رئيس المكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات: لست راضيا عن الاستثمارات العربية في قطاع الاتصالات

القاضي دعا الدول العربية إلى عدم محاربة المهاتفة عبر شبكة الإنترنت

TT

أكد الدكتور إبراهيم عبد الرحمن القاضي، رئيس المكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات، على أن الاستثمارات العربية في قطاع الاتصالات لم ترق حتى الآن للمستوى المطلوب، داعيا الحكومات العربية إلى توفير بيئة تنافسية تساعد على تنامي تلك الاستثمارات بصورة ضخمة، مؤيدا اتجاه الدول العربية نحو مزيدا من خصخصة قطاع الاتصالات، والاكتفاء بإدارة تلك القطاعات ومراقبتها والتأكد من فاعليتها.

«الشرق الأوسط» حاورت د. القاضي لإلقاء المزيد من الضوء عن استراتيجية عمل المكتب العربي للاتحاد الدولي للاتصالات، ومميزات انضمام شركات القطاع الخاص للاتحاد، ودوره في تطوير مقاييس ومواصفات الاتصالات وتنظيم الطيف الترددي، وذلك في محاولة لرسم صورة الاتصالات في المنطقة العربية.

وفي بداية حديثه أكد رئيس المكتب الإقليمي العربي على أن ضخ الأموال في بناء شبكات الاتصالات العربية لإتمام عمليات تحديثها لا يمثل أي خسارة، حيث أن الاستثمارات في البنية التحتية لقطاع الاتصالات هي استثمارات المستقبل، كما أن الاستثمار في قطاع الشبكات يدر عائدات ضخمة، ولذا يجب على الدول العربية ان تنظر إليها على إنها استثمار وليست نفقات، وتابع أن المواطن العربي يلحظ مدى التطور في قطاع الاتصالات، حيث تضاعف عدد خطوط الهواتف الثابتة وكذا عدد مستخدمي الهاتف الجوال، إضافة إلى تزايد مستخدمي شبكة الإنترنت.

وحول الخسائر الفادحة التي تواجه شركات الاتصالات العالمية ومدى تأثيرها على السوق العربية، يقول د. القاضي أن من ينظر إلى إيرادات الاتصالات في عام 2002 يجدها قد زادت لتبلغ 1500 مليار دولار، وأن 80% منها من خدمات و20% تجهيزات. وأوضح أن انهيار بعض الشركات هو انهيار للأعمال التجارية لبعض الشركات، وبسبب المضاربة بالأسهم وليس ناشئا عن ضعف القطاع، مشيرا إلى أن المتأمل لهذه القضية يجد أنه قد يكون لها جوانب إيجابية في مصلحة الدول العربية لأنها ستساعد علي إيجاد مستثمرين عرب يحلون محل المستثمر الأجنبي.

وأوضح د. القاضي أن الاتحاد لن يشارك في تأسيس شبكة عربية للاتصال عبر الإنترنت لأنه ليس جهة استثمارية، الا أنه سيقدم المشورة لكل من يطلبها من الدول ومن الأعضاء فيه، حيث قام الاتحاد بعدد كبير من الدراسات حول تنظيم قطاع الاتصالات والمهاتفة عبر شبكة الإنترنت، متوقعا أن يتم خلال السنوات القليلة المقبلة عملية انتقال تدريجي لخدمات الاتصالات الدولية، لإجراء المحادثات الهاتفية على شبكة الإنترنت، ولهذا فقد طالب الدول العربية بأن تراقب هذه التطورات، وتستفيد منها الاستفادة الكبرى بدلا من محاربتها.

حيث أشار د. القاضي إلى أن المكتب العربي للاتحاد الدولي للاتصالات الذي يخدم 22 دولة عربية هي مجموع الدول المشاركة فيه، يعد أحد المكاتب الإقليمية الخمسة للاتحاد الدولي الذي تم إنشاؤه في عام 1991 لخدمة قطاع الاتصالات والمعلومات في دول العالم المختلفة، مبينا أن الهدف الأساسي للاتحاد هو تطوير وتنمية مقاييس ومواصفات الاتصالات والمعلومات، والتنسيق في مجال استخدامات مدار الأقمار الصناعية ومورد الطيف الترددي.

