خبراء: تحرير قطاع النقل الجوي في المغرب سيرفع أعداد المسافرين

المدير الإقليمي لشركة «بريتش إير وايز» البريطانية يتوقع نموا في حصة شركته من السوق

TT

توقع خبراء في المغرب أن يرتفع عدد المسافرين من والى المغرب، عبر شركات النقل الجوي بنسبة 100 في المائة في غضون السنوات السبع المقبلة التي ستشهد تحريرا تدريجيا لقطاع النقل الجوي. وقال خبراء شاركوا في المنتدى المتوسطي الأول للسياحة الذي عقد في اليومين الماضيين بطنجة (شمال المغرب)، إن عدد المسافرين عبر شركات الطيران، المتوقع سيناهز 3.6 مليون شخص سنة 2010 وهو التاريخ الذي يطابق التحرير الشامل للأجواء المغربية وفتحها للمنافسة. ومن جهته كشف عادل الدويري وزير السياحة المغربي ان الحكومة المغربية توظف حاليا خبرة إحدى شركات الاستشارة العالمية لوضع خارطة جديدة للأجواء المغربية بهدف تأهيل السوق المغربي للتحرير الشامل، وينتظر أن تفرغ الشركة المذكورة من إنجاز مشروع خارطة الأجواء المغربية الجديدة في غضون شهر يوليو (تموز) المقبل.

وتوقع الدويري أن تكون حصة شركة الخطوط الملكية المغربية التي تملكها الدولة، بنسبة تتراوح بين 50 إلى 60 في المائة من الأجواء المغربية، وسيكون المجال المتبقي مفتوحا لمنافسة الشركات الخاصة والأجنبية. وتستأثر حاليا شركة الخطوط الملكية المغربية بحصة الأسد من سوق الطيران المغربي وتعد شركة الخطوط الفرنسية المنافس الرئيسي لها، وتفيد توقعات الخبراء بأن سوق الطيران المغربي، سيشهد مع تحريره ارتفاع حدة المنافسة نتيجة ولوج شركات خاصة وأجنبية للسوق، كما يتوقع أن ينتج عن تحرير السوق تخفيضا في أسعار تذاكر السفر بالرغم من استمرار ارتفاع التأمين على الطيران بسبب المخاطر المتزايدة في هذا القطاع.

ومن جهته أكد بوبكر جسوس الخبير المغربي في ميدان النقل الجوي لـ«الشرق الأوسط» التوقعات برفع عدد المسافرين عبر شركات الطيران من وإلى المغرب، سنة 2010 إلى 3.6 مليون شخص، موضحا ان إيقاع نمو السوق المغربي سيكون مشابها لما حدث في السوق الأميركي قبل 20 عاما والسوق الأوروبية قبل 10 سنوات.

وقال جسوس ان نمو سوق النقل الجوي المغربي سيفرض تحولات جديدة نتيجة المنافسة وضمنها تحالفات بين شركات الطيران بدول المنطقة، معتبرا ان شركات الطيران المغاربية لن يكون بإمكانها رفع تحديات المنافسة مع كبريات الشركات العالمية إذا لم تدخل مرحلة تحالفات وإندماج فيما بينها، مقترحا في هذا الصدد إحياء مشروع شركة طيران موحدة مغاربية. وأضاف إن تجربة الإندماج الجزئي التي تخوضها حاليا شركة الخطوط الملكية المغربية مع شركتي الخطوط السينغالية والتونسية تثمر نتائج إيجابية.

وقال داميان برين المدير الإقليمي لشركة «بريتش إير وايز» البريطانية في منطقة شمال أفريقيا، لـ«الشرق الأوسط» ان الشركة تحقق نموا في السوق المغربي رغم الظروف التي تجتازها المنطقة، مؤكدا ان الشركة ضاعفت عدد رحلاتها للمغرب خلال أربع سنوات، وأضاف ان نسبة النمو التي حققتها الشركة يعود بالأساس إلى النمو الذي يشهده عدد السياح البريطانيين الذين يقصدون المغرب والذي تضاعف عددهم سنة 2002 بمعدل 12.5 في المائة قياسا بسنة 2001. ويبلغ عدد السياح البريطانيين الذين يزورون المغرب سنويا بأزيد من 125 ألف شخص.

وقال برين إن المغرب يعد أول سوق لشركة الخطوط البريطانية في منطقة شمال أفريقيا، وان ظروف العمل به الآن جيدة ومفتوحة وهنالك تعاون وثيق مع شركة الخطوط المغربية سواء من الناحية التقنية أو في تنظيم الرحلات. وأشار بأن عدد رحلات شركة الخطوط البريطانية للمغرب تبلغ 12 رحلة أسبوعيا، مقابل 7 رحلات الى تونس و4 إلى مصر و3 إلى سورية. وتوقع برين ان ترتفع حصة الخطوط البريطانية من سوق الطيران المغربي عند تحريره، مؤكدا ان الأشهر القليلة المقبلة ستشهد ارتفاعا في عدد رحلات الخطوط البريطانية نحو المدن المغربية التي تستقبل حاليا رحلاتها وهي أغادير وطنجة والدار البيضاء ومراكش. وتخطط الشركة لتوسيع رحلاتها لتشمل مدن مغربية أخرى وخصوصا فاس باعتبارها مركزا للثقافة والحضارة المغربية.