المذيعات المغربيات يقدمن النشرات الإخبارية بـ«الجلابة الشعبية والماركات العالمية»

فاطمة النوالي: اعتناء المذيعة بمظهرها عنصر أساسي يأتي في نفس مرتبة مؤهلاتها العلمية * سناء الزعيم: احرص على ارتداء ماركات عالمية والقناة تتعامل مع أحدث دور الأزياء * سمية كريمو: طبيعة برامجي تفرض علي الأزياء الشبابية

TT

توجه انتقادات كثيرة للمذيعات المغربيات فيما يتعلق بالشكل الخارجي الذي يظهرن به في مختلف البرامج ونشرات الاخبار، بحيث تكفي عقد مقارنة بسيطة بينهن وبين مذيعات بعض الفضائيات العربية، وليس كلها، لتكشف ان المذيعة المغربية لا تعتني كثيرا بطلتها ويظهرذلك جليا من خلال تسريحة الشعر والماكياج والملابس لدرجة يتصور معها المشاهد انه لا وجود لقسم خاص بالماكياج والازياء بهذه القنوات، وكل واحدة «تفعل في نفسها» ما يحلو لها، وتتلقى مذيعات القناة المغربية الاولى النصيب الاوفر من النقد، فتسريحة الشعر مثلا تبدو غير ملائمة تماما لوجه المذيعة بل ان بعضهن يظهرن بشعر غير مصفف اي من دون استعمال «البروشينغ»، وبخصوص الماكياج تبدو وجوه بعضهن شاحبة جدا بسبب استعمال كريم أساس فاتح لاخفاء لون بشرتهن السمراء، وعلى مستوى الملابس والازياء تقدم بعض المذيعات نشرات الاخبار بأزياء السهرة البراقة، وفي بعض المناسبات كالاعياد الدينية او الوطنية ترتدي بعض مذيعات الاخبار الازياء التقليدية الخاصة بحفلات الزفاف مثل «التكشيطة» و«القفطان» او «الجلابة»، فيتضاعف حجمهن و«يحتللن» الشاشة بشكل ينقصة الانسجام والتناسق! ونحن لا نريد من خلال هذه الملاحظات، التي لا تنطبق على الكل، الانتقاص من اي واحدة منهن بقدر ما نحرص على ان تظهر المذيعة المغربية بشكل مقبول، وهو عنصر مهم في جميع مجالات الاعلام وخصوصا الاعلام المرئي الى جانب عنصر الكفاءة المهنية بطبيعة الحال. فماذا تقول المذيعات هل هن مسؤولات عن مظهرهن ام لاذنب لهن في ذلك؟

فاطمة النوالي عملت مذيعة بالتلفزيون المغربي في تقديم برامج منوعات مدة عشر سنوات ثم انتقلت الى العمل في قناة «أبوظبي» لمدة اربع سنوات عادت بعدها للعمل من جديد مذيعة على القناة المغربية الثانية «دوزيم» لتقديم برنامج «سيداتي». وقد لاحظ المشاهدون ظهورها بطلة جديدة تساير خطوط الموضة الحالية، وعن سر هذا التحول تقول النوالي لـ«الشرق الأوسط»: «ان اعتناء المذيعة بمظهرها عنصر أساسي قد ياتي في نفس المرتبة مع مؤهلاتها العلمية، لانها توجه خطابا الى المتلقي الذي من حقه ان يتلقى المعلومة بشكل مقبول وجميل، وتضيف ان المذيعة ليست وحدها التي تكون حريصة على الظهور بشكل لائق بل، هذا الامر يدخل ضمن اهتمام القناة والشركة المنتجة للبرنامج ايضا، فالشركة المنتجة لبرنامج «سيداتي» تقترح علينا مجموعة من الحلول فاحيانا نرتدي ازياء من محلات تجارية معروفة مقابل الاشارة الى ماركة الملابس في جنريك البرنامج واحيانا نشتري الملابس من محلات اخرى من دون الاشارة الى اسم الماركة، واذا لم تعجبني الملابس المقترحة اشتري ملابس على نفقتي الخاصة وهي عملية مكلفة تبتلع اكثر من ثلت الاجر الذي أحصل عليه». وتؤكد النوالي «بما اننا نشتغل كفريق عمل متكامل فكل واحدة منا تبدي رايها حول الازياء التي ترتديها زميلتها»، وتقول انها تأخد بعين الاعتبار خصوصية المجتمع المغربي وتفضل ان لا ترتدي ملابس مثيرة تستفز المشاهد، وفي نفس الوقت تاخد بعين الاعتبارضرورة مسايرة خطوط الموضة السائدة، وحول اسباب ظهور بعض المذيعات بمظهر غير ملائم تقول النوالي ان «هذا الامريعود لسببين فهناك مذيعة تتمسك بذوقها ولا تقبل النصيحة من احد حتى من المكلفة بالازياء في القناة التي تعمل بها، فتصر على ارتداء ازياء الثمانينات وهناك اخريات مستعدات للتغيير لكنهن لايجدن من يوجههن، خصوصا مذيعات القناة الاولى الفضائية». المذيعة فاطمة البارودي مقدمة نشرة الاخبار وبرنامج الحوار السياسي «حوار مفتوح» على الفضائية المغربية قالت ان «لباس المذيعة يعكس جزءا من شخصيتها واي مذيعة تحترم نفسها تحرص على الظهور بلباس محتشم ووقور من دون بهرجة، الا ان هذ لا يعني انني اؤيد ان ترتدي المذيعة أزياء من القرون الوسطي، فمواكبة الموضة امر ضروري» بيد انها اكدت ان لغة اللباس ليست ضمن الاولويات التي يجب ان تشغل بال المذيعة، بل عليها ان تضعها في المرتبة الاخيرة، لأن الحضور والقبول والقدرة على التواصل اهم بكثير من الهندام، وتعتقد البارودي ان المذيعة المغربية لا تقل مستوى عن مذيعات قناة الجزيرة فيما يتعلق باللباس، بيد انها اشارت الى وجود حالات خاصة لمذيعات يبالغن في ارتداء أزياء مبهرجة من اجل اخفاء نقص يعانين منه على مستوى الكفاءة المهنية. اما الطريقة المتبعة لشراء ملابس المذيعات في الفضائية المغربية، فقالت ان القناة تمنح المذيعات مبلغا ماليا محددا فتشتري كل واحدة الزي الذي يلائمها ويتماشي مع ذوقها».

