باحث يقضي خمسين عاماً في جمع آثار الأفغاني

للمرة الأولى جميع كتابات صاحب «العروة الوثقى» في أيدي القارئ العربي

TT

جمال الدين الأفغاني داعية الإصلاح المشهور فيلسوف ومتكلم وثوري كبير، ومع الأثر العظيم الذي خلفه في العالم الإسلامي إلا أن شخصيته وحقيقة معتقده لا تزالان غامضتين، ومع كثرة الدراسات حوله إلا أن الذين كتبوا عنه اعتمدوا على عدد قليل من كتاباته التي لم تظهر كاملة إلا بعد الجهد الذي بذله سيد هادي خسرو شاهي الذي مكث قرابة 50 عاماً في جمع آثار السيد جمال الدين الأفغاني من إيران ومصر ولبنان والعراق وايطاليا وإنجلترا وفرنسا وتركيا وباكستان وأفغانستان، واستفاد في عمله هذا من مكتبة الأفغاني الموجودة في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي بطهران. وقام سيد هادي بدراسة مؤلفات الأفغاني وتمحيصها وتمييز ما له منها مما لغيره وما كتبه هو وحرره وما أملاه على تلاميذه وحرروه هم بأسلوبهم. وقد طبع سيد هادي من هذا العمل 9 أجزاء في 6 مجلدات من اصل 11 جزءاًَ. الجزء الأول: العروة الوثقى وهي المجلة الذائعة الصيت لسان حال الجماعة السرية الثورية المسماة: العروة الوثقى. ايضاً صدرت هذه المجلة في باريس وكان جمال الدين الأفغاني المشرف عليها والشيخ محمد عبده «المحرر الأول» أو ما يسمى الآن «رئيس التحرير» وصدر من هذه المجلة 18 عدداً ثم توقفت عن الصدور. الجزء الثاني: رسائل في الفلسفة والعرفان ويشتمل هذا الجزء على 6 رسائل في الفلسفة وهي: مرآة العارفين في ملتمس زين العابدين، وهي رد على طلب من شخص اسمه زين العابدين، ورسالة «القضاء والقدر» وفلسفة التربية وصناعة الفلسفة والعلم وتأثيره في «الإدراك والاختيار»، و «الرد على الدهريين» و«رسالة الواردات في سر التجليات» التي أثبت سيد هادي أنها من تأليف الأفغاني وانه ليس لمحمد عبده منها إلا الصياغة فقط، وقد طبعت، قديماً منسوبة لمحمد عبده. الجزء الثالث:الرسائل والمقالات وفي هذا الجزء 21 مقالة ورسالة باللغة العربية، كتب الأفغاني بعضها بالعربية وبعضها نشرت بلغات أخرى في مجلات باريس ثم ترجمت إلى العربية، منها: رسالة حول المهدي والمهدية في السودان، والشرق والشرقيون، والرد على رينان، وقد دافع سيد هادي في نشرته للرد على رينان عن الأفغاني، وقال: ان مقالة الأفغاني حصل لها حذف وإضافة، وذلك لتشويه صورة الأفغاني بين المسلمين وقد نشر سيد هادي ما ذكر انه النص الأصلي للمقالة. وقد ألحق سيد هادي بهذه الرسائل ملحقاً للوثائق وضع فيه مجموعة من صور لهذه المقالات بعضها بخط الأفغاني نفسه، وبعضها من المجلات التي نشرت فيها.

