السعودي عمر البيومي الذي أثير اسمه في جنحة الشيكات في أميركا لـ«الشرق الأوسط»: قضية الشيكات مختلقة وتم تسييسها

معرفتي بباسنان سطحية ولم أساعد الحازمي والمحضار ولم أدفع عنهما بنسا واحدا

TT

رفض المواطن السعودي عمر البيومي الذي تتهمه بعض وسائل الاعلام الأميركية والغربية بمساعدة اثنين من منفذي أحداث 11 سبتمبر (خالد المحضار ونواف الحازمي)، بينما برأته اجهزة المباحث الاميركية والبريطانية، الحديث منذ نهاية سبتمبر (ايلول) 2001 إلى اليوم، وظل يرفض صامتا، إلى أن جدد الإعلام قبل أيام طرح اسمه في موضوع الشيكات التي قيل ان الأميرة هيفاء الفيصل حرم السفير السعودي في واشنطن الامير بندر بن سلطان قدمتها مساعدة لأسرة اسامة باسنان وتم تجيير تلك الشيكات لصالح منفذي الأحداث، وان البيومي ساعدهما في اختيار الشقة ومعهد تعليم اللغة وأقام حفل استقبال لهما.

وقيل بأنه مسجون في أميركا، وفي أماكن مجهولة، وبعد بحث التقته «الشرق الأوسط» في جدة التي عاد اليها منذ أربعة اشهر فقط من رحلته العلمية في بريطانيا وقبلها في أميركا، حاملا ثالث شهادات ماجستير، اضافة الى انه يواصل رسالته للدكتوراة.

وأكد بيومي انه بريء، ولو ثبت جزء مما يقول الإعلام عليه فلن يكون في جدة، وان شرطة اسكوتلانديارد البريطانية ومحققي مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي لم يجدوا أي شيء ضده، وان مشكلته انه اجتماعي يحب ان يساعد الناس. وشرح كيف بدأت المشكلة بعد أن دخل مكتبه في الجامعة صحافي أميركي، بعد أن اجتاز الباب الرئيسي والذي يفتح برقم سري، لاجراء حوار معه، وكيف أن الجامعة لم تقبل بذلك الابتزاز. بعدها تحدث عنه العالم، وبقي صامتا، إلى ان سنحت الفرصة وقال عبر «الشرق الأوسط» الكثير في الحوار التالي الذي جرى في فندق في جدة.

* من هو عمر بيومي؟

ـ مواطن سعودي، موظف ولي أربعة أبناء وأحد عشر أخا وأختا. ذهبت للدراسة في الولايات المتحدة بعد تخرجي من جامعة الملك عبد العزيز في جدة وحصولي على درجة البكالوريوس حيث كنت اعمل وادرس في ذات الوقت، كانت لدي رغبة لتعلم اللغة الإنجليزية وذلك في اواخر عام 1994، والتحقت بمعهد جامعة سان دييغو وفي عدة مواقع تعليمية أخرى. وحصلت على درجة الماجستير في كاليفورنيا، ومن ثم ماجستير آخر في إدارة المشاريع. بعدها طلبت الالتحاق بجامعة كيس وسترن ريسيرت في ولاية أوهايو وذلك بغرض إتمام دراسة الدكتوراة لكن ارتفاع مطالب تلك الجامعة المالية (28 ألف دولار) جعلني أراسل جامعات أخرى خاصة في بريطانيا، حيث يمكن الحصول على درجة الدكتوراة في وقت اقصر وتكلفة اقل، وهذا ما حدث فعلا حيث خرجت في اكتوبر 2000 إلى بريطانيا متوجها إلى جامعة (استن) البريطانية في مدينة برمنجهام وهي إحدى أفضل 10 جامعات في اوروبا، أصبحت بعدها بفترة مسؤولا عن نادي الطلبة السعوديين في المدينة، سارت الأمور بهدوء بدراستي في السنة التحضيرية وتجاوزتها بنجاح إلى أن بدأت مشكلتي في يوم 22 سبتمبر (أيلول) 2001 أي بعد الأحداث بـ11 يوما.

* ماذا كانت المشكلة؟

ـ حين بدأت السلطات الأميركية والبريطانية بالبحث عن الأفراد الذين كانوا في محيط منفذي أحداث 11 سبتمبر، وبما أن اثنين منهم (نواف الحازمي وخالد المحضار) أقاما لمدة أسبوعين على ما أظن في مجمع «باركوود» في كليرمونت ميسا بمدينة سان دييغو وهو الذي كنت اقطنه في سان دييغو، فقد تم استجواب اغلب الجيران بمن فيهم أنا.

* اغلب الجيران تم التحقيق معهم ولم تحدث لهم ضجة إعلامية مثلك؟

ـ اعتقد أن الطريقة التي يقتحم بها رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي على المشتبه فيهم، سواء في المجمع او غيره، تجعل البعض يرتبك لدرجة ان يقول أي كلام يبعد عنه التهمة.

* ماذا تقصد؟

ـ لكوني خارج الولايات المتحدة ولي الكثير من الاحترام من الأميركان والمسلمين والصلاة في المركز الإسلامي القريب من سكني، وتكرم السفارة السعودية بتزويد المساجد والمراكز الاسلامية بالمصاحف والتمور وعلاقاتي الواضحة والطيبة مع المسلمين، فقد جعلني ذلك في ذهن البعض الأكثر إطلاعا على الآخرين بمن فيهم جيران السكن.

* نعود إلى هذا المحور لاحقا، ما ظروف القبض عليك في بريطانيا؟

ـ تم ذلك من قبل رجال اسكوتلانديارد، حيث جاؤوا إلى منزلي وتحدثوا بأسلوب راق جدا، واخبروني بأنني مطلوب للاستجواب، وجرى تفتيش كل ما في المنزل قطعة قطعة، حتى بلاط الحديقة الخلفية الذي وضعناه كي يلعب ابني فيه كرة السلة، جرى كشطه وبحث ما تحته، وحفائظ طفلتي (عام واحد انذاك) قاموا بتفتيشها وأجهزة الكومبيوتر، والأقراص المدمجة التي كان من ضمنها لعبة طيران لم يستسغها ابنائي والكتب وكل شيء. جمعت كل تلك الأشياء وتم إرسالها حسب ما علمت لاحقا إلى الولايات المتحدة برفقه ضابط بريطاني كي يتم فحصها وتفتيشها من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي وبقيت هناك سبعة اشهر.

وأثناء التحقيق كان رجال اسكوتلانديارد حقيقة في غاية اللطف معي، حتى أنهم استبدلوا تسمية التحقيق بعد اليومين الأولين إلى كلمة مقابلة، وبقيت عندهم أسبوعا، تكلمت معهم فيها عن كل شيء، وأرفقت لهم وثائق كل ما أقوله، كوني حريصاً جداً على أرشفة ورصد كل ما يتعلق بي ومصروفاتي وأوراق دراستي وخطط الدراسة والبحث والزمن المفترض الانتهاء من كل موضوع ومراجعي وكل شي تقريبا.

* ظهرت لديك هذه العادة منذ فترة طويلة..

ـ نعم، هذا طبعي، ولقد دهشوا من تنظيم أوراقي، حتى فواتير السلع الاستهلاكية كنت احتفظ بها، وهنا ظهرت فائدة رصد كل شيء والاحتفاظ به. وقالوا حقا أنت رجل منظم وقد استفدنا من ذلك.

* هل تم القبض على زوجتك أو احد من أفراد العائلة؟

ـ لا لم يقبض على زوجتي أو أي من أفراد أسرتي المكونة من أربعة أطفال (ولدين وبنتين) أكبرهم عماد عمره اليوم 16 عاما، وهنا أشير إلى انه بعد سحب جوازاتنا أعيدت لنا بعد سبعة اشهر، فيما كان جواز ابنتي الصغرى قد عاد إلينا في اليوم الأول كونها مولودة في الولايات المتحدة.

* إلى ماذا تطرق التحقيق؟

ـ عن فترة سكني ووجودي في سان دييغو، وظروف عيشي هناك وعن معلومات تخص كثيراً من البشر بخليط من أسماء وألقاب وصور وكذلك (الحازمي والمحضار) وعن علاقتي بهما. وما اذا كنت أعلم بنوايا المتهمين في تلك الأحداث.

* ماذا قلت؟

ـ قلت الحقيقة، وهي هؤلاء شابان قالا بانهما من السعودية، حضرا في بداية 2000 على ما أظن، وكانا ينويان تعلم اللغة الإنجليزية حيث أنهما لا يعرفان حرفا واحدا. وكأي تجمع عربي او سعودي، كانت رغبتهما في السكن في مجمع «باركوود» في كليرمونت ميسا بمدينة سان دييغو كونه قريبا من المسجد الذي كان يتسع لنحو1500 فرد، ومن الطبيعي أن يسألا الاقدمين في المدينة عن أفضل أماكن التسوق، السوبرماركت والمطاعم والبقالات العربية وغيرها، ولكن فهمت أنهما خرجا من السكن بسبب غلائه بعد أن بقيا أسبوعين فيه.

* إلى أين انتقلا؟

ـ لا اعلم.

* والى ما خلص التحقيق معك في لندن؟

ـ استجوبت لمدة أسبوع، وأخلي سبيلي مع احتفاظهم بكافة مستلزماتي، الكتب والكومبيوتر وكل شيء تقريبا وذلك لمدة سبعة اشهر، وهو ما عطلني عن اكمال دراستي للدكتوراة لكني قضيت وقتي في اتمام درجة ماجستير ثالثة أنهيتها في شهر يوليو (تموز) .2002 إلا انه بعد انتهاء السبعة اشهر وعدم وجود ما يدينني عدت إلى السعودية منذ أربعة اشهر تقريبا، واعكف على اكمال مشروع البحث لنيل درجة الدكتوراة بمشيئة الله.

* ما موضوع الشيكات التي يتردد بأنك دفعتها لتغطية تكاليف إقامته المحضار والحازمي بتجيير شيكات كانت في صورة مساعدة من السفارة السعودية؟

ـ موضوع الشيكات أصلا لا أساس له من الصحة جملة وتفصيلا، وهو محض كذب وافتراء، ومن عنده شيك مجير فليظهره للإعلام أو لأي جهة تحقيق ويثبت وجوده. واستغرب أن يتفاعل الإعلام الغربي حتى العربي لمثل هذه الأقاويل دون استناد ودليل. واسأل انا الجميع، هل هناك شيكات مجيرة .. وأين هي؟ وهذه تذكرني بأن هناك شخصين مشهورين بالكذب. فقال الأول: تعرف ان عند امي قدراً كان الصناع الذين صنعوه يضربون فيه بالمطارق فلا يسمع الأول منهم الآخر. فقال الثاني تعرف ان عند ابي مزرعة أنتجت حبة واحدة من الكوسة مثل برج ايفل. قال الأول: أين يتم طبخها. قال الثاني: في قدر أمك. هم سيقولون وهم سيكذبون أنفسهم بأنفسهم.

* هناك من يقول بأنك تجمع أموالا من رجال الأعمال وتمول بها مشاريع محددة مثل المدارس أو مراكز تحفيظ القرآن الكريم. ما مدى صحة ذلك؟

ـ أظنك تتحدث عن مسجد المدينة المنورة في سان دييغو الذي أقيم بعد شراء رجل أعمال مبنى تجارياً وتم تحويله إلى مسجد ولتعليم نحو 150 طفلاً للقرآن الكريم، فأخبرك بأن هذا الرجل جاء بنفسه وشاهد الوضع كونه كان طالبا في سان دييغو، ودفع 545 ألف دولار من ماله الخاص جزاه الله خيرا مقابل شراء المبنى، وموضوع جمع الأموال من الناس غير صحيح، ولا أفكر في جمع المال من الآخرين.

* هل تعرف أسامة باسنان؟

ـ اعرفه معرفه سطحية من في المركز الإسلامي.

