انقرة ـ وكالات الانباء: اكد وزير الخارجية التركي الجديد عبد الله غول في مقابلة نشرتها امس صحيفة «ملييت» التركية ان انقرة تبحث عن «تسوية» مع حليفتها الولايات المتحدة حول مشاركتها المحتملة في المشاركة في الحرب ضد العراق.
وقال غول ان «علاقاتنا مع الولايات المتحدة مهمة جدا... ولكن كان هناك عدة مشكلات متعلقة بالملف العراقي. ونحن نسعى لتجاوز هذه المشاكل من دون ان تتحول الى ازمة». واضاف اننا «نسعى في الوقت نفسه الى تسوية في داخل تركيا ومع الولايات المتحدة».
وقال غول للصحيفة «سنستمر في البحث للوصول الى اتفاق» في وقت تزداد فيه المؤشرات على احتمال تخلي واشنطن عن خطط تهدف الى استخدام الاراضي التركية في غزو العراق». واعترف غول انه «حتى اليوم توجد مشاكل (مع الولايات المتحدة) بشأن القضية العراقية».
وتطالب واشنطن انقرة بالحاح بالسماح لها بنشر قوات اميركية في الاراضي التركية في اطار استعداداتها لهجوم محتمل على العراق من الشمال، وكذلك السماح للطائرات الاميركية باستخدام الاجواء التركية، ولكن الطلب الاميركي يجب ان يخضع لعملية تصويت داخل البرلمان التركي الذي سبق له ان رفض طلبا من هذا القبيل.
وكان رئيس الوزراء التركي الجديد رجب طيب اردوغان اعلن الجمعة انه يؤيد عملية اعادة تصويت داخل البرلمان التركي ولكنه اعلن في الوقت نفسه ان تصويت النواب على مذكرة لتقديم دعم لوجستي لواشنطن في اطار حرب محتملة في العراق ليس من الاولويات.
وفي مقابلة نشرتها الصحيفة الشعبية «صباح» اليومية التركية نفى وزير الخارجية التركي عبد الله غول المعلومات الصحافية التي قالت ان الرئيس الاميركي بوش بعث برسالة الى رئيس الوزراء التركي الجديد محذرا اياه من اي تدخل منفرد في شمال العراق. وقال غول «نحن لم نتسلم اي رسالة بهذا المعنى».
وفي حال نشوب حرب، تفكر تركيا في ارسال قواتها الى شمال العراق، المنطقة الخارجة عن سلطة بغداد المركزية منذ 1991 والتي تسيطر عليها فصائل كردية منذ ذلك الحين.
لكن تركيا التي تعطي نفسها تاريخيا حق ابقاء كردستان العراقية تحت المراقبة، تخشى ان يؤدي احتمال انبثاق دولة كردية في هذه المنطقة الى احياء النزعة الانفصالية لدى الاكراد الاتراك في جنوب شرق البلاد.
وبحسب صحيفة «ملييت» التركية فان اجتماعا سيعقد غدا في انقرة بين مسؤولين اميركيين واتراك ومعارضة عراقية لمناقشة النوايا التركية في حال نشوب حرب في العراق وكذلك مستقبل العراق.
وكان المسؤول الاميركي لدى المعارضة العراقية، زلمان خليل زاده، قد وصل السبت الماضي الى انقرة لاجراء مباحثات مع المسؤولين الاتراك حول هذه المسائل المستقبلية.