أكبر أخطبوط بالعالم يطارد شقيقين فلسطينيين حتى سواحل تشيلي

TT

غريب أمر الفلسطينيين، فأينما كانوا أو رحلوا وحلوا يطاردهم أخطبوط، حتى ولو الى سواحل بلاد أكبر منتج للنحاس في العالم، حيث المهاجرون والمتحدرون منهم في تشيلي (أكثر من 200 ألف)، يشكلون الجالية الوحيدة التي تتفوق بالعدد على اللبنانيين، مغتربين ومتحدرين، في بلد بأميركا اللاتينية.

فيوم الأول من أمس بثت وكالة الصحافة الفرنسية خبرا صغيرا مع صور عدة لما سمته أضخم أخطبوط في العالم، ارتمى ميتا على ساحل بلدة صغيرة اسمها «لوس مويرموس» مجاورة لمدينة بويرتو مونتي البعيدة ألف و80 كيلومترا عن عاصمة البلاد، سنتياغو، ووصفته بالأضخم لأن وزنه 13 طنا، أي تقريبا بوزن مركب للسفر البحري متوسط، فيما بلغ طوله 41 قدما، أي ما يزيد على طول شاحنة ضخمة، وسحب منه أخصائيون في مركز المحافظة على الكائنات البحرية بالعاصمة، عينات بعد تصويره، لارسالها الى مجموعات بحث في فرنسا وايطاليا والولايات المتحدة، اضافة الى تشيلي نفسها، لتصنيف الأخطبوط الذي أكدت المسؤولة عن المركز، إيليسا كابريرا، بأن الانسان لم يعرف مثيلا له الا ما عثروا عليه في العام 1896 بالولايات المتحدة.

وراجعت «الشرق الأوسط» المعلومات عن أخطبوط فلوريدا كما يسمونه، فوجدته في الأرشيفات هنا وهناك أصغر بثمانية أقدام من أخطبوط بلدة لوس مويرموس القليلة السكان، اذ بالكاد يزيدون على 17 ألفا، بينهم 4 أو 5 عائلات فلسطينية تقيم فيها، وحوالي 20 فلسطينيا يعملون هناك، لكن معظمهم يقيم في مدينة بويرتو مونتي البحرية المجاورة على الساحل، كالشقيقين هاني وادوارد حاطوم، المتحدرين كما يبدو من أب فلسطيني هاجر منذ زمن بعيد من منطقة الناصرة بالجليل الأعلى، المعروفة بأنها مسقط رأس عائلة حاطوم في فلسطين.

أمواج المحيط الهادئ لم تجد مكانا تلفظ فيه من أعماق الماء بأخطبوط لوس مويرموس المكون من 8 أذرع، أحدها بطول 8 أمتار، سوى عند شاطئ من ساحل البلدة، مجاور تماما لمعمل سالاديرو مويرموس دل باسيفيكو وهي مملحة قديمة، استمدت اسمها من المحيط الهادئ واسم البلدة الصغيرة بالذات، وفقا لما راجعته «الشرق الأوسط» من معلومات عنها وعمن فيها من فلسطينيين، ووجدت ما لم يكن على البال: المملحة يملكها ويديرها الشقيقان حاطوم، المالكان أيضا في البلدة، التي يعيش سكانها على الصيد وصيانة السفن والمراكب، لمجففة أسماك تبيع منتجاتها في أسواق بويرتو مونتي القريبة، ويعمل فيها وفي المملحة أكثر من 40 عاملا، جميعهم من لوس مويرموس المذعورة للآن من زيارة لبقايا أخطبوطية ميتة، لم تكن في خاطر أحد.

لم يكن في خاطر الفتاة التشيلية التي ردت على الهاتف من مملحة الشقيقين حاطوم، حين اتصلت بهما «الشرق الأوسط» لتتحدث اليهما أمس، أن يكونا من بلد غير الذي يعيشان فيه، وفيه يقضيان مع عائلتيهما عطلة هذه الأيام في منطقة فينيا دل مار الجبلية الشهيرة، وهي بعيدة بعض الشيء عن لوس مويرموس الصغيرة. لكن الفتاة القروية اللهجة قالت: «لم أكن أعرف أن السنيور هاتوم من بالاستينا؟ كنت أظنهما من العاصمة سنتياغو، أو بويرتو مونتي، وأين هي بالاستينا (فلسطين) في التشيلي»؟

=