لم يجد سكان العاصمة السعودية، خاصة اصحاب الدخول المحدودة منهم، وسيلة يشعرون من خلالها انهم في اجازة الصيف سوى اصلاح اجهزة التكييف في منازلهم وتناول الفواكه، التي تتوفر في هذا الموسم، ثم الخروج بأبنائهم الى ملاهي الأطفال حتى ساعة متأخرة من الليل، ثم السهر امام اجهزة التلفزيون. وفي المقابل انتظرت الأسر التي اعتادت السفر الى المصائف او الى خارج البلاد نتائج اختبارات الثانوية العامة ومواعيد القبول في الجامعات والكليات والمعاهد لالحاق ابنائهم وبناتهم فيها قبل تمتعهم بالاجازة. ويقول م. ن ان ظروفه المالية لا تسمح بمغادرة اسرته الرياض بحثا عن مكان تقضي فيه اياما من الاجازة الصيفية، وقد لجأ الى وسيلة لاشعار اسرته بأنهم في اجازة بتعديل الساعة البيولوجية داخل المنزل من خلال السهر حتى الصباح ثم مواصلة النوم حتى الظهيرة، مضيفا بأنه اشترك في احدى القنوات الفضائية التي تناسب الفئات العمرية لأفراد اسرته. ومن جانبه يذكر خ. الرسيني انه اعتاد في السنوات الماضية على قضاء اجازة الصيف خارج البلاد بصحبة عائلته، لكنه امام التزامه ببناء مسكن جديد له وحاجته الى المال اضطر هذا العام الى البقاء في الرياض في اجواء تصل درجة الحرارة فيها الـى 45 درجة مئوية. وامام الحاح الأسرة عليه بضرورة السفر اقنعهم بأن البحث عن الأجواء الباردة يمكن تحقيقه من خلال جهاز التكييف داخل صالة المنزل حيث اعتادت الأسرة ان تجتمع فيها. ويذكر ر. سالم ان ابنته، التي اجتازت اختبارات الثانوية العامة للبنات هذا العام، كانت حجة في عدم مبارحة الرياض بزحامها وشمسها المحرقة حيث ان اجراءات الحاقها بالجامعة تحتاج الى وقت طويل مما يضطرون امامها الى الغاء فكرة السفر الى خارج السعودية انتظارا لمواعيد القبول في الجامعة ونتائجها. ويشير ص. المفدى الى انه اقنع عائلته بأن الاجازة في الرياض تفوق مثيلاتها من المدن نظرا لتوفر فاكهة الصيف فيها بصورة لم تعتدها من قبل مثل البطيخ والشمام وانواع مختلفة من الرطب وأن السفر سيحرمهم من التمتع بها.