المحافظون الإيرانيون يشنون هجوما على مصر لإفشال زيارة مبارك المرتقبة إلى إيران

TT

بعد ايام من اشادة الرئيس الايراني الاصلاحي محمد خاتمي بدور مصر قيادة وشعباً في قضايا العالم الاسلامي ووسط تكهنات باحتمال قيام الرئيس المصري حسني مبارك بأول زيارة لرئيس مصري إلى إيران منذ الثورة الإيرانية، خلال قمة الدول الاسلامية الثماني الكبرى، شن محافظون مقربون من مرشد النظام الاسلامي في ايران علي خامنئي هجوماً حاداً على الرئيس مبارك لقي ادانة واسعة في الاوساط القريبة من الرئيس الايراني. فقد كتب مسيح مهاجري، مدير صحيفة «جمهوري اسلامي» المحافظة مقالاً عنيفاً ضد الرئيس مبارك متجاوزاً جميع الخطوط الحمراء على حد قول نائب إصلاحي من أعضاء لجنة الأمن القومي الخارجية بالبرلمان الإيراني. واعتبر النائب أنه ما كان لمسيح مهاجري أن يجرؤ ضد رئيس أهم دولة عربية وإسلامية، لولا تلميحات من جهات عليا هدفها إفشال مساعي خاتمي الحثيثة للتطبيع مع مصر تطبيعا كاملا.

وأضاف أن المصالحة مع السعودية ومصر والأردن والمغرب كانت في صدارة اهتمامات خاتمي بعد فوزه انتخابات مايو (أيار) 1997، غير أنه نجح في إقامة علاقات وثيقة مع السعودية والأردن والمغرب، وتعثرت جهوده في من مصر، بسبب رفض المرشد إزالة اسم «خالد الاسلامبولي» قاتل الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات عن شارع يقع فيه مبنى السفارة المصرية. ورغم ذلك فإن خاتمي عين أحد أعضاء جمعية الصداقة الإيرانية ـ المصرية المعروف لدى الأوساط الدينية والفكرية بمصر العلامة السيد هادي خسروشاهي رئيسا لبعثة رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة برتبة سفير (كون خسروشاهي عمل سابقا سفيرا لدى الفاتيكان) أملا منه بأن ينجح خسرو شاهي في تذويب الجليد الضخم المتبقي من سنوات طويلة من العداء والكراهية والدعاية المناهضة ضد مصر، في بحر العلاقات التاريخية بين البلدين.

وقد استطاع خسروشاهي بفضل معرفته بمصر وثقافة ولغة شعبها، من توسيع رقعة العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، إلا أن عقدة «خالد الاسلامبولي» ظلت تعيق بلوغ رحلة استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين.

وطيلة السنوات الست الماضية حاول البلدان خمس مرات اتخاذ إجراءات لإعلان قيام العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهما، وكل مرة كانت رغبة الجانبين تصطدم بجدار رفض المرشد علي خامنئي، إلى أن جاء لقاء مبارك وخاتمي في الشهر الماضي بجنيف حيث لبى الرئيس المصري دعوة خاتمي للاجتماع به.

وقد اتخذ بعد ذلك المجلس الأعلى للأمن القومي قرارا بتوجيه دعوة إلى الرئيس مبارك لزيارة إيران على أن يتم قبل ذلك قيام علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين. وتمهيدا لذلك أصدر مجلس الوزراء الإيراني قرارا بتغيير اسم شارع «خالد الاسلامبولي» إلى «محمد الدرة» الطفل الفلسطيني الذي قتلته القوات الإسرائيلية وهو بين يدي والده.

إلا أن العناصر القريبة من استخبارات الحرس وفيلق القدس ومكتب المرشد الأعلى للنظام صعدوا حملاتهم ضد مصر في الصحف الراديكالية المناهضة لسياسات خاتمي كما أطلق بعض منهم تهديدات ضد الرئيس مبارك. إلا أن ما نشرته صحيفة قريبة جدا من مرشد النظام بقلم مديرها المسؤول «مسيح مهاجري» أحد أقرب مستشاري خامنئي وصديقه الحميم، ضد مصر، ورئيسها اعتبر تحديا مباشرا لخاتمي وسياساته حسب مصدر قريب من الرئاسة.

وقال مصدