مصادر بوسنية: الاستخبارات الأميركية تبحث عن مكان لجوء قائد المقاتلين العرب في البوسنة

TT

كشفت مصادر امنية بوسنية ان الاستخبارات الاميركية تسعى لمعرفة مكان لجوء قائد المقاتلين العرب في البوسنة سابقا المدعو ابو المعالي. وقالت المصادر ان الولايات المتحدة ربما ندمت على طلبها من الحكومة البوسنية السابقة ترحيل عدد من المقاتلين، على رأسهم ابو المعالي، عام 1998. وتصف الاستخبارات عبد القادر المختاري (ابو المعالي) بأنه «بن لادن الصغير».

وكان الرئيس البوسني السابق علي عزت بيغوفيتش قد صرح عام 2001 انه لم يسمع شيئا عن علاقة ابو المعالي بالارهاب الى ان «طلبت الولايات المتحدة ابعاده من البوسنة». وقال «بقي عندنا اربع سنوات، ولم يذكر اي شخص شيئاً ضده». لكن الحملة على المقاتلين العرب استمرت الى ان اضطرت الحكومة البوسنية لارسال ميرزا فيريتش وهو مستشار سابق لعزت بيغوفيتش، الى عدة دول عربية واسلامية لبحث امكانية ترحيل ابو المعالي اليها مع عدد من المقاتلين العرب، لكن الدول العربية قاطبة رفضت استقبالهم. وبعد ترحيله قدم دبلوماسي اميركي الى البوسنة للسؤال عن المكان الذي رحل اليه ابو المعالي، لكن الحكومة السابقة رفضت الافصاح عن ذلك تحديدا، الا انها اشارت الى انه في جنوب شرقي آسيا.

واكدت مصادر الاستخبارات البوسنية حصول الولايات المتحدة خلال السنتين الماضيتين على قوائم المقاتلين العرب في البوسنة بأسمائهم الكاملة وعناوينهم في بلدانهم الاصلية، وأرقام جوازات سفرهم. واضافت المصادر انه بعد وصول الائتلاف الموالي للغرب الى الحكم في البوسنة سنة 2000، عادت العناصر السابقة لقيادة الاستخبارات البوسنية، ووضعت يدها على كم هائل من الوثائق والمعلومات وقامت بتقديم نسخ منها لاستخبارات الدول المجاورة مثل كرواتيا ويوغسلافيا، بالاضافة للاستخبارات الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، وتم ذلك في شكل اتفاقات لتبادل المعلومات الامنية. وقالت المصادر ان الاستخبارات الكرواتية كان «لها السبق في البحث عن علاقات بين المؤسسات الاغاثية والارهاب» حيث كانت معظم المؤسسات الاغاثية موجودة في زغرب، ولها فروع في البوسنة. وحسب المصادر نفسها، فقد تمكنت المخابرات الكرواتية من جمع معلومات هائلة عن تلك المؤسسات من خلال عدد كبير من الموظفين داخل تلك المؤسسات كانوا في مراكز حساسة كالمشتريات والعلاقات العامة والمحاسبة والترجمة وغيرها. وقامت الاستخبارات الكرواتية بين عامي 1993 و1995 بمداهمة عدد من المؤسسات الاغاثية، وتفتيش بيوت موظفيها بحثا عن اسلحة او مخدرات او غير ذلك من الممنوعات لادانة تلك المؤسسات، ولكنها لم تعثر على شيء من ذلك القبيل. كما وضعت المخابرات الكرواتية يدها على عدد كبير من اشرطة الفيديو التي ضمت صورا لمقاتلين عرب، ودعاة زاروا كرواتيا والبوسنة فيما بين 1993 و1995، وصورا عن المعارك والاسرى الذين سقطوا في ايدي المقاتلين العرب. وقد صادرت الاستخبارات الكرواتية تلك الاشرطة من بعض الاشخاص في مطار زغرب، وفي المناطق الحدودية مع البوسنة. وقد حاولت المخابرات البوسنية توريط بعض الساسة السابقين بأن لهم علاقة مع المقاتلين الذين يزعم بأن لبعضهم علاقات مع تنظيمات توصف بالارهابية، من خلال الاستشهاد بصور لهم مع المقاتلين العرب، الذين كان بعضهم حريصا على التقاط صور له معهم عند زياراتهم الميدانية لجبهات القتال زمن الحرب.

وتتساءل المخابرات الغربية عن الكيفية التي تم بها دخول المقاتلين العرب والهيئات الاغاثية الاسلامية للبوسنة، حيث تؤكد السلطات في سراييفو ان جميع المقاتلين والهيئات الاغاثية وعددها 33 مؤسسة اغاثية، دخلوا عن طريق كرواتيا، برا وجوا. لكن الحكومة البوسنية السابقة لا تنفي تدخلها لانقاذ موظفي اغاثة تم اعتقالهم من قبل القوات العسكرية لكروات البوسنة من بينهم مسؤول في هيئة الاغاثة الاسلامية ويحمل الجنسية البريطانية، وذلك في 18 ديسمبر (كانون الاول) 1992، وسوداني يدعى غالب 36 سنة. وتعتبر الحكومة السابقة تدخلها ذلك «واجباً» حيث تقدر وتثمن دور المقاتلين العرب في الدفاع عن البوسنة، ودور الهيئات الاغاثية الاسلامية في نجدة المسلمين المنكوبين.

وكان بعض المتطوعين العرب قد تعرضوا للقتل والاعتقال، من بينهم مسؤول اغاثي سعودي ظل في معتقل كرواتي لمدة شهرين قبل ان يفرج عنه بفدية مالية، وقال عقب خروجه من المعتقل انه شاهد عمليات تعذيب وقتل لمعتقلين مسلمين داخل المعتقل الكرواتي.

لكن الاستخبارات البوسنية والكرواتية لم تر في ذلك المسؤول الاغاثي سوى علاقته بأبي المعالي الجزائري قائد المقاتلين العرب في البوسنة، كما حاولتا توريطه في اعمال اخرى من بينها امتلاك سلاح. وتقول المخابرات البوسنية والكرواتية ان ذلك المسؤول الاغاثي السعودي قتل في قندهار في القصف الاميركي على افغانستان اواخر العام الماضي.

كما تذكر المخابرات اسم شخص آخر تتهمه بتفجير سيارة في الجزء الغربي من مدينة موستار البوسنية، انتقاما لاعتقاله وتعذيبه من قبل المخابرات الكرواتية، بعد اصابته لطفل كرواتي بجروح طفيفة في حادث سير. وادعت المخابرات الكرواتية انها وجدت بحوزته سلاحاً آلياً، لكن المخابرات البوسنية زادت على ذلك بندقيتي كلاشنيكوف، ومسدسين، وقنبلتين يدويتين.