تلقى السعودي وائل حمزة جليدان، وهو ناشط في العمل الخيري الاغاثي، قرار الخزانة الاميركية بضمه إلى قائمة «ممولي الارهاب» بانزعاج كبير. ويجري الجليدان حاليا حزمة من الاتصالات مع مجموعة من الخبراء، بهدف تأسيس خطوته المقبلة، ردا على القرار الذي اتخذ بحقه اول من امس.
ولم يرغب جليدان التعليق على القرار لحظة صدوره، في الوقت الذي يسعى فيه الى التأكد من معلومة تضمنها حديث جيمي جوريل وكيل وزارة الخزانة الاميركية في بيانه، وتشير الى ان القرار اتخذ بالاشتراك مع جهات مالية سعودية، حيث قال المسؤول الاميركي «قرار اليوم (الجمعة) مهم لانه يظهر التزام الولايات المتحدة والسعودية بتحقيق الاهداف الكبيرة في حربنا على تمويل الارهاب».
ويوجد جليدان حاليا في مدينة جدة الكائنة على ساحل البحر الاحمر، ويتنقل منها الى مكة المكرمة والمدينة المنورة مسقط رأسه.
وأضاف مكتب مراقبة الاصول الاجنبية بوزارة الخزانة جليدان الى قائمة تضم اكثر من 230 من الاشخاص والجماعات والشركات التي جمدت ارصدتها فور رصدها في النظام المصرفي الاميركي. وقالت وزارة الخزانة ان أسامة بن لادن وابو زبيدة، وهو من كبار مساعدي الاول ومعتقل حاليا في الولايات المتحدة، اشارا الى جليدان (44 عاما) بوصفه شريكا معروفا. وزعمت الوزارة ان جليدان ترأس عدة مؤسسات قدمت دعما لتنظيم «القاعدة» الذي تلقي الولايات المتحدة باللوم عليه في هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي.
وعلمت «الشرق الأوسط» ان جليدان الذي افترق بخلاف لافت عن زعيم شبكة «القاعدة» بن لادن، منذ العام 1990، بسبب رفض جليدان خطة بن لادن لتأسيس تنظيم للعرب في أفغانستان، لا يملك اموالا كبيرة. بل يعرف المحيطون به انه لا يستطيع دفع قيمة سيارة صغيرة تبلغ قيمتها 13 الف دولار اميركي. لكن وائل جليدان، كان احد الاقطاب الثلاثة الرئيسيين في المجموعة العربية التي دافعت عن افغانستان خلال فترة الغزو السوفياتي. واتفق مع القطب الثالث عبد الله عزام ضد فكرة بن لادن تلك، حيث اصر جليدان وعزام على ان العمل العربي لا بد له ان يقتصر على تقديم المعونات الاغاثية للافغان عقب انتهاء حربهم مع الجيش السوفياتي، دون التورط في صراعاتهم الداخلية.
وفي اكتوبر (تشرين الاول) الماضي اصدر جليدان بيانا من خلال موقعه كأمين عام وقف الرابطة لاعادة توطين الباكستانيين المقطوعين بيانا نفى فيه تماما اي علاقة له بتنظيم القاعدة او المدعو اسامة بن لادن. وقال في بيانه انه في عام 1988 تم الاتفاق بين رابطة العالم الاسلامي والحكومة الباكستانية على اعادة توطين ما يقارب من ربع مليون شخص من الذين حصروا في بنغلاديش خلال الحرب الباكستانية ـ الهندية في العام .1971 وفي وقت سابق من العام 2001، اكد جليدان ان الحكومة الباكستانية أمرت، حتى قبل ظهور اللائحة التي تضم اسمه مقرونا بوقف رابطة العالم الإسلامي، بفتح جميع سجلاته المالية وكل أوامر الصرف للتحقيق. واعتبر في حينه ان «ما يثير الاستغراب حقا هو إصرار الولايات المتحدة على إضافة اسم «الوقف» على اللائحة رغم استعداد القائمين عليه بالتعاون الكامل مع المحققين وعلمها بان مسؤولين في الحكومة يشرفون عليه بما في ذلك وزير المالية الباكستاني».
ويذكر ان جليدان نشط في العمل الاغاثي في أفغانستان طوال النصف الثاني من عقد الثمانينات وبعده بقليل، وقاد جمعية الهلال الأحمر السعودي هناك لفترة ورابطة العالم الإسلامي لفترة أخرى، وكان على علاقة قوية بقادة الفصائل الأفغانية بحكم مسؤوليته في توزيع جزء كبير من المساعدات السعودية الضخمة على اللاجئين الأفغان، كما طوّر علاقة صداقة بالرئيس الباكستاني الراحل محمد ضياء الحق ومثلها مع خلفه رئيس الوزراء السابق نواز شريف.
وغادر جليدان أفغانستان في أواخر العام 1992، حيث استقر بعد ذلك في بلاده، منشغلا بأعمال تجارية، ثم انخرط من جديد في العمل الاغاثي بالبوسنة واشرف لفترة على اللجنة السعودية المشتركة هناك والتي كانت اكبر منظمة إغاثة منفردة في البوسنة في حجم أعمالها.