عرب يظلمون الهلاليين وأكاديمي أمازيغي يدافع عن تخريبهم للقيروان وجاراتها

الدكتور عثمان سعدي يعرب البربر ويلوم البدو ويعتقد أن الخليفة المستنصر أرسل القبائل العربية للمغرب للانتقام من الدولة الصنهاجية

TT

يقول شيخ شيوخنا ابو عثمان عمرو بن بحر: «واذا تقلدت الاخبار عن خصمك، فحطه كحياطتك لنفسك، فإن ذلك ابلغ في التعليم».

وما اردت ان اكون مع الدكتور عثمان سعدي رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية على خصومة لكنه شاء ـ سامحه الله ـ ان يضعني في ذلك الموقع حين بدأ قصفه المدفعي الثقيل باتهامنا بالاعتماد على ما كتبه المؤرخون الاوروبيون دون استقراء وتدقيق وأين..؟ في موضوع القيروان الذي لم نعتمد فيه على مؤرخ اوروبي واحد.

لقد علمنا اشياخنا ان من آداب الحوار ان تقدم الخصم على نفسك، وتتركه ليقول ما عنده ثم تقدم روايتك بحججها وبراهينها وهذا عين ما سأفعله باتهامات الدكتور سعدي التي ستأخذ طريقها الى القارئ اولا، لأضيف بعدها ما عندي من تصحيحات وتصويبات للتاريخ الحقيقي لتغريبة بني هلال لا كما سمعناه من القوالين في حفلات السمر انما كما سجله المؤرخون الذين كانوا يعاصرون المرحلة او على مقربة منها.

واطرف ما يعجبني سلفا في هذه المناظرة ان المتهم بظلم الهلاليين عربي قح، والمدافع عن حسن سلوكهم في شمال افريقيا وعن تدميرهم للقيروان وتونس، وغيرهما كاتب من ارومة البربر، فهو باعترافه ينتمي الى اكبر قبيلة امازيغية، وثلاثة ارباع التشنيعات على بني هلال وسليم ورياح وزغبة تأتي من المصادر البربرية او من المتأثرين بالروايات الامازيغية لقبائل زناتة وصنهاجة وبني بابان وكفى بابن خلدون شاهدا، وبابن الخطيب داعما ومساندا.

ولا شك ان الدكتور سعدي يعذرنا لعدم اطلاعنا على كتابه «مختصر الجزائر في التاريخ» فهو غير مطبوع كما علمنا من رده المتقن على ما اثرناه حول القيروان وتونس من فظائع السيرة الهلالية ومراثيها التي أتت على ألسنة شعراء المدن المنكوبة كابن شرف وابن رشيق والحصري.

وقبل ان نقرأ معا الرد المطول للدكتور عثمان سعدي الذي سنرد عليه بالتفصيل الاسبوع المقبل لا بد ان نؤكد على ضرورة الاحتكام الى المؤرخين وليس الى الكتاب الشعبيين لتغريبة بني هلال، وليس هذا للحط من شأن هؤلاء انما لتوخي الدقة، فالسير الشعبية ليست تاريخا والا لاعتمدنا على سيف بن ذي يزن في كتابة تاريخ اليمن، وعلى سيرة الاميرة ذات الهمة في كتابة تاريخ مصر وبلاد الشام وعلى السيرة الهلالية في كتابة تاريخ الدولة الفاطمية.

ان السيرة الشعبية تحمل رائحة التاريخ وروحه احيانا لكنها عدوة حقيقية للنص التاريخي الموثق، وفي القرون الوسطى «زمن تغريبة بني هلال» (القرن الخامس الهجري) يكاد ينعدم هذا النص اصلا لكن من سوء حظ بني هلال ان الاب الحقيقي للتاريخ ولعلم الاجتماع العلامة ابن خلدون ولد في حي الحلفاوين في المدينة التي حاصروها طويلا للقضاء على الزناتي خليفة، وتلك قصة لنا اليها عودة.

