب في الضفة الغربية اللذين انفجر بينهما الخلاف ووصل الى تبادل الاتهامات على شاشات التلفزة ووسائل الاعلام عقب اقتحام القوات الاسرائيلية لمقر الرجوب في بلدة بيتونيا غرب رام الله واتهام الرجوب بمطالبة رجاله بالاستسلام وهو ما ينفيه ويعتبره مؤامرة احاكها دحلان ضده.

ولم تكن هذه هي المرة الاولى حسب مصادر فلسطينية، التي يطلب فيها دحلان اعفاءه من منصبه، فقد كان قد قدم استقالته للرئيس عرفات قبل بضعة اشهر احتجاجا على الفساد حسب قوله لكنه عاد وتراجع عنها.

وتولى دحلان منصب مدير الامن الوقائي في قطاع غزة بينما تولى هذا المنصب في الضفة الرجوب عند قيام السلطة الفلسطينية في عام 1994 وعودة قوات منظمة التحرير الفلسطينية الى غزة واريحا في اطار اتفاق اوسلو الاول «غزة واريحا اولا».

وتزامنت موافقة عرفات على استقالة دحلان مع اجتماعه مع تينيت الذي التقاه صباح اول من امس في رام الله وذلك في اطار الجهود الاميركية لاعادة هيكلة الاجهزة الامنية الفلسطينية والمساعدة في عملية الاصلاح التي وعد بها الرئيس عرفات في خطاب القاه في 15 مايو (ايار) الماضي.

ونفى مسؤول امني فلسطيني ان يكون الرئيس عرفات قد اطلع تينيت على الهيكلية التنظيمية الجديدة للاجهزة الامنية الفلسطينية. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه «ان الرئيس عرفات لم يفعل ذلك على الاطلاق كما ان تينيت لم يطلب ذلك». واضاف «في الحقيقة ان تينيت قال للرئيس عرفات انه لن يتدخل في الموضوع لانه موضوع فلسطيني بحت. غير انه نصح بضرورة ان تعيد السلطة ترتيب الاوضاع».

لكن مصادر اخرى قالت لـ«الشرق الأوسط» ان الرئيس عرفات اطلع تينيت على الهيكلية الجديدة التي اختلف مسؤولان امنيان فلسطينيان حولها. فبنيما قال احدهما لـ «الشرق الأوسط» ان الهيكلية التنظيمية تأتي تحت 3 عناوين رئيسة يقودها اللواء عبد الرزاق اليحيى القائد السابق لجيش التحرير الفلسطيني ورئيس الجانب الفلسطيني في المفاوضات الامنية، الذي سيكون مسؤولا امام الرئيس عرفات شخصيا. وهذه العناوين هي:

ـ حرس الحدود اي الجيش وتشمل الامن الوطني والاستخبارات العسكرية.

ـ الهيئة الامنية العليا (الامن الداخلي) وتشمل الامن الوقائي والشرطة والمخابرات العامة.

ـ جهاز امن الرئاسة (قوات الـ17).

واما المسؤول الاخر فقال ان الهيكلة التنظيمية تشمل 4 عناوين هي:

ـ الامن الداخلي ويشمل الشرطة والامن الوقائي.

ـ حرس الحدود ويشمل الامن الوطني والاستخبارات العسكرية.

ـ المخابرات العامة (المخابرات الخارجية) ـ جهاز امن الرئاسة.

وذكرت المصادر ايضا ان الرئيس عرفات اوضح لتينيت ان الاصلاحات في السلطة يصعب تنفيذها في ظل تواصل العدوان الاسرائيلي على مناطق السلطة، ودعا الولايات المتحدة لوضع حد لها.

واكد المسؤول ان الرئيس عرفات ركز في لقائه مع تينيت على ضرورة ان تعمل الولايات المتحدة على وقف التوغلات اليومية التي تقوم بها قوات الاحتلال للبلدات والمدن الفلسطينية لان ذلك لن يساعد في عملية الاصلاح التي ينوي القيام بها في اجهزة السلطة. لكن كما يبدو ان تينيت حضر الاجتماع وليس لديه خطة في هذا الصدد وغادر الاجتماع من دون ان يعد بشيء.