التطبيع الغنائي مع تركيا

عبد الله القبيع

TT

* بداية أريد ان أسجل هنا ان الفنان الإماراتي محمد المازم هو صاحب المبادرة التاريخية في التطبيع الغنائي مع الأتراك كما كانت قناة الجزيرة سبّاقة في تطبيع الحوارات التلفزيونية مع الاسرائيليين.

المازم الذي عاد بعد فتح الهند مؤخراً بالفيديو كليب ولحق به الابطال امثال هشام عباس وغيره دخل الآن المرحلة التركية كأول فارس يمتطي صهوة الفيديو كليب التركي.

المازم فنان اماراتي مغرم بالتجديد ومغرم بالتنويع تهمه اولاً وأخيراً الصورة اما الكلمات فليسمح لي فهي خليط من الحروف المبعثرة والكلمات التي تضيع في اجواء الفيديو كليب و«حريمه».

محمد المازم لن يكون الأخير، فهناك غزو «فيديو كليبي» من جميع المطربين والمطربات وأذكر منهم كاظم الساهر الذي سجل اغانيه بدواعي السرية في احد كهوف اسطنبول وهناك ايضاً المطرب السعودي عبد المجيد عبد الله الذي دافع دفاع الأبطال عن هذه المرحلة التركية للفيديو.

ولا ننسى المطربة الجزائرية فله «تشكرات» ولا اللبنانيين الذين تركوا منتجعات بلادهم وشدوا الرحيل الى بورصة وازمير ايضاً.

هل المقصود اكتشاف مدن الهند ومنتجعات تركيا وبلاد السند وتقديمها الى العالم العربي بدواعي التميز؟

اذاً لماذا لا نحافظ على هوية الأغنية الإماراتية وشجن الأغنية السعودية وطرب الأغنية اللبنانية وننقل كل ذلك الى بلاد لا تعرف العربية بدلاً من نقل بلادهم الينا.

اعتقد ان مسؤولية الفنان العربي اكبر من كل ذلك فهو مطالب بأن ينقل فنه الى العالم لا ان يأتي باختراعات «فيديو كليبية» ويساهم في ضياع هوية الأغنية العربية. نحن لسنا ضد التنويع ولا ضد ان تغني فله «تشكرات» وكان الاجدر بها ان تعرف الناس على فن بلادها الجزائر. لكننا نخاف على هوية الاغنية العربية التي ضاعت بين زحام الأصوات وأصبح هاجس مطربينا الوصول الى العالمية على أرداف بنات الفيديو وهزات البطون وتمايل الرؤوس وسباق السيقان.. الى المجهول!.