أسامة باسنان: علمت المساجين طبخ الكبسة السعودية وكانوا ينادونني أسامة بن لادن

قال لـ«الشرق الأوسط» إن حياته اليوم تغيرت وسيقاضي الجهات المختصة بأميركا عن سجنه وسجن زوجته

TT

اوضح اسامة باسنان السعودي الذي ورد اسمه في تقرير لجنة الكونغرس الاميركي عن احداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001، بانه بصدد رفع دعوى قضائية ضد الجهات المختصة في اميركا، يطالب بها بدفع تعويضات ضد المعاناة التي واجهها وزوجته في السجون لمدة 85 يوما بدأت في 22 أغسطس الماضي. وقال أمس لـ«الشرق الأوسط» باسنان الذي بدا في حالة افضل مما كان عليه في اللقاء السابق الذي اجرته «الشرق الاوسط» معه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأنه يستعد لترتيب اوراقه مع محام مختص بشأن إجراءات التعويض عن المعاناة التي واجهها في السجون الاميركية، تمثلت في سجنه وزوجته لمدة 85 و78 يوما، في الوقت الذي كان فيه أبناؤه الستة موزعين على عدد من الجيران لرعايتهم لحين خروجه.

وكانت بعض التفاصيل من الاجزاء المحزوفة في تقرير الكونغرس والمتعلقة بسعوديين قد نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» اول من امس، وبينها حث اللجنة المشتركة على اجراء المزيد من التحقيقات مع باسنان وعمر البيومي عن انشطتهما قبل ثلاث سنوات عندما كانا يعيشان في سان دييغو، ووصف التقرير باسنان بانه كان زميلا مقربا من البيومي الذي يزعم التقرير انه كان على علاقة مع اثنين من انتحاريي 11 سبتمبر وهما خالد المحضار ونواف الحازمي. وكان البيومي قد نفى علاقته بالخاطفين. ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين امنيين أميركيين تقليلهم من اهمية الصلة التي تجمع البيومي بالمحضار والحازمي، كما رفضوا نبرة التقرير التي تحاول إيجاد صلة بين المخطط ومسؤولين سعوديين. وقال مسؤولو الاستخبارات الاميركية والمباحث الفيدرالية انهم غير متأكدين ما اذا كان البيومي موجودا في سان دييغو. ولكن المحققين يشيرون الى دور لعبه رجل دين مسلم يرمز اليه باسم انور العلاقي وقد يكون لعب دور المسشتار الروحي لمهاجمي 11 سبتمبر.

وافاد باسنان في حديثه لـ«الشرق الأوسط» امس بان حياته اليوم تغيرت، اذ بدأ العمل في مؤسسته الخاصة التي تتخصص في أعمال المقاولات والاعمال الانشائية، موضحا ان جزءا كبيرا من شهاداته لا يزال لدى الجانب الاميركي، وانه سيطالب بها ايضا كي تدعم مسيرته العملية مستقبلا. وجّدد القول بأنه لم يلتق أبدا في جدة أو أي مكان آخر بعمر البيومي، (وهو السعودي الآخر المشار إليه في التقرير بعلاقته بأثنين من مرتكبي اعتداءات 11 سبتمبر)، وأن معرفته به لا تتعدى العلاقة السطحية جدا في مسجد حي كليرمونت ميسا بمدينة سان دييغو، فيما كانت العلاقة بين زوجتيهما أكثر قربا. وأفاد بان ما ساهم في قلة احتكاكه بالمجتمع في سان دييغو هو أن اغلب وقته يكون فيه موجودا في واشنطن. وبسؤاله عن امكانية ذهابه مستقبلا الى الولايات المتحدة لمتابعة امر مقاضاته للجهات المختصة المتسببة في معاناته، قال: لا أعلم حقيقة اذا كنت ممنوعا من السفر الى هناك، لكنى لا افكر في الوقت الراهن في العودة الى هناك. وما اؤكد عليه هنا ان ما يدور في الاعلام الاميركي بشأني ما هو الا مناورة سياسية يديرها البعض ضد السعودية.وتحدث عن بعض المواقف التي تعرض لها في تلك الفترة، منها: تعليمه للسجناء في سجن سان دييغو لكيفية طبخ الكبسة والاكلات الشعبية، التي كان يتفنن في صنعها، بعد شراء الاحتياجات من محل البقالة الموجود في احد طوابق السجن، وتّذكر كيف يتم تحضير تلك الوجبة، في كراتين المشروبات الغازية التي يتم تغليفها بالاكياس البلاستيكية. وأوضح انه اثناء فترة سجنه، كان المسجنون يهتفون له بشكل جماعي على اساس انه «اسامة بن لادن»، اذ سرت شائعة في السجن، بانه زعيم تنظيم «القاعدة»، متنكرا.

وكان اسامة باسنان قد اعتقل في سان دييغو يوم 22 أغسطس (آب) الماضي ولمدة 85 يوما بسبب مخالفة قوانين الهجرة، حين تم القبض عليه في سان دييغو، بحضور اكثر من 25 رجل شرطة، كما سجنت ايضا زوجته ماجدة ابراهيم احمد دويكات بعد القبض عليها في منزل العائلة وبقيت مسجونة قيد التحقيق 78 يوما، وتم توزيع اطفال العائلة الستة: عبد اللطيف، 12سنة، وعبد الله، 11 سنوات، وفاطمة، 9 سنوات، وسلمى، 8 سنوات، ونور، 4 سنوات، ووداد، 4 سنوات، على عائلتين عربية وأخرى أميركية، إلى ان تم ترحيلهم الى جدهم لوالدهم في مكة المكرمة من أجل الاعتناء بهم. كما تم انتداب محام للدفاع عن الزوجين، ومندوب من القنصلية الى سان دييغو لمتابعة أوضاع الأطفال، حتى تم ترحيلهم وفي 22 اكتوبر (تشرين الاول) 2002 قرر قاضي محكمة وسط المدينة ترحيل الزوجين الى السعودية، وذلك خلال جلسة النطق بالحكم التي شهدتها المحكمة، بعد تحقيقات أجرتها السلطات الأميركية خلال شهرين وعدة جلسات محاكمة، ثبت من خلالها عدم وجود أية شبهة حول الزوجين أو مخالفة للقوانين الأميركية فيما عدا انتهاء تأشيرتهما، وعدم تجديدها.

وتم نقل الزوجين الى سجن بالقرب من الحدود الاميركية ـ المكسيكية انتظارا لموعد ترحيلهما، الذي كان برفقة ضابط أمن أميركي، وتابعت السفارة السعودية في واشنطن والقنصلية السعودية في لوس أنجليس جلسة المحاكمة.