وبين د. القاضي أن المكتب الإقليمي العربي يضم 35 عضو قطاع خاص في المنطقة العربية وهذا بالطبع عدد قليل، إلا أن السبب في ذلك يرجع إلى أن معظم شركات الاتصالات موجودة في العالم الغربي، موضحا أن هذه الشركات ستستفيد من خدمات الاتحاد وخاصة من ناحية المواصفات والمقاييس، حيث يعد القطاع الخاص عنصرا فعالا لأنه هو الذي سيقوم بالتطوير. وأشار القاضي إلى أن هناك اتفاقية تعاون مع القطاع الخاص للتدريب في الدول العربية، فهناك اتفاق مشاركة مع سيسكو العالمية لإنشاء أكاديميات للإنترنت في دول عربية مختلفة، تم إنشاء إحداها في تونس وسيتم قريبا إنشاء 5 مراكز أخرى في دول عربية مختلفة.

وأكد رئيس المكتب العربي على أن الاتحاد الدولي للاتصالات يعمل علي تقديم النصح والإرشاد إلى الدول ولا يملي عليها سياسات وأوامر، وكل دولة لها مطلق الحرية في اختيار الأسلوب المناسب لظروفها، موضحا أن الاتحاد يطمح إلى أن تتحمل شركات القطاع الخاص تشغيل الشبكات والتعامل مع المشتركين، حيث أنها قادرة على التكيف والاستجابة السريعة لمتغيرات السوق، خاصة في قطاع الاتصالات الذي يشهد طفرة حقيقية نظرا للتقدم التقني السريع، مشيرا إلى أن عنصر المنافسة سيساعد على تقديم خدمة افضل وأسعار أقل وفي النهاية فان المنافسة دائما في صالح المستخدم النهائي.

وعن المهام التي يقوم بها المكتب العربي للاتحاد الدولي للاتصالات في تدريب وتأهيل الكوادر البشرية، أشار القاضي إلى أن الاتحاد لديه خبراء مهمتهم تطوير مهارات الكوادر البشرية سواء داخل الدول العربية أو خارجها، ويختار الموضوعات التدريبية حسب احتياجات كل دولة من الدول العربية، موضحا أن مركز التميز العربي ومقره دمشق وهو تابع للاتحاد، يهدف إلى رفع مستوى القيادات العليا وصانعي القرار في قطاع الاتصالات على مستوى العالم العربي، وقد أنهى مركز التميز هذا العام حتى الآن 7 دورات في مصر والمغرب والبحرين والأردن وسورية وتونس والسودان.

واختتم القاضي حديثه بأن الاتحاد الدولي للاتصالات استطاع خلال العام الماضي أن يعقد لأول مرة في تاريخ الاتحاد مؤتمرا عالميا مهما، حيث استضافت مدينة مراكش المغربية مؤتمر المندوبين المفوضين، كما يستعد الاتحاد خلال العام الحالي 2003 لحدث آخر وهو القمة العالمية لمجتمع المعلوماتية تحت مظلة الأمم المتحدة، التي سيركز على ضرورة وصول التقنيات إلى كل الدول في كل القطاعات وليس التطور التقني فقط، ويقوم الاتحاد الدولي للاتصالات بتنظيم هذه القمة مرتين الأولى في جنيف 2003، والأخرى في تونس 2005 لمتابعة ما تمت مناقشته في قمة جنيف، وهذا يعكس أهمية المنطقة العربية وتأثيرها دوليا.

* رئيس المكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات في سطور :

ـ الاسم : إبراهيم عبد الرحمن القاضي ـ الجنسية : سعودي ـ سنة الميلاد : 1954م ـ دكتوراه في الهندسة الكهربائية جامعة ستانفورد 1984. ـ أستاذ الاتصالات بكلية الهندسة جامعة الملك سعود، قام بالتدريس وتقديم الاستشارات في مجالات الاتصالات، إدارة الطيف الترددي، الملاحة والمساحة الفضائية. ـ عضو جمعية المهندسين الكهربائيين والإلكترونيين IEEE.