الدوحة ـ أ.ف.ب: نشرت وكالة الانباء القطرية نص رسالة الاستقالة التي رفعها الشيخ جاسم بن حمد بن خليفة آل ثاني الى ابيه الامير حمد والتي اعلن فيها رغبته بالتخلي عن منصب ولي العهد الذي آل الى شقيقه الشيخ تميم بموجب مرسوم اميري صدر امس، مكرسا بذلك استبعاد نجليه الأكبر سنا من المنصب.
وقال الشيخ جاسم، 25 عاما، في رسالة وجهها الى الشيخ حمد «انني في الوقت الذي اكن فيه كل التقدير لسموكم وللعائلة الحاكمة ولشعب قطر الوفي، اقدر ثقتكم الغالية بتعييني وليا للعهد، فقد قبلت ان احمل هذه المسؤولية نزولا عن رغبتكم في ضوء الظروف بالغة الدقة التي كانت سائدة آنذاك اثر المحاولة الفاشلة لزعزعة الامن والاستقرار في البلاد واعتزام سموكم اجراء عملية جراحية في الخارج تكللت بحمد الله بالنجاح. وبالرغم من انني كما تعلمون لا ولن اتوانى عن خدمة وطني تحت رايتكم فانني لم اكن راغبا كما اكدت لكم منذ البداية في ان توكل الي ولاية العهد».
وقال الشيخ جاسم «التزاما بالامانة طرحت على سموكم رغبتي وطلبي التنازل عن ولاية العهد وهو القرار الذي اتخذته بايمان واقتناع وقد رأيتم حفظكم الله ان استمر في القيام بواجباتي الى ان تروا سموكم ان الوقت المناسب للتنازل قد حان بتهيئة من يتولى ولاية العهد بعدي واتاحة الفرصة الكاملة له لاكتساب الخبرات اللازمة». وأضاف «يسعدني يا صاحب السمو ان اؤكد لكم انه ومنذ ان شرفتموني بالمشاركة في اختيار من يتولى امانة ولاية العهد وهو اخي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لما يتمتع به من كفاءة عالية وسمات الخير والصلاح وما كلفتمونا به من ان نعمل سويا على اعداده لتولي مسؤولياته وتحديد الوقت المناسب والخطوات اللازمة، فقد شارك اخي الشيخ تميم بجد وتفان في اداء ما أسند اليه من مهام طوال السنتين الماضيتين الى جانب قيامه بأداء واجباته المدنية والعسكرية، وانني لعلى ثقة من انه سيحمل امانة ولاية العهد بكل جدارة واقتدار وسيكون سندا لسموكم في مسيرة الخير التى تقودونها، وسأبقى في حال تعيينه داعما ومساندا له على الدوام، وفى ضوء ذلك فقد ترون سيدي صاحب السمو الامير ان الوقت اصبح مناسبا لتنازلي عن ولاية العهد».
ووجه الأمير حمد رسالة رد الى الشيخ جاسم اعرب فيها عن حزنه للاستقالة، واكد قبولها، قائلا «ان اختياركم لتولي منصب ولي العهد لم يكن الا لما تتميزون به من كفاءة واخلاص وصلاح وغيرة على هذا الوطن وتقدمه ورفعة شأنه. ولقد اثبتم ويشهد الله خلال عملكم صدق ظني واملي فيكم فلقد كنتم دائما المخلص الامين الحريص على قطر واهلها ومستقبل اجيالها». وأضاف «انني يا سمو الابن العزيز مع اعتزازي بكم وتقديرى الكامل لكم لا املك امام رغبتكم الاساسية في التنازل عن ولاية العهد رغم محاولاتنا المتكررة لاقناعكم بالعدول عن طلبكم، الا القبول بكل اسف بقراركم رغم ما اشعر به من الم وحزن».
وقال «كما تعلمون فقد قمت بالتشاور مع العائلة الحاكمة واهل الحل والعقد في البلاد حول مطلبكم بالتنازل عن ولاية العهد وتعيين اخيكم سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وليا للعهد والذي نرى فيه كما ترون الكفاءة والصلاح والاخلاص، مقدرا لكم ما بذلتموه من عون خلال السنتين الماضيتين في اعداده لتولي مهام منصبه وفقا لما تم الاتفاق عليه بيننا في هذا الخصوص».
وكان امير قطر عين ثالث ابنائه الشيخ جاسم وليا للعهد في نوفمبر (تشرين الثاني) 1996 أي بعد اكثر من عام من توليه السلطة. ويصغر الشيخ تميم، الرئيس الحالي للجنة الاولمبية القطرية، اخيه الشيخ جاسم بعام.
وقبل الاعلان عن النبأ كانت «مصادر قطرية مطلعة» قالت ان «ولي العهد سيتنازل عن ولاية العهد لشقيقه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني»، موضحة ان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني «وافق على ذلك». ولم تذكر اي معلومات عن اسباب هذا التغيير. لكن دبلوماسيا في الخليج لم يستبعد ان يكون القرار يعود الى اسباب صحية، لدى الشيخ جاسم على الرغم من صغر سنه، بدون ان يذكر اي تفاصيل في هذا الشأن.
وجاءت انباء تغيير ولاية العهد مفاجئة تماما، وذلك مثلما كانت انباء تعيين الشيخ جاسم وليا للعهد مفاجئة في وقتها لوجود شقيقين يكبرانه سنا هما مشعل وفهد، اللذين يبدو انهما استبعدا من المنصب.
وتحولت دولة قطر اثناء حكم الشيخ حمد الى حليف رئيسي للولايات المتحدة في المنطقة حيث استضافت القيادة الامامية للقوات الاميركية التي غزت العراق في مارس (آذار) الماضي.
وسعى الامير حمد كذلك الى وضع قطر على طريق الاصلاح حيث تم في عهده المصادقة على اول دستور مكتوب للبلاد في استفتاء جرى في 29 ابريل (نيسان) وينص على انشاء «مجلس شورى» (برلمان) يتألف من 45 عضوا ينتخب ثلثاهم ويعين امير البلاد الثلث الباقي.