مصر ترفض تفكيك أجهزة المراقبة على ساحل تيران وماهر يتهم إسرائيل بالتهرب من السلام

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن السلطات المصرية رفضت الاستجابة لطلب رسمي تقدمت به إسرائيل للاطلاع على حقيقة الأجهزة التي وضعتها مصر بشكل مفاجئ مؤخرا على ساحل خليج تيران في شرم الشيخ لمراقبة الحركة الملاحية في المنطقة. وقالت مصادر ديبلوماسية مصرية مسؤولة لـ«الشرق الأوسط» ان الطلب الإسرائيلي الذي تم تقديمه ويتضمن اقتراحا بالسماح لوفد إسرائيلي بزيارة المنطقة قد تم تجاهله، وهو ما اعتبرته إسرائيل موقفا سلبيا يتطلب تدخل الولايات المتحدة، باعتبارها الراعي الوحيد لاتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة عام 1979، واضافت أن القاهرة أحاطت واشنطن عبر القنوات الدبلوماسية علما بطبيعة الإجراءات التي اتخذتها لتعزيز القدرات المصرية على متابعة حركة الملاحة ومرور السفن في مضيق تيران.

وأكدت المصادر أن السلطات المصرية لا تنوى تفكيك الأجهزة التي وضعتها.

واكد وزير الخارجية المصري أحمد ماهر صحة ما نشرته «الشرق الأوسط» قبل يومين حول تقديم إسرائيل احتجاج رسمي للسلطات المصرية حول ما تم من إجراءات في مضايق تيران، وقال: «هذه الإجراءات لا تتنافى مع التزامات مصر بموجب معاهدة كامب ديفيد، كما لا تتناقض مع الأعراف والقوانين الدولية.. مصر حرة في اتخاذ ما تراه مناسبا من إجراءات على ترابها الوطني دون النظر الى أية اعتبارات أخرى».

وقال ماهر: «من لا يعجبه هذا الأمر فهذا شأنه لأننا نتحرك في إطار الشرعية الدولية وفي إطار القانون. واشار الى ان «اسرائيل تحاول دائما ان تختلق المشاكل، وتعمقها ونحن في مصر لا نهتم بهذه الأمور.. الاسرائيليون يحبون اختلاق الزوابع، ومصر لا تهتز لزوابع اسرائيل».

ووفقا لنص الفقرة الثانية من المادة الخامسة في معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية فان الطرفين المصري والإسرائيلي يعتبران «أن مضيق تيران وخليج العقبة من الممرات الدولية المفتوحة لكافة الدول من دون عوائق أو إيقاف لحرية الملاحة أو العبور الجوى، كما يحترم الطرفان حق كل منهما في الملاحة والعبور الجوى من والى أراضيه عبر مضيق تيران وخليج العقبة».

وتنص المادة الأولى من الفقرة الخامسة في هذه المعاهدة على أن تتمتع السفن الإسرائيلية والشاحنات المتجهة من إسرائيل واليها بحق المرور في قناة السويس وداخلها في كل من قناة السويس والبحر الأبيض المتوسط، وفقا لأحكام اتفاقية القسطنطينية لعام 1888 المنطبقة على جميع الدول، كما يعامل رعايا إسرائيل وسفنها وشحناتها وكذلك الأشخاص والسفن والشحنات المتجهة من إسرائيل واليها معاملة لا تتسم بالتميز في الشؤون المتعلقة باستخدام القناة.

واتهم ماهر اسرائيل بالتهرب من طريق السلام وذلك ردا على اسئلة حول اعلان اسرائيل خيبة املها من حكومة محمود عباس (ابو مازن) بعد عملية تفجير تل ابيب. وقال ماهر «علينا جميعاً التعاون مع الولايات المتحدة والشعوب التي تساند «خريطة الطريق» لمحاصرة اسرائيل بالسلام».