صواريخ «الحسين» و3 مصانع تقطير تتصدر اهتمام المفتشين في خامس أيام التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل العراقية

بغداد مطالبة بالكشف عن صاروخين من بين 819 استوردتها وسبعة من صنع محلي و500 طن من الوقود الخاص بها

TT

دخل مفتشو الاسلحة التابعون للأمم المتحدة صباح امس مجمع الكرامة الذي تديره هيئة التصنيع العسكري العراقية حيث طور العلماء العراقيون انظمة توجيه لصواريخ «الحسين» التي حظرت الأمم المتحدة على بغداد تطويرها بعد حرب تحرير الكويت عام 1991. في الوقت نفسه توجه فريق آخر من المفتشين الى ثلاثة مصانع تقطير شمال شرقي العاصمة سبق ان فتش احدهم قبل عام 1998 للاشتباه في علاقته ببرنامج السلاح البيولوجي العراقي. ورافق المفتشين الذين زاروا مجمع الكرامة، الكائن في حي الوزيرية في بغداد، موظفون عراقيون في هيئة الرقابة العراقية وتبعهم العديد من الصحافيين. وفي طريقهم الى الموقع ضل المفتشون الطريق اليه وطلبوا من العراقيين المرافقين لهم في سيارة منفصلة قيادة القافلة الى المجمع. ولا يخطر المفتشون المسؤوليين العراقيين مسبقا بالموقع الذي يريدون زيارته. ودخل المفتشون على الفور المجمع الذي كانت لجنة الأمم المتحدة السابقة لنزع الاسلحة العراقية «انسكوم» قد وضعته تحت المراقبة الدائمة بعدما حظرت الأمم المتحدة على العراق امتلاك او صنع هذا الصاروخ الذي يبلغ مداه 650 كيلومترا. ويقع مجمع «الكرامة» على بعد كيلومترات معدودة من مقر قيادة المفتشين في فندق القناة عند مشارف بغداد. وفور دخولهم حظر المفتشون اي خروج او دخول الى المجمع. وقال مهندس عراقي منع من الدخول انه لا يوجد بالموقع اي ورش وان العمل فيه يتركز على التصميمات الهندسية. ويبدو الموقع محصنا تحصينا جيدا ويحيطه سور عال وعند البوابة علقت صورة ضخمة للرئيس العراقي صدام حسين وكتب تحتها شعار «النسر ما زال طليقا». وبحسب وثائق الأمم المتحدة فانه يتوجب على العراق إماطة اللثام عن صاروخين محرمين من بين 819 استوردها وسبعة صواريخ من صنع محلي. من جهة اخرى لم تحصل الأمم المتحدة على دليل مقنع على قيام العراق من جانب واحد بتدمير 500 طن من المحروقات الخاصة بالصواريخ. كما زار فريق آخر من المفتشين امس ثلاثة مصانع تقطير قرب مدينة بعقوبة في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد. وامضى المفتشون حوالي 90 دقيقة في المصانع الثلاثة وهي «العوالي» و«الذهبية» و«الابراج». وكانت لجنة التفتيش السابقة «انسكوم» زارت في السابق احد هذه المصانع على الاقل هو مصنع الذهبية، بحسب مسؤول في المصنع طلب عدم كشف هويته. ولم يعرف ما اذا زارت «انسكوم» المصنعين الآخرين. واول من امس تفقد المفتشون قاعدة لهبوط الطائرات الهليكوبتر في خان بني سعد تستخدم في رش المحاصيل الزراعية بالمبيدات الحشرية على بعد 30 كيلومترا شمال شرقي بغداد. وصرح المفتشون بان العراق كان قد اقر بانه استخدم الموقع لتطوير اسلحة بيولوجية عام 1988. وتوجهت مجموعة اخرى الى مجمع صناعي في ابن فرناس على بعد 20 كيلومترا شمال شرقي بغداد وهو موقع قال المفتشون انه كان يشغل عاملين لهم صلة بمعدات الاستخدام المزدوج في البرنامج النووي العراقي السابق.

الى ذلك، قالت صحيفة الجمهورية العراقية انه اذا سارت عمليات التفتيش بنزاهة فانها ستكشف ما وصفته بـ«"اكاذيب» الولايات المتحدة التي تتهم العراق بتطوير اسلحة دمار شامل في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة. واضافت انه اذا عملت فرق التفتيش بنزاهة وموضوعية وحرفية مهنية ستثبت النتائج صدق العراق وخلوه من اسلحة الدمار الشامل كما ستثبت «كذب اميركا» ومزاعمها الباطلة. وقال المتحدث باسم المفتشين هيرو يواكي ان عمليات التفتيش جرت حتى الان «بتعاون» السلطات العراقية. ويمثل الاعلان الذي يطالب قرار مجلس الامن الاخير 1441 العراق بتقديمه في موعد اقصاه الاحد المقبل المرحلة الهامة المقبلة في عملية نزع اسلحته.

وقال العميد محمد صالح محمد مسؤول موقع الكرامة للصحافيين بعد خروج المفتشين الدوليين مباشرة والذين استمر عملهم داخل الموقع اكثر من ست ساعات ان «الاجواء التي سادت عملية التفتيش جيدة ولا توجد اي مشاكل وهذا الموقع مشمول سابقا بزياراة المفتشين». واضاف ان «هذا الموقع معني بالصواريخ ضمن المدى دون ال 150 كيلومتر ويعمل ضمن المدى المحدد في قرارات مجلس الامن». واوضح انهم (المفتشون) «تأكدوا الآن بأن كل الافتراءات والاكاذيب التي اعلنها (الرئيس الاميركي جورج) بوش و(رئيس الوزراء البريطاني توني) بلير هي مجرد افتراءات واكاذيب». وحول ما اذا اطلع المفتشون الدوليون على الوثائق داخل الموقع قال العميد محمد «انهم اطلعوا على كل شيء داخل الموقع». وتابع انهم «خرجوا متأكدين بأن هذا الموقع لا يحتوي على اي مواد تخالف القرارات» الدولية. ونفى المسؤول العراقي ان يكون هذا الموقع يعمل ضمن انتاج صواريخ «الحسين» بعيدة المدى قائلا «لا هذا الموقع ولا اي موقع آخر في العراق يعمل بنشاطات خارج قرارات مجلس الامن». وحول ما اذا كان المفتشون قد اخذوا معهم اية عينات قال العميد محمد صالح محمد «لا لم يأخذوا أية عينات».