الجزء الرابع: ضياء الخافقين وهي مجلة شهرية صدرت بالعربية والانجليزية في لندن أصدرها أو ساهم في إصدارها جمال الدين الأفغاني لما كان منفياً في لندن عام 1892 من قبل شاه إيران لذا لم يخل عدد منها من مهاجمة الشاه وسياساته. وصدر منها خمسة اعداد فقط، ثم توقفت عن الصدور بضغوط خارجية وكتب فيها الأفغاني تحت أسماء عديدة، منها الشيخ جمال الدين الأفغاني، وجمال الدين، والسيد الحسيني، وكهف وقسط وطالب علم. الجزء الخامس: مجمل تاريخ إيران وتاريخ الأفغان وفي هذا الجزء كتابان: مجمل تاريخ إيران وهي محاضرات ألقاها الأفغاني في شيراز عام 1303هـ وقام فرصة الدولة الشيرازي بصياغتها وهي منشورة باللغة الفارسية. وكتاب «تتمة البيان في تاريخ الأفغان» وهو من الكتب القلائل التي كتبها الأفغاني بنفسه وليس بصياغة احد من تلاميذه. الجزء السادس:خاطرات جمال الدين الأفغاني الحسيني وهي خواطر للأفغاني كان يلقيها في وقت فراغه، ويدونها مرافقه محمد المخزومي وتم إملاء هذه الخاطرات في اسطنبول عندما كان الأفغاني هناك، بين عامي 1893 ـ .1897 الجزء السابع: التعليقات على شرح العضدية وهي تعليقات أملاها الأفغاني عندما كان يدرس الطلاب شرح الدواني على العقائد، العضدية للايجي وهو كتاب في علم الكلام الأشعري، وقد طبع الكتاب من قبل عن تعليقات محمد عبده التي قيدها من شرح الأفغاني، إلا انه جاء منسوباً لمحمد عبده، وهذا ما بين سيد هادي خطأه. الجزء الثامن: رسائل ووثائق سياسية وتاريخية اختار سيد هادي 50 وثيقة ورسالة من ضمن رسائل ووثائق الأفغاني، ونشرها، بعضها بالعربية، وبعضها بالتركية، أو الفارسية، أو الإنجليزية وقد ترجم هادي بعض هذه الرسائل وألحق بهذا الجزء صور عدد كبير من هذه الوثائق. الجزء التاسع: مقالات بالفارسية وفي هذا الجزء أكثر من 30 رسالة ومقالة باللغة الفارسية كتب الأفغاني بعضها، وحاضر ببعضها فحررها بعض تلامذته وألحق ناشر الآثار بهذه المجموعة صور بعض هذه المقالات. وهذه الأجزاء التسعة مطبوعة كلها في ستة مجلدات، ويعد سيد هادي جزءان للنشر، هما:

الجزء العاشر: المستدركات وهي عبارة عن مقالات وهوامش على الكتب لم تنشر من قبل، وذلك لأن في مكتبة الأفغاني الخاصة (التي سبق أن ذكرنا أنها محفوظة في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي بطهران) أكثر من 500 مجلد بين مطبوع ومخطوط، وعلى كثير من هذه الكتب هوامش وتعليقات للأفغاني وهي ما وعد جامع آثاره سيد هادي بجمعها ونشرها وطبعها في مجلد خاص. الجزء الحادي عشر: وعد سيد هادي بجمع مواضيع متنوعة، وقصائد ورباعيات ومثنوي وطبعها في مجلد لتصبح المجموعة 11 جزءاً. وقد قدم للمجموعة بتعريف بها، وكتب مقدمة تعرف بحياة الأفغاني ونضاله. وقدم للعمل د.محمد عمارة الذي سيق أن نشر «الأعمال الكاملة» للأفغاني في مجلد واحد، وهذا يدل على مقدار الجهد الذي بذله سيد هادي في سبيل جمع ونشر هذه المجموعة التي تضع وللمرة الأولى جميع كتابات الأفغاني بين يدي الدارسين والقارئين العرب. ولو أن سيد هادي أتم عمله بترجمة النصوص الفارسية للأفغاني لكانت إضافة ضخمة لهذا العمل، فالنصوص الفارسية المنشورة في هذا العمل تبلغ مئات الصفحات. ولعل سيد هادي أو احد الباحثين يقوم بترجمتها لتكتمل الفائدة.

* الآثار الكاملة للسيد جمال الدين الحسيني الأفغاني

* المحقق: سيد هادي

* خسرو شاهي

* الناشر: دار الشروق الدولية