لجنة أمنية سعودية إلى الخرطوم لمشاركة المحققين السودانيين وتسلم الخاطف

ركاب الطائرة المخطوفة بعضهم شعر بعملية الاختطاف والبعض لم يعلم حقيقة ما جرى إلا بعد الوصول إلى المطار

TT

قال عبد الله الحارثي السفير السعودي في الخرطوم، إن السلطات الأمنية في السودان تجري التحقيقات في سرية تامة مع مختطف الطائرة السعودية.

وأبلغ الحارثي «الشرق الأوسط»، أن لجنة سعودية من وزارة الداخلية ستصل في الساعات المقبلة، لمشاركة المحققين السودانيين في استجواب المختطف السعودي، عادل ناصر أحمد الفرج (35 عاما)، الذي أشهر مسدسه داخل رحلة الخطوط السعودية رقم 450 أثناء رحلتها من مطار الخرطوم الدولي إلى جدة، في محاولة لاختطافها.

وأوضح السفير السعودي، أن السلطات السودانية ما تزال تفرض طوقا مشددا على الجاني، رافضة لأي أحد زيارته باستثناء فريق التحقيق، «الذي يبذل جهودا كبيرة لمعرفة دوافع المختطف في إقدامه على هذه الخطوة»، وإن كان يتبع أيا من الجماعات الإرهابية، وما هي الجهة التي سهلت له إدخال المسدس إلى داخل الطائرة.

وفيما لم يستبعد الحارثي، تواطؤا من أحد العاملين في المطار، الذي سهل للخاطف مرور المسدس من الأجهزة الأمنية الموجودة عند المداخل المؤدية إلى الطائرات، فإنه أكد أنه لا صحة لوجود أكثر من خاطف على متن الطائرة. وقال إن اللجنة الأمنية التي ستشارك في التحقيق ستعود بالجاني معها لاستكمال التحقيقات في الرياض. وكانت قد وصلت في ساعة مبكرة من صباح أمس رحلة الخطوط السعودية البديلة رقم 450، التي تقل ركاب رحلة الخرطوم ـ جدة، التي تعرضت أول من أمس للاختطاف. ووفقا لروايات ركاب الطائرة وغالبيتهم من السودانيين فإن الوضع داخل الطائرة كان عاديا عند الإقلاع من مطار الخرطوم، إلا أن القلق اعترى معظم الركاب حين تم الإعلان عن وجود خلل فني في الطائرة، ستترتب عليه العودة مرة أخرى إلى مطار الخرطوم.

وهنا تضاربت الروايات حول ظهور الكابتن مشهور النفيعي مساعد قائد الرحلة، قبل السيطرة على الجاني أو بعد ذلك، ففيما يؤكد بعض الركاب أن الإعلان عن عودة الطائرة إلى مطار الخرطوم تم بعد أن سيطر رجال القوات الأمن الخاصة الموجودون في الطائرة على الخاطف من دون أن يصاب أحد بأذى، يشير آخرون إلى أن الإعلان تم قبل أن تتم السيطرة على الجاني. وقال ركاب كانوا على متن الرحلة، إن إصابات طفيفة لحقت ببعض الركاب أثناء تزاحمهم عند بوابات الخروج من الطائرة، إلا أن معظمهم غادر عيادة الإسعافات الأولية في المطار، ما عدا حالتين طلب الأطباء عدم مغادرتهما لاستكمال باقي العلاج.

وفي ذات الشأن علمت «الشرق الأوسط» أن الطائرة البديلة التي سيرتها «الخطوط السعودية» لنقل ركاب الرحلة التي تعرضت للاختطاف، كان يتوقع لها أن تغادر مطار الخرطوم في الساعة 8 مساء حسب التوقيت المحلي في السودان، إلا أنه وبعد إقلاعها، تبين لقائد الرحلة حسين أشرفي (كندي الجنسية) ومساعده العساف (سعودي الجنسية)، أن المحرك الرابع يعاني من عطل ما، اضطرت الطائرة على أثره إلى العودة مرة أخرى إلى المطار لإصلاح الخلل، وقد مكثت الرحلة هناك قرابة الثلاث ساعات، حتى تمكن فريق الصيانة من إصلاح هذا العطل، حيث غادرت الطائرة بعد ذلك في حوالي الساعة الحادية عشرة مساء.

تجدر الإشارة إلى أن أفراد قوات الأمن الخاصة بمساعدة ملاحي الطائرة تمكنوا من إحباط محاولة الاختطاف.

وكانت معلومات تسربت سابقا قد أشارت الى أن عدد الخاطفين تراوح بين اثنين الى ثلاثة أشخاص، إلا أن بيان «الخطوط السعودية» الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أكد أن الخاطفين شخص واحد هو عادل ناصر أحمد الفرج ـ سعودي الجنسية.

وكانت عملية الاختطاف والسيطرة على الخاطف قد مرت في دقائق معدودة، وبدأت عندما انتقل أحد الركاب السعوديين من مقعده في درجة الضيافة إلى الدرجة الأولى، وحين استوقفته إحدى المضيفات وسألته عن وجهته، أبلغها أنه بصدد الذهاب إلى دورة المياه، فأشارت إلى دورات المياه الخاصة بركاب درجة الضيافة في الخلف، وهنا أشهر المختطف مسدسا كان يخفيه داخل ملابسه في وجهها. وتصادف أن وجد خلف المختطف مشرف الملاحين الذي اشتبك معه في محاولة لانتزاع المسدس من يده، وهنا تدخل رجال أمن الطائرة من القوات الخاصة، الذين تمكنوا من السيطرة على المختطف الذي زعم وجود قنبلة داخل الطائرة، مما حدا بقائد الرحلة (علي الغامدي) ومساعده (مشهور النفيعي) إلى العودة بها إلى مطار الخرطوم كونه أقرب المطارات إلى الطائرة. وقد هبطت الطائرة السعودية بسلام في مطار الخرطوم في تمام الساعة 11.25، وتم إجلاء جميع الركاب، وتسليم المختطف إلى سلطات الأمن السودانية.