واذا كانت الفضائية المغربية تمنح لمذيعاتها الحرية في اختيار ما يروق لهن من ملابس من دون تدخل من احد، فالقناة الثانية خلافا لذلك تتوفر على متخصصة في «ملابس البلاتو» هي هند بلغازي سالتها «الشرق الأوسط» عن دورها في اختيار مايناسب المذيعات من ازياء لنكتشف ان موضوع الازياء في التلفزيون ليس عشوائيا او اعتباطيا بل ان كل شيء مدروس بدقة، تقول بلغازي: «اختيار الزي للمذيعة أو المذيع يخضع لمقاييس عديدة من بينها مضمون البرنامج هل هو سياسي أم اجتماعي أم ترفيهي ثم ديكور البرنامج وتوقيت بثه وشكل المذيعة، أي لون بشرتها وشعرها وطبيعة الماكياج الذي تضعه اذ من الافضل ان يكون الماكياج خفيفا وتسريحة الشعر بسيطة، حيث اعمل بالتنسيق مع خبيرة الماكياج والحلاقة، كما آخذ بعين الاعتبار طريقة تصوير البرنامج هل ستظهر المذيعة واقفة ام جالسة، وهل طبيعة البرنامج تجعلها تتحرك الى غير ذلك». وتضيف بلغازي «ان بعض الألوان لا ينصح بارتدائها في التلفزيون تماما، مثل اللون الابيض لانه يتطلب اضاءة خاصة، كما ان بعض الالوان قد تناسب المذيعات السمراوات ولا تلائم بتاتا المذيعات ذوات البشرة الفاتحة».

اما سناء الزعيم مقدمة برنامج «صورة» على القناة الثانية فاكدت لـ«الشرق الأوسط» ان تجربتها مع القناة الثانية بخصوص الازياء كانت ناجحة جدا وراضية عنها بشكل كبير، لأن القناة كانت تتعامل مع اكبر المحلات التجارية في مدينة الدار البيضاء، «حيث كنت ارتدي ماركة ملابس عالمية معروفة، ولدي الحرية لاختيارما يلائمني بالتنسيق مع هند بلغازي المتخصصة في ازياء المذيعات في القناة التي كانت تعرف جيدا متطلبات كل مذيعة وتحترم ذوقها وتحرص ان نبدوا بشكل لائق»، وتضيف الزعيم انه لا يشغلها كثيرا هاجس الموضة بل تركز اكثر على ما يناسب شخصيتها. كما تصر على ان تظهر بلباس محتشم هي الاخرى مراعاة لخصوصية تقاليد الاسر المغربية والتزاما بتعليمات القناة التي لم تكن تسمح الى وقت قريب للمذيعة كما قالت، «ان تظهر بذراعين مكشوفتين، غير ان هناك مذيعات امتنعت عن ذكر اسمائهن، لم يكن يلتزمن بهذه التعليمات، ويظهرن بأزياء «مستفزة»..» وتقول «اذا كانت بعض القنوات العربية اللبنانية منها على الخصوص لديها توجه متحرر بخصوص ازياء المذيعات، فمذيعات المغرب عموما يلتزمن بلباس معتدل».

سمية كريمو مقدمة برنامجي «كليب توب» و«فسحة» على القناة الاولى سابقا والتي لاحظ المشاهدون انها كانت ترتدي ملابس شبابية متحررة الى حد ما، قالت ان طبيعة البرنامجين كانت تحتم عليها ارتداء ملابس ملائمة لأنها كانت تخاطب فئة الشباب، وهي فئة متطلبة وبما ان البرنامج كان ينتج من طرف شركة انتاج خاصة فلم تجد اي صعوبة في اختيار الملابس الملائمة لأن الشركة كانت تتعامل مع محل تجاري صاحب علامة تجارية معروفة، وحول رايها في ازياء المذيعات المغربيات عموما قالت: «بما أننا كمشاهدين نعقد مقارنة بين قناتينا والقنوات العربية، فاننا نطمح الى الافضل ونريد من مذيعاتنا ان يظهرن بصورة جميلة، إلا ان الظروف المحيطة بعمل المذيعات تؤثر بشكل او بآخر على طلتهن، ونعذرهن لذلك».