* ماذا بشأن شيكات الأميرة هيفاء الفيصل التي كتب الاعلام عنها كثيرا، انه تم تحويلها إلى الخاطفين عبرك ومن خلال أسامة باسنان؟

ـ هذه قصة ليس لها أساس من الصحة، وارد عليهم بقوله تعالى (هاتوا برهانكم). واتحدى الانس والجن في إظهار شيك مني أو من زوجتي أو مجير أو أعطيت أحدا نقدا كرما أو غيره. لا.. لا الموضوع تم تسييسه.

* لماذا يتردد بأنك ساعدتهما؟

ـ الشيء الذي عندي قلته في التحقيقات، وهل تتصور أنه لو ثبت مثل ما يشاع إعلاميا، فهل كان مكتب التحقيقات الفيدرالي أو اسكوتلانديارد يتركاني؟ لا اعتقد. ولكن الذين كتبوا يريدون أن يعيشوا فيختلقون القصص والحكايات لجذب الانتباه حسبهم الله.

* حدثت لك مشاكل في بريطانيا مع الصحافة؟

ـ قليلا، في المنزل الذي تم تفتيشه وكشط بلاطه كنا ناقلين منه أصلا وكان مقفلا، وجاءت الصحافة إلى منزلنا الثاني، واشتبك ابني عماد الأكبر (16 عاما، المحمي بالقانون بحكم سنه) كلاميا مع احد المصورين، بسبب رغبته في التقاط صورة لمنزلنا. لكن عموما أكد لي احد الضباط في مناسبة، بأنهم مستعدون لحمايتي وأسرتي إذا تعرضت للمضايقة من الإعلام وقال اخبرنا فقط. ، وقال الضابط الذي أعاد تسليم المواد والكتب، وقدم اعتذاره باسم الحكومة البريطانية عن كل ما حدث لي.. وأخبرني أن هذا عملهم لا بد أن يقوموا به وقال: نشكرك على صبرك ووضوحك معنا.

* هل تعرض بقية الجيران في المجمع السكني في سان دييغو لنفس مستوى التفتيش؟

ـ أتوقع ذلك.

* هل تعلم ما اذا تلقت بريطانيا طلبا بتسليمك الى الولايات المتحدة؟

ـ الانجليز قالوا اذا كنت تريد الذهاب الى أميركا كشاهد اثبات يمكنك ذلك، لكني رفضت. وكذلك هم رفضوا والمحامية أيضا رفضت فكل شيء كان غاية في الوضوح من طرفي.

* هناك من يقول بأنه تم التحقيق معك في غوانتانامو ومرة انك توجهت الى أميركا لذات الغرض؟

ـ لا. هذا كله محض افتراء. وهذه تلحق بقضية القدر والكوسه. فأنا دائم التواجد في مكتبي في الجامعة ونجتمع في نهاية كل اسبوع في النادي السعودي في برمنجهام وتواصلنا يكاد يكون يوميا. أنا لم أذهب الا لأميركا وبريطانيا فقط. وأعتقد في المرة القادمة أنهم سيقولون اننا أتينا من كوكب آخر.