* دينار وبعير

* قرأت مقالا شيقا للاستاذ محيي الدين اللاذقاني عنوانه «اشواق معتقة وهوادج خاوية في ليالي الاندلس بالقيروان»، في «الشرق الأوسط» عدد 8599 يوم 14/6/2002. ويبدو ان الاستاذ اللاذقاني يجيد عرض اللقطات الشيقة من تاريخنا العربي، لكنه ينقل نقلا حرفيا ما كتبه المؤرخون الاوروبيون، دون ان يكلف نفسه عناء استقراء ما كتبوا والتحري عن الحقائق وتجنب ترديد دسهم وتشويههم لتاريخ امتنا. ومن المحزن ان المؤرخين العرب الناقلين بلا استقراء ونقد كثر، والمستقرئين الناقدين قلة من امثال احمد سوسة وجواد علي العراقيين، ورشيد الناضوري المصري.

وصف الاستاذ اللاذقاني الغزوة الهلالية بالكارثة، وهذا ظلم ما بعده ظلم. وأرد على الاستاذ ببعض ما كتبته عن بني هلال ضمن كتابي «مختصر الجزائر في التاريخ» والذي ما زال مخطوطا لم يطبع، وأحب ان اقول للاستاذ بأنني انتمي الى اكبر قبيلة امازيغية (بربرية) بالعالم، وبعيدا كل البعد عن ان اتهم بانني متعصب للعرب. والى القراء ما اراه انصافا للغزوة الهلالية:

قرر المستنصر بالله الفاطمي الانتقام من الدولة الصنهاجية، فقام بتشجيع قبائل بني هلال ـ التي نزلت في صعيد مصر ـ على التوجه الى المغرب للاستقرار به. وفي نيته اثارة المشاكل للدولة الصنهاجية بواسطة هذه القبائل البدوية الكثيرة العدد، الصلبة المراس، لكن الزيريين الصنهاجيين البربر العرب القحطانيين استطاعوا استيعاب هجرة بني هلال وحالوا دونهم ودون اسقطاهم لدولتهم. وهذا ما سنبينه.

تنتمي هذه القبائل الى مصر، وقد بقيت على طبيعتها البدوية ولم يتسرب لها التحضر. انتشروا مع قيام الخلافة العباسية في ارض الحجاز، فاتخذ بنو سليم البادية المحيطة بالمدينة المنورة منازل لهم، كما نزل بنو غزوان بنواحي الطائف. وكانوا يتنقلون بين بلاد الشام وارض الرافدين في رحلة الشتاء والصيف، يغيرون على اطراف هذه البلاد، ويقطعون الطرق على قوافل الحجاج. وعجزت الخلافة العباسية رغم قوتها عن وضع حد لغاراتهم.

وعند ظهور الدعوة القرمطية انضم اليها بنو سليم، وحاربوا مع جيوشها في البحرين وعُمان، ووصلوا مع هذه الجيوش الى بلاد الشام. وعندما قهر المعز لدين الله الفاطمي والعزيز بالله القرامطة، واحتل الشام، انسحب هؤلاء الى البحرين. فقرر العزيز بالله نقل قبائل بني هلال وبني سليم الى مصر، ليجنب بلاد الشام غاراتهم. وليضعهم في مصر تحت رقابته المباشرة. وقرر انزالهم في العدوة الشرقية من النيل. وكانت قبائل بني هلال تضم عشائر او احياء من جشم والاثبج وزغبة ورياح وربيعة وعدي. الا ان هذه العشائر دخلت في حروب في ما بينها عندما نزلت مصر، وتسببت في قلاقل بالبلاد تحولت الى مشاكل للدولة الفاطمية في عهد المستنصر بالله.

ونصح المستنصر وزيره ابو محمد بن علي اليازوري ان يوجههم الى المغرب العربي، ويحقق بذلك هدفين، الاول: التخلص منهم ومن مشاكلهم في مصر، حاضرة الدولة الفاطمية، والثاني: احداث متاعب للامراء الصنهاجيين عقابا لهم على خروجهم على السلطة الفاطمية. واقتنع المستنصر بهذا الاقتراح، فقد كان يغلي حقدا على بني زيري، ويبحث عن وسيلة لضرب دولتهم والانتقام منهم، بعد ان فشلت الجيوش التي ارسلتها دولته لإخضاعهم.

