خامنئي يأمر الحرس الثوري بتأمين احتياجات فيلق بدر للمتطوعين العراقيين لنشره على الحدود مع العراق

TT

كشف مصدر قريب من قيادة الحرس الثوري لـ«الشرق الأوسط» عن تعبئة ما يتجاوز 12 ألفا من المهجرين (المبعدين من العراق المتحدرين من اصول ايرانية) ومتطوعين عراقيين شيعة تحت مظلة فيلق بدر التابع للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق. واشار المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، الى ان القوات العسكرية المشكلة لفيلق بدر قوامها في الوقت الحاضر ثلاثة الوية مشاة وميكانيكية وكتائب خاصة (الكوماندوس) ووحدات من المشاة البحرية والغواصين التي اجرت مؤخرا مناورات مع وحدات الحرس البحرية في بحيرة ارومية شمال غربي ايران، وشمال الخليج.

وأوضح المصدر، ان آية الله علي خامنئي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي بايعه آية الله سيد محمد باقر الحكيم ورجاله كولي أمرهم، كلف قيادة الحرس الثوري بتأمين كافة حاجات فيلق بدر من السلاح والدعم اللوجيستي والتدريب، تمهيدا لنشر وحداته في المناطق الحدودية مع العراق في محافظات كرمنشاه وعيلام وخوزستان، علما انه بموجب اتفاق بين طهران وبغداد، أخلى البلدان شريطا عرضه يتراوح بين 30 و70 كيلومترا على طول الحدود المشتركة فيما بينهما من القوات المعارضة للبلد الآخر، بحيث نقلت منظمة مجاهدين خلق التي تتخذ من العراق مقرا لها، وحداتها العسكرية من المناطق القريبة من الحدود مع ايران الى شمال وغرب بغداد ومواقع جديدة في محافظات التكريت والموصل والرمادي. وفي المقابل، تم نقل وحدات تابعة لفيلق بدر من المناطق الحدودية الى معسكرات الحرس في أهواز وكرج واصفهان وطهران.

وفي العام الماضي قامت القوات النظامية (الشرطة والباسيج) بتوظيف المئات من مقاتلي فيلق بدر ذوي الأصول ايرانية، في دوريات شرطة الآداب الحديثة التي تم تزويدها مؤخرا بسيارات المرسيدس المصفحة لمكافحة ظاهرة الثقافة الغربية والتقاليد غير الاسلامية بين الشباب.

وقد فسر المصدر اختفاء الناطقين باللغة العربية بين رجال الأمن الايرانيين في الأونة الأخيرة لا سيما خلال مظاهرات الطلبة، دليلا على استدعاء هؤلاء للعودة الى وحداتهم العسكرية في فيلق بدر.

وقد عقد آية الله محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق اجتماعات مغلقة مع قياديي المجلس وفيلق بدر وممثل خامنئي في قيادة قوات بدر حجة الاسلام احمد سالك، قبيل سفره الى الكويت وذلك بعد لقائه يوم الاثنين الماضي مع خامنئي على هامش حفلة الافطار الخاصة التي أقامها مرشد النظام لاركان الحكم بايران. وكان حضور الحكيم بين المسؤولين الايرانيين الكبار مفاجئا لضيوف المرشد، غير انه تبين فيما بعد ان الحكيم كان على موعد مع خامنئي من قبل. ورغم ان ايران على لسان معظم مسؤوليها قد اعلنت معارضتها لأي هجوم عسكري ضد العراق من قبل الولايات المتحدة، إلا ان ثمة مؤشرات ما تدل على ان القيادة الايرانية، واثقة من ان الهجوم سيقع آجلا أو عجلا، فلهذا قررت اطلاق يد قيادة المجلس الأعلى، لمواصلة اتصالاتها وتحركاتها على الصعيدين الاقليمي والدولي، ودعم فيلق بدر لرفع مستواه القتالي بمساعدة الحرس الثوري.