* أليس مضحكا أن يحدث مثل ذلك كله وليس هناك شيء؟

ـ طبعا، وأشير هنا بأن لي حقوقاً على الصحافة الغربية والعربية بعضها أساءت لي، فالبعض كتب دون رجوع الى الملحقية الثقافية في سفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن، اقله الاتصال بالاستاذ عبد الله الناصر الملحق الثقافي الذي بادر بزيارة كريمة لاسرتي وقت الحادث وكان دائم السؤال عني، اغلب التقارير الصحافية والتلفزيونية تكذب علىّ وتلصق بي التهم وأنا لا أستطيع أن أرد على كل كذبة لوحدها، وفضلت أن أتركهم يكذبون اليوم ويصححون أنفسهم في الغد. وأتوقع أن المشكلة مع الاعلام بدأت في نهاية شهر نوفمبر من العام 2001 اذ طلب مني صحافي أميركي حضر خصيصا لعقد لقاء صحافي معي، وتحديدا بعد أن مضى على استجوابي شهران، وكان ذلك في الدور 11 في مبنى الجامعة، وجلس بعد أن استأذن مني للجلوس، وبدأ يطرح أسئلة عن السعودية وكيف ادرس؟ وكيف سافرت الى أميركا وعدة أسئلة بطريقة فيها استعلاء، ولما لاحظت ذلك طلبت منه تأجيل الحوار الى وقت آخر نظرا لانشغالي باتمام كتابة بحث للدكتور المختص برسالتي، وهذا بالفعل حصل بشهادة مسؤولة القسم، لكنه ألح في الاستمرار بالأسئلة، عندها طلبت منه أن يذهب الى اسكوتلانديارد والسفارة السعودية في لندن بالاضافة الى الملحق الثقافي السعودي لأخذ المعلومات التي يريدها اذا كان مستعجلا على اعداد تقريره، ويسأل عني هناك. ولم يعجبه ما قلته، فعرضت عليه أن نذهب الى مسؤولة القسم ونكمل الحديث هناك، وهو ما حدث فعلا، حيث أخبرتها باني مشغول، وهي تعلم بذلك كونها تعرف المهمة التي تشغلني وقتها، وهذا صحافي يريد مقابلة، فسألت هي الصحافي كيف دخلت الى هنا؟ أجاب: وجدت الباب مفتوحا، ردت عليه: كل من يجد الباب مفتوحا يدخل منه، وأضافت يفترض بك الاتصال بي وتحديد موعد معه كي لا تقاطعه عن دراسته، الجامعة لها حرمة والطالب محمي بقانون الجامعة، ويفترض بك الخروج حالا، وهدد الصحافي بعد ما سمع هذا الكلام بانه سوف يكتب مقاله حين يعود الى بلده ويضع فيه اسمي، وقالت هي اذا لم تخرج الان سأدعو لك الأمن لاخراجك. وأضاف (البيومي) ان لدي اثباتاً بهذه الواقعة حيث أخذت خطابا من الجامعة بهذا الخصوص (حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه). وبالفعل بعد ذلك بأسبوع أو اثنين بدأت الصحافة تتحدث باسهاب بالغ عني، وما أثير من موضوعات أني ساعدت الخاطفين في الاقامة وغيرها من القصص المختلقة والمغلوطة وغير الصحيحة.

* كيف ترد على من يقول بأنك أحضرت الحازمي والمحضار بنفسك الى المجمع ودفعت تكاليف اقامتهما سواء بالنقد أو بشيك؟

ـ أولا أنا لا اعرفهما فكيف ادفع لهما، وليس لدي المقدرة أن أدفع عنهما لأن لدي أسرة وأبناء ودراسة فلا يعقل أبدا أن يأتي شخصان يريدان الدراسة بلا مال. ومن ناحية ثانية معروف أن ادارة المجمع لا تقبل النقد فقط الشيكات. ويمكن للمشككين الرجوع الى ادارة المجمع والتأكد من الشيكات التي دفعت لقاء أقامتهما. والأموال المسحوبة بشيك ستكون في بنك أميركي وليس سعودي يمكنه مساعدتي ويمكن الرجوع له.

* ماذا بخصوص وجبة العشاء التي أقمتها لهما؟

ـ جرت العادة بعد كل موسم من مواسم الخير في رمضان أن يجتمع أئمة المساجد وبعض الذين كان لهم دور في خدمة احضار وجبات افطار صائم لنقدم لهم الشكر ويذكر امام المسجد المتطوعين لخدمة الافطار ومن كان لهم جهود خيرة في ذلك الشهر بأنهم قدموا عملا جليلا يشكرون عليه.لم أقم بأي وجبة عشاء خاصة بهما، ولكني رجل اجتماعي ومعروف عني ذلك ومن الطبيعي أن يحضرها أناس كثيرون، وتوقيتها كان في وجود الحازمي والمحضار، وقد شرحت ذلك للمحققين وتأكدوا من كل شيء.

* ألم تلاحظ فيهما شيئا غريبا مثل الانطوائية؟

ـ لا أدري بالضبط فأنا لم أعاشرهم.

* هل كان لهم أصدقاء في المجمع؟

ـ في المسجد يصلي 1500 شخص، ومن الصعب أن تعرفهم أجمعين، ونحن شرعنا طالبنا أن نتعامل مع الناس مع ظواهرهم.

