الكهول الأميركيون يلهثون وراء سراب الشباب الدائم

تناول هورمون النمو المصنّع يثير مناقشات حامية في الولايات المتحدة

TT

يعتقد الآلاف من الكهول والعجائز انهم وجدوا ينبوع الشباب الدائم، كما يتصورون ان اجسامهم ستتحول الى اجسام بعضلات أفضل وطاقة أكثر وقدرات جنسية أعلى. وإكسير الحياة هذا، هو هورمون النمو البشري المصنع، وهو عقار قوي لا يزال استخدامه مثيرا لمناقشات حامية.

وكانت وكالة الغذاء والعقاقير قد صادقت الصيف الماضي، على إجازة العقار المصنّع للاطفال سليمي الجسم، المهددين بأن يصبحوا رجالا ذوي قامات شديدة القصر. وقد تساءل بعض الخبراء عن اخلاقيات القرار.

الا ان ما يثير مخاوف الخبراء وجود عدد متزايد من الكهول، يصل عددهم الى 50 الف كهل سنويا، من الذين يحصلون على حقن من هورمون النمو. ويقول بعض الخبراء ان هذه التوجهات التي تكلف صاحبها بين 5 آلاف و10 آلاف دولار، قد تؤدي الى اعراض جانبية سيئة او مميتة. الا ان خبراء آخرين يرون انها قد تفيد الكهول على العيش باستقلال تام لفترة أطول. ويقول رونالد كلاتز رئيس اكاديمية طب مقاومة الهرم ان «الهدف من طب مقاومة الهرم يتمثل في المحافظة على «شباب» (حيوية) التمثيل الغذائي لأطول مدة ممكنة». ويبدو ان الكهول ليسوا وحدهم الراغبين في حدوث المعجزات، إذ يزاحمهم في ذلك الرياضيون. ويقول دون كاتلين عضو اللجنة الطبية للجنة الاولمبية الدولية ان استخدام هورمون النمو جار بين الرياضيين.

هورمون الحياة هرمون النمو حيوي لحياة الانسان، حيث تفرزه الغدة النخامية. ويطلق عليه العلماء اسم «سوماتوتروبين» somatotropin. ومن دونه لا يمكن للأجنة ان تنمو، ولا للاطفال ان يبلغوا الرشد. ويزيد انتاجه في الجسم الى اقصاه اثناء المراهقة، ثم يقل مع الكبر.

ووافقت وكالة الغذاء والعقاقير على وصف الاطباء لهورمون النمو المصنّع لعلاج الاولاد من ذوي «القامات الشديدة القصر» الذين كانت اطوالهم ستصل الى أقل من 5 أقدام و3 بوصات (حوالي 158 سنتمترا) والفتيات اللواتي كانت اطوالهن ستصل الى 4 اقدام و11 بوصة (حوالي148 سم). الا ان هؤلاء الاطفال نادرا ما يقل لديهم افراز هرمون النمو، لأن قصر قاماتهم راجع الى جملة من العوامل الجينية المتداخلة مع عوامل اخرى، ولذلك يعتبر بعض الخبراء ان وصف العقار لهم، عمل غير اخلاقي. ومع ذلك فان العقار يمنح الاطفال فرصة لزيادة طول قاماتهم بـ3 الى 5 بوصات (8 ـ 13 سم) اضافية.

كما يوصف العقار للاطفال المصابين بأمراض تحد من النمو، وكذلك للاشخاص الذين قل لديهم افراز الهورمون الطبيعي بسبب امراض او اورام في الغدة النخامية، اضافة الى اعطائه لمرضى الايدز لتقوية عضلاتهم الضامرة.

اما الكهول فيبدو انهم يستفيدون منه لتقوية عضلاتهم وحركاتهم. وتقول بيلي راسل، 79 عاما، الساكنة في لاخولا في سان دييغو، التي تتناول هورمون النمو منذ 4 اعوام اضافة الى هورمون الاستروجين والتستوستيرون وهورمون الغدة الدرقية والفيتامينات والمعادن «لم اكن استطيع المشي لمسافة طويلة والآن استطيع المشي ميلا». وقد ساعد الهورمون على تحسين مزاجها وزيادة طاقتها. وقال رجل أعمال، 51 عاما، لم يشأ ذكر اسمه، من سان فرانسيسكو ان الهورمون ادى الى تحسين مزاجه والى زيادة رونق بشرته. الا ان العلماء، وبعد عشرة اعوام من الابحاث لم يتوصلوا الى نتائج محددة حول اهمية تناول الهورمون. ويقول جورج ميريام البروفسور في الطب بجامعة واشنطن في سياتل، انه وفي الوقت الذي يقوم فيه هورمون النمو «بإعادة نحت شكل الجسم، فانه لن يجعلك تنهض من السرير». وبمعنى آخر، فان الهورمون يمكنه اذابة بعض الشحوم في البطن، لكنه لن يساعد في تحسين الأداء وفق معايير «وظيفة الأداء الجسدي المتواصل»، وهي المعايير التي تقاس وفقها المهارات الحياتية للانسان لدى استخدامه او تعامله مع موقف لحافلة نقل الركاب، ومتجر للبضائع، ومطبخ وغرفة نوم افتراضين. ووجد الباحثون ان التمرينات الرياضية وحدها هي التي تحسن وظائف الجسم وتزيد من عزيمته وقوته. ويتمثل الجانب الوحيد الايجابي الوحيد للهرمون المصنع، في انه وان كان لا يحسن الأداء الجسدي، فانه يوقف تدهور الجسم.

* خدمة «يو اس ايه توداي» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»