ليلى جبر: أنا نموذج مختلف عن خالتي منى واصف.. وشقيقتي مرح

TT

ترفض جميع الالقاب التي اطلقها عليها النقاد والمخرجون، وتقول بتواضع جم: انا فنانة اسمها ليلى جبر... وتتابع: وانا من الجيل الجديد من ابناء الفنانين، نعتز بعطاءات ابائنا، ونستفيد من تجاربهم، ولكننا لا نقلدهم، ولا ننسج على منوالهم، فلهم تجاربهم ولنا تجاربنا.. فأنا مثلا، اعتز بعطاءات خالتي الفنانة الكبيرة منى واصف، ولكني لا اقلدها.. ومعجبة بعطاء شقيقتي الفنانة مرح، ولكني أرى نفسي نموذجا آخر.

والمعروف ان الفنانة ليلى جبر هي كريمة الفنان المخضرم الكبير محمود جبر، احد اشهر رواد المسرح في سورية، ولم تدخل، مع اختها مرح ميدان الفن بهذه الصفة، بل لأنهما اكتشفتا ان كلا منهما تتمتع بموهبة فنية يمكن صقلها وتطويرها، وعلى الرغم من ان والدهما لم يكن يريد لهما دخول ميدان الفن، بل كان يحاول اقناعهما بمتابعة التحصيل العالي والتخصص، إلا انه لم يحاول ان يقف دون تحقيق طموحهما في ميدان الفن، حيث أكدت كل منهما حضورا باديا في هذا المجال وكانتا في مقدمة الجيل الجديد من فنانات الشاشتين الكبيرة والصغيرة في سورية، بل وفي الوطن العربي.

عائلتي.. وأنا بدأنا الحوار مع الفنانة ليلى جبر من آخر عمل قامت بتصويره وهو مسلسل (عائلتي وانا).. مع الفنان دريد لحام.. وقلنا لها:

* ماذا عن هذه المشاركة؟

ـ لا شك ان العمل مع الفنان الكبير دريد لحام فرصة طيبة لأي فنان.. وقد قرأت السيناريو ووجدت في النص نوعا من الكوميديا الاجتماعية الراقية البعيدة عن كوميديا الحركة والاسفاف، وقد تأكد ذلك من خلال التصوير بقيادة المخرج حاتم علي..

* من خلال استعراض الاعمال التي قمت بها يتبين لنا ان هناك تنويعا واضحا في الادوار، بدءا من مسلسل (الذئاب) ومرورا بمسلسل (الجوارح) ووصولا الى (الخرزة الزرقاء).. كيف تعلقين على هذا؟

ـ التشخيص في مثل هذه الادوار المنوعة ميزة للفنان. فمن المفروض ان يستطيع الفنان اداء الادوار المختلفة التي تعرض عليه، بشرط ان يكون مؤهلا لادائها، فدوري في مسلسل (الجوارح) مثلا يختلف اختلافا كليا عن دوري في مسلسل (القيد) او فيلم (ناجي العلي) أو مسلسل (ابو كامل).. أو مسلسل (البديل).. حتى انني مثلت في احد المسلسلات دور الام لشاب دون ان اجد أي غضاضة في هذا الموضوع.

بين المخرج والممثل

* قد تقوم اشكالات كثيرة بين المخرج والممثل حول طبيعة الدور ونوعية الاداء.. وقد تتضارب الآراء بينهما.. ماذا تفعلين في مثل هذه الحالة اذا قام اشكال بينك وبين المخرج، أو بين المنتج.. هل تنسحبين من العمل مثلا؟

ـ لا بد من وقوع مثل هذه الاشكالات احيانا بين المخرج والممثل، او حتى بين المنتج والممثل، ولكن يمكن حلها عن طريق الحوار والمناقشة وتبادل الآراء، ومثل هذه الاشكالات تقوم عادة عند ما يطلب الى الممثل اداء مشهد او اكثر بطريقة لا يجد الممثل انها تناسبه، أو يكون غير مقتنع بها.. وانا أرى انه يجب ان يكون هناك اتفاق مسبق حول جميع الخطوط والابعاد الاساسية للشخصية، واعتقد ان المخرج الذكي لا يقبل ان يؤدي الممثل دورا هو غير مقتنع به، أو يقدم فيه تنازلات لأن النتيجة في حال اصراره لن تكون لصالح العمل.

* هذا يعني انك ترفضين التنازلات؟

ـ طبعا.. لو ادى ذلك الى انسحابي من العمل، وقد حدث هذا لي بالفعل في احد المسلسلات.

* هل يتابع والدك اعمالك، أو يتدخل فيها؟

ـ يتابع اعمالي ويناقشني في بعض ادواري، كما اناقشه في ادواره وكذلك الامر مع شقيقتي مرح التي اعتز بتجربتها الفنية وموهبتها المتألقة.. ولهذا فنحن اسرة فنية يظللها الحب والتفاهم.

* لم نرك في دور بطولة مطلقة.. لماذا؟

ـ مفهوم البطولة في الاعمال الفنية اليوم يختلف عن مفهومه في السابق، فقد انتهى عهد (فتى الشاشة الاول) و(نجمة الجماهير).. قد يتجسد مفهوم البطولة في دور قصير يحقق صاحبه حضورا لافتا، كما ان البطولة في الاعمال الفنية اليوم هي ما يمكن ان نسميه (البطولة الجماعية).. واذا اخذنا مسلسل (ابو كامل) كمثال، نجد ان أكثر الممثلين فيه ابطال ونجوم، وكذلك مسلسل (حمام القيشاني) الذي لم تقتصر البطولة فيه على ممثل واحد او ممثلة واحدة، وفي مسلسل (المحكوم) للمخرج فردوس اتاسي قدمت اربعين مشهدا فقط، ومع ذلك فقد ترك الدور انطباعا جيداً لدى المشاهدين.

الزواج مؤجل حالياً

* سبق ان خضت تجربة الزواج، ثم حصل الانفصال.. هل تفكرين بإعادة التجربة؟

ـ الزواج مسؤولية.. وفشل تجربة معينة، بغض النظر عن الدخول في التفاصيل، لا يعني ان الانسان عليه ألا يعيد التجربة، ولكنني افضل التريث، وانا متفرغة حاليا لاعمالي الفنية، والزواج مشروع مؤجل.

* أين أنت من المسرح؟

ـ المسرح ابو الفنون، والعمل عليه صعب، خاصة من خلال المواجهة المباشرة مع الجمهور، وانا لن اتأخر عن الصعود إلى خشبته إذا توفر لي دور مناسب.

* وماذا عن دورك في فيلم (ناجي العلي)؟

ـ ناجي العلي فيلم مختلف.. وذو خصوصية، وقد سعدت جدا بالمشاركة فيه، وانا اعتز بدوري في هذا الفيلم واعتبره مرحلة انطلاق متميزة لي على الشاشة الكبيرة.

* يبدو انك تمارسين الاختيار الصعب والدقيق في انتقاء أدوارك؟

ـ طبعاً.. ولهذا فأنا مقلة.. لا احب الادوار المتشابهة.. ولا احب ان اسجن نفسي في اطار او شخصية معينة.. لا ارغب في تكرار نفسي، بل احب ان اقدم للجمهور في كل دور جديد شخصية مختلفة.