* هناك من يقول بأنك ساعدتهما في اختيار معهد اللغة الانجليزية؟

ـ ليس صحيحا، وأحب أن أؤكد للجميع من خلال جريدتكم، انه في حال وجود ما يثبت مساعدتي لهما بأي شكل مادي أو غيره، فلن أكون جالسا معك هناك في جدة، لقد تحقق رجال اسكوتلانديارد بالتعاون مع السي أي ايه، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، بالاضافة الى تحقق الجهات المختصة في السعودية، ولم يثبت لهم أي شيء فلماذا يصر الاعلام على الزج باسمي في هذا الموضوع؟. وكل ما قلته لهما أنكم اذا كنتما تريدان دراسة اللغة لا بد من الاختلاط بأهل اللغة، ولا بد ان تدرسوا في معاهد معترف بها. وهي نصيحة عامة نعطيها الغريب والقريب.

* هل تذكر كم مرة قابلتهما؟

ـ هم جيراننا لأسبوعين كما قلت سابقا ولا اذكر كم مرة قابلتهم.

* البعض يشكك في ان علاقتك بالجهة التي ابتعثتك غير هادئة خاصة انك أطلت الاقامة في أميركا ولم تكمل الدراسة وتوجهت الى بريطانيا.

ـ هذا الكلام غير صحيح، أصلا أنا ذهبت الى أميركا لدراسة اللغة الانجليزية، وجاءت فرصة اتمام الماجستير لاحقا، وهو ما حدث فعلا اذ حصلت على ثلاث شهادات ماجستير متخصصة اثنتين من أمريكا وواحدة في بريطانيا رغم أن كتبي ومراجعي والكومبيوتر الخاص بي كانت في الولايات المتحدة، وبالرغم من ذلك لم أضيع وقتي وحصلت على ماجستير ثالث من جامعة استن البريطانية في يوليو (تموز) .2002 وأطلعك على شهادات من جهة الابتعاث والمشرف على رسالتي في جامعة (استن)، وتقارير صحافية في الاندبندنت والنيوزويك وغيرها تثبت من خلال المعلومات التي جمعوها من محيطي، انني مقبول اجتماعيا ومثالي في دراستي. (اطلعت الجريدة على نسخ من قصاصات الصحف وخطاب من جهة عمله بهذا الخصوص) وأخبرك أنني حصلت على ترقية قبل شهر من اليوم.

حتى أن ضابط اسكوتلانديارد، في يونيو (حزيران) 2002 حين أعاد لي الجوازات والكتب والمراجع، سلمني 500 ريال عائدة لزوجتي، وعليها علامة اثر مادة كيماوية للحصول على بصمات أو ما شابه ذلك، ونصحني بعدم استخدام تلك العملة، وطلبت منه أن يسلمني قيمتها بالجنية الاسترليني وهو ما حدث. ومرونته تلك دلالة على خلو ساحتي من أية تهمة. كما أن ضابطا استخباريا انتقل من بريطانيا الى سان دييغو وبحث وسأل عني وعن كل ما قلته في التحقيق وعن الأشخاص وكل شيء تقريبا، وعادوا وأكدوا عدم وجود ما يثير الشبه حولي، وان ما قلته في التحقيق لا يختلف عن ما شاهدوه بأنفسهم وبالاثبات. وقال لي الضابط أن ما ذكرته قبل السفر هو ما وجدته هناك في الولايات المتحدة.