اوفد المستنصر وزيره مكين الدولة ابا علي بن الحسن بن ملهم بن دينار العقيلي، امير امراء الدولة، الى عشائر بني هلال، وكان مشهورا بلباقته، وزوده بالمال والهدايا، واوصاه بأن يصلح ما بين العشائر، وان يدفع سائر الديات المعلقة بينها، حسما لاسباب الخلاف بينها، فلما انجز ذلك اعطى لكل اسرة بعيرا، ومنح لكل فرد دينارا، على ان يعبروا النيل ويتوجهوا الى المغرب. ويقول ابن عذاري: «فجاز منهم عدد كبير دون ان يوصيهم بشيء، لعلمه انهم لا يحتاجون الى وصية».

ويروي ابن خلدون ان اليازوري قال لشيوخ بني هلال: «لقد اعطيتكم المغرب ومُلك المعز بن بلكين الصنهاجي، العبد الآبق، فلا تفتقرون». وكتب اليازوري الى المغرب: «اما بعد، فقد ارسلنا اليكم خيولا، وحملنا عليها رجالا فحولا، ليقضي الله امرا كان مفعولا» (1).

وصل الهلاليون الى برقة سنة 442 هـ، فوجدوها مقفرة، فقد اباد المعز قبائل زناتة التي كانت تقيم بها. فقرروا المرور الى افريقيا بعد ان ارسلوا الى من بقي من عشائرهم في مصر يستحثوهم على اللحاق بهم، بعد ان اشادوا باتساع ارض المغرب وخصوبتها. ووصلوا الى افريقيا عام 443 هـ 1051م، وتصدى المعز للهلاليين بجيش قوامه ثلاثون الف جندي وفارس. فاشتبك مع عشائر رياح وزغبة وعدي قرب قابس في مكان يعرف بحيدران. وانهزم جيش المعز امام هذا الطوفان البشري القادم من مصر.

وانطلق بنو هلال فانتشروا في تونس وباجة وعنابة وتبسة وقسنطينة، وقدر عددهم باربعمائة الف نسمة. وهكذا حقق الفاطميون هدفهم وانتقموا من المعز بن باديس الزيري الذي تقلصت امارته بعد دخول بني هلال الى شريط ضيق على الساحل حول المهدية وصفاقس وقابس وجزيرة جربة. كان المعز اقوى ملوك الدولة الزيرية، اشتهر بعدله وخلقه السوي الكريم. كان يقرب العلماء والادباء، وكان شاعرا، دعم المذهب المالكي وجعله المذهب الوحيد بالمغرب لانه كان يرى فيه المذهب المعتدل البعيد عن شطط الشيعة.

مات المعز حزينا سنة 454 هـ، ودفن في رباط المنستير. وقد رثاه الشاعر المبدع ابن رشيق المسيلي الذي كان اقرب الشعراء اليه واحبهم الى قلبه، رثاه بكافية تعتبر من عيون الشعر العربي، تشير الى السرعة التي اندمج فيها البربر في الثقافة العربية التي اتى بها الاسلام، مما يؤكد عروبة البربر. وجاء في هذه القصيدة:

لكل حي وان طال المدى هلك لا عز مملكة يبقى ولا ملك ولى المعز على اعقابه فرمى او كاد ينهد من اركانه الفلك مضى فقيدا وابقى في خزائنه هام الملوك وما ادراك ما ملكوا ما كان الا حساما سله قدر على الذين بغوا في الارض وانهمكوا راح المعز وروح الشمس قد قبضا فانظر بأي ضياء يصعد الفلك لقد نجم عن غزوة بني هلال امر سلبي تمثل في التدمير للعمران الذي قامت به هذه القبائل بسبب طبيعتها البدوية، المؤسسة على التنقل والسطو والغزو، فالعمران يتناقض مع طبيعة حياتهم. لكن نجم عن هجرة بني هلال للمغرب امر ايجابي، وهو تعريب الشمال الافريقي، فقد اندمج بنو هلال مع اخوانهم في الاصل البربر، وتزاوجوا معهم، ولم يكد يمر جيل واحد حتى انصهر بنو هلال والبربر في بوتقة بشرية واحدة هي بوتقة العروبة. بحيث صار الملاحظ لا يفرق بين من هو اصله هلالي، او من هو اصله زناتي او صنهاجي. وهذا دليل آخر على عروبة البربر الذين اندمجوا مع الهلاليين لارتباطهم بهم بأصل واحد، بخلاف القبائل الجرمانية الوندالية البدوية، التي انتشرت بالمغرب في القرن الخامس الميلادي، في غزوة شبيهة بغزوة بني هلال في القرن الحادي عشر الميلادي (الخامس الهجري). وبالرغم من ان الوندال استطاعوا تأسيس دولة قوية بالمغرب تحدت الامبراطورية الرومانية لمدة قرن، الا انهم لم يستطيعوا اذابة البربر فيهم، وتحويلهم الى شعب جرماني. وما ان سقطت دولتهم حتى محيت آثارهم من المجتمع المغربي. اما بنو هلال فانهم لم يؤسسوا دولة، لكنهم اسسوا مع البربر مجتمعا عربيا مسلما، ونتج عن وجودهم تقليص تعدد اللهجات البربرية التي كانت تفرق حتى بين القبائل البربرية، بل تمزق وحدة المجتمع المغربي. وبعد غزوة بني هلال زاد تمركز اللغة العربية بالمغرب وانتشارها، هذا التمركز اللغوي الذي ساهم في تأسيس نسيج اجتماعي منسجم بالمغرب. يقول المؤرخ المصري السيد عبد العزيز سالم: «لقد كان لغزو الهلالية رغم مضاره ومساوئه الكثيرة فضل كبير في تعريب البلاد، وتخفيف حدة اللهجات المحلية في القرى البربرية التي لم تصل اليها بعد اشعاعات الحضارة العربية» (2).

* حروب المذاهب

* ومسألة تدمير العمران التي وصم بها الهلاليون، وعمل المؤرخون الاوروبيون والشعوبيون المغاربة على تضخيمها، تكاد تكون مألوفة بالمغرب والمشرق على السواء، حيث تنتشر هنا وهناك القبائل البدوية بطبيعتها المنافية للعمران. فقد دمر العمران الذي عم المغرب في آخر العهد البيزنطي، من طرف الملكة البربرية الكاهنة في اثناء مقاومتها للفتح العربي. ويروي المؤرخون ان المغرب من طرابلس وحتى طنجة كان ظلا مستمرا بسبب كثافة البساتين، قبل تدمير الكاهنة، ودمر العمران في الحروب المذهبية بين الشيعة والاباضية في نهاية العهد الرستمي، ثم بين الاباضيين والاغالبة، ثم بين الاباضيين والزيريين، وبين الاباضيين والصفريين في طرابلس، وبين الشيعة وصاحب الحمار، والتدمير العمراني بالمشرق الذي نجم عن ثورات الخوارج والقرامطة والزنج والمذاهب الشيعية المختلفة ضد الامويين والعباسيين والفاطميين، ثم التدمير المرعب الذي نجم عن اكتساح القبائل البدوية بقيادة هولاكو للعالم، كلها تشير بوضوح الى ان عملية التدمير للعمران ليست من ابتكار الهلاليين، وليست مقصورة تاريخيا على تصرفات هذه القبائل العربية البدوية، وانما هي ظاهرة منتشرة بالعالم.

في بداية القرن الثاني الهجري قامت قبيلة ورفجومة البربرية بقيادة عاصم بن جميل بثورة، وكانت من غلاة الصفرية، ويقول ابن عذاري: «انها دخلت القيروان واستحلت فيها المحارم، وارتكبت الكبائر، واساء رجالها الى الاسلام. فقد ربطوا دوابهم في المسجد الجامع، وعاثوا عيثا شديدا في القيروان، وتصدى لهم ابو الخطاب الاباضي (البربري)، فشتت جموعهم» (3).

