رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط يغادر المغرب

TT

أغلق مكتب الاتصال الاسرائيلي بالرباط اول من امس رسميا ابوابه، تنفيدا لقرار قطع العلاقات مع اسرائيل الذي كانت قد اتخذته السلطات المغربية في 23 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي احتجاجا على الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة في الاراضي المحتلة.

وكان غادي غولان رئيس مكتب الاتصال آخر موظف اسرائيلي يغادر المغرب بعد ان شرع اول المواطنين الاسرائيليين في جمع حقائبه منذ بداية الاسبوع الجاري. وكان بالمكتب خمسة وعشرون موظفاً من بينهم 12 اسرائيليا.

وحسب مصادر مسؤولة في المكتب، فان الدبلوماسيين الاسرائيليين يحملون معهم شعورا بخيبة كبيرة لانتهاء مهمتهم في المغرب التي كانوا يعولون عليها كثيرا لبلوغ تطبيع تام للعلاقات الثنائية.

وتعتبر هذه المصادر بشكل عام ان تجربة مكتب الاتصال كانت فاشلة، وانه ستصعب معاودتها في المستقبل. وتضيف ان تل ابيب لن ترضى في حال اعادة ربط العلاقات بأقل من علاقات دبلوماسية كاملة ورسمية، الا انها ترى مع ذلك ان هذه الاحتمالات صعبة التحقيق على اعتبار انه اذا كان من السهل قطع العلاقات فانه لن يكون من اليسير اعادة الروح اليها.

ويتطابق هذا الموقف الاسرائيلي في الرباط مع ردود الفعل الاولى التي كانت قد صدرت من وزارة الخارجية الاسرائيلية التي فوجئت بقرار المغرب ولم تخف اسفها.

وفي الشارع المغربي كانت ردود الفعل على الاغلاق تعبر عن الارتياح سواء على مستوى الاحزاب او الجمعيات او الصحافة. وهو اجماع كان قد تجسد بشكل خاص منذ المظاهرة الضخمة التي عرفتها الرباط والتي عبر خلالها حوالي مليون شخص عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في محنته.

والملاحظ ان السلطات المغربية، عكس ما قامت به السلطات التونسية مع مكتب الاتصال الاسرائيلي في تونس، لم تضغط على الدبلوماسيين الاسرائيليين ليرحلوا في اقرب وقت، بل امهلتهم وزارة الخارجية حوالي اسبوع لترتيب امور العودة. وهو ما نوه به المسؤولون الاسرائيليون.

وكان المغرب واسرائيل قد فتحا مكتبي الاتصال عام 1994 في اعقاب التوقيع على اتفاقية اوسلو. ويقوم المكتبان بمهام تجارية بالأساس، حيث تشير مصادر مكتب الاتصال الاسرائيلي بالرباط الى ان حجم المبادلات التجارية بين البلدين بلغ السنة الماضية حوالي 50 مليون دولار. ومن جانبه، منح مكتب الاتصال المغربي بتل أبيب تأشيرات لحوالي 50 ألف اسرائيلي زاروا المغرب خلال السنة الماضية بينما زار اسرائيل، خلال نفس الفترة، حوالي ألف مغربي معظمهم يهود او رجال اعمال.