وأشير هنا الى أنه بعد عودتي الى الدراسة والتوقف لمدة أسبوع تقريبا، استقبلني مدير الجامعة بنفسه أمام باب مكتبه وقال: مرحبا بك، وأعطاني أرقامه الخاصة وسألني أن اتصل به في حالة تعرضي لأية مضايقات من الاعلام أو الزملاء أو حتى ادارة التدريس. وأكد فخره بوجودي في الجامعة وبمثاليتي وأخلاقي، وما جعله يقوم بذلك هو ما خلص له تحقيق الجهات المختصة في بريطانيا بالاضافة الى ما استنتجه بعد السؤال عني، ويدل ذلك على مدى تفهمه لسلامة موقفي، وكذلك السفير السعودي حينها الدكتور غازي القصيبي الذي طلب منى التحلي بالصبر، والاستاذ عبد الله الناصر الملحق الثقافي، كلهم كانوا قريبين مني وقت الازمة، حيث أعطتني السفارة بطاقة خاصة لاثبات الشخصية ومثلها لأسرتي كون جوازات السفر مسحوبة منا لسبعة اشهر كما قلت سابقا وتم فحصها في الولايات المتحدة. وحتى زملائي البريطانيين في قسم الدكتوراه كانوا يقولون نحن خجلنا منك بسبب ما حدث لك في بلدنا. أما الألمان والبرازيليون قالوا لابد أن تطالب بالتعويضات. كما انوه الى أسلوب اسكوتلانديارد الراقي جدا، حيث عرضوا على اسرتي السكن في أي فندق في لندن يختارونه خلال فترة التحقيق. لكن زوجتي وأطفالي بقوا في برمنغهام لارتباط الابناء بالدراسة.

* زوجتك تدرس معك؟

ـ لا، درست لغة انجليزية فقط. وكانت متطوعة تدرس في احدى المدارس في سان ديغو قرابة 4 سنوات.

* من أين تحصلان على المال؟

ـ من جهة الابتعاث، ومساعداتنا لبعض الجيران محدودة للغاية لكن حضورنا لدى الناس ومحبتنا المتبادلة اكبر.

وأتذكر انه احدى المرات وأثناء خطبة صلاة الجمعة في بريطانيا هاجم خطيب في الجامعة بلادي، وذكر أن في الجامعة الاسلامية تم حذف آيات من القرآن الكريم حتى لا يتم تدريسها للطلبة، وبعد الخطبة، قلت له خطبتك جميلة لكن يفترض أن أنبهك الى ضرورة أن يكون عندك وثائق واثباتات لما قلته، ولك أن تعرف أن بلادنا يدعو لها كثيرون بسبب خدمتنا للدين الاسلامي بما فيها طباعة المصحف الشريف، وأتحدى أن تذهب الى أي مسجد في العالم ولا ترى هذا القرآن بعد طباعته في المملكة. فما بالك بمن يطبعون القرآن، أن يلغوا بعضا منه في جامعاتهم. لابد أن تكون هناك مصداقية يا رجل. والرجل بعد ذلك النقاش الهادئ معه، قال أنا آسف وجاءتني معلومة خاطئة ولن أتطرق الى هذا الموضوع مستقبلا، حتى أن هذا الرجل أصبح ودودا للغاية. اذا كنت بهذه الطريقة أكون عميلا سعوديا عندما ادافع عن الحق فأنا أول العملاء. وفي موقف آخر كان احد دكاترة الجامعة المعروف بأنه مهتم بجمع التبرعات للمستوطنات في اسرائيل، سألني عما تكتبه الصحافة عن مهاجمة السعودية ومهاجمتي. وبعد أن أثبتت التحقيقات خلو ساحتي وتسلمت جوازات السفر وكافة الأغراض الأخرى أصبح يستلطفني بشكل اكبر وبتودد.قال أنت شخص جدير بالاحترام وكان يسدي لي بعض النصائح في مشروع بحثي.

* هل من اضافة تفضل أن تختم بها الحوار؟

ـ أنا وأسرتي تضررنا كثيرا من الاعلام ولم نجد احداً يشمر لرد الاعتبار، نحن نحب ديننا ووطنا وامتنا وما أصابنا الا اختبار. وأقول للاعلام الغربي بأنه لا أساس من الصحة لموضوع الشيكات سواء كانت الشيكات مباشرة أو مجيرة، لا لي ولا لزوجتي، وان هذا محض افتراء وان الشبهة في أمري انتهت منذ عام وأكثر، والموضوعات انتهت تماما من قبل أقوى جهازي استخبارات في العالم، البريطاني والأمريكي، وليست هناك مادة تدينني فعلا فلماذا الاستمرار في الزج باسمي في الصحف. وأخيرا أقول: «انك اذا لم تكن تعلم الى أين انت ذاهب. فلن يضرك أي طريق تسلك وسوف تصل الى مكان لا تريده». واقول (ان الظن لا يغني من الحق شيئا).