وفي الثلث الاول من القرن الرابع الهجري، ثار ابو يزيد مخلد في عهد الفاطميين على رأس قبائل زنانة البربرية البدوية، ونشر الدمار والخراب في كل مكان مر عليه، يقول السيد عبد العزيز سالم: «هدم مجانة ومرمجنة والاربش وقتل حتى النساء والاطفال الذين لجأوا الى مسجدها الجامع، وحارب باجة وقتل اطفالها وسبى نساءها. ودخل رقادة فعاث فيها فسادا. ودخل القيروان في صفر سنة 333هـ، فنهبها، واقام ابو يزيد سبعين يوما في مخيم ميسور بث في اثنائها السرايا في كل النواحي وخرب عمران افريقيا» (4). ولم يوقف هذا السيل المدمر الا قبائل صنهاجة البربرية الحضرية بقيادة زعيمها زيري بن مناد.

ان ثورة ابي يزيد مخلد التدميرية تؤكد ان ظاهرة تدمير العمران لم ترتبط بالزناتيين لانهم بربر، ولا بالهلاليين لانهم عرب، وانما ارتبطت بهؤلاء واولئك لانهم بدو. والبدوي عربيا كان او بربريا او اوروبيا او آسيويا عدو للعمران. في هذا الاطار وبهذا المفهوم ينبغي على المؤرخ الموضوعي تصنيف دور الهلاليين في تاريخ المغرب العربي.

ان عرب بني هلال لم يأتوا للمغرب ليؤسسوا دولة، وانما جاءوا للاقامة، مثلما جاءت قبلهم وقبل الفتح الاسلامي من المشرق العربي، القبائل الحميرية، ومثلما جاء العمالقة والسبئيون والكنعانيون. والذي يؤكد هذا هو ان المغرب حكمته بعد غزوة الهلالية عدة دول بربرية صنهاجية وغيرها: فاستمر بنو زيري يحتفظون بالمهدية وما حولها. واستمر بنو حماد في بجاية. واستقل حمو بن ومليل البرغواطي الذي تحالف مع الهلاليين من زغبة ورياح وعدي والاثبج في سفاقص. واستقل ابن خراسان بتونس سنة 458 هـ. واستقل موسى بن يحيى بقابس. واستقل حاكم قفصة الزيري ايضا بها وتحالف مع بعض عشائر بني هلال. وهكذا تم استيعاب البربر الصنهاجيين للقبائل الهلالية، وتحالفت كل امارة من اماراتهم هذه مع عشائر هلالية.

خلاصة القول: ان تيار النزعة البربرية الشعوبية التي خلقته منذ 1967 الاكاديمية البربرية في باريس، هو الذي يبرز الجانب السلبي للغزوة الهلالية، لكي يظهر ان الخراب جاء مع الاحتلال العربي للمغرب، وان خلاص اقطار المغرب هو التخلص من الاحتلال العربي ومن الاسلام الذي اتى به والعودة الى اصله المتمثل في البربرية او الامازيغية ومسيحية القديس اوغستين، الذي يقدمونه كذبا على انه امازيغي بينما هو روماني ابن رومانية كرس حياته في خدمة الاستعمار الروماني ومحاربة تحرير الامازيغ، خلافا للأب دونا الامازيغي الاوراسي الذي ناضل طوال حياته في سبيل المسيحية الحقة وتحرير الامازيغ ومات في سجون روما سنة 355م.

وأحب ان اوضح للاستاذ اللاذقاني بأن التغني بتغريبة بني هلال لم يكن حكرا على المشارقة، بل توجد بأقطار المغرب عشرات الملاحم تتغنى بهذه التغريبة وتعتز بها دون ان تتضمن بيتا واحدا سخطا عليها او ابرازا لكارثيتها وفقا لوصف الاستاذ اللاذقاني. ولقد اطلعت على بعض الملاحم الهلالية التي كتبت باللهجات البربرية ـ الامازيغية والتي دونت حب المغاربة للعرب وتغنيهم بالتغريبة الهلالية كتراث جميل في تاريخ موروثات المغاربة الشعبية.

* الهوامش:

(1) تاريخ ابن خلدون، ج 4 ص: 131 طبعة بيروت سنة 1968 (2) السيد عبد العزيز سالم: المغرب الكبير ج 2 ص: 672 ـ 673 طبعة القاهرة 1966 (3) ابن عذاري ص: 81 ـ البيان المغرب في اخبار المغرب طبعة بيروت 1950 (4) السيد عبد العزيز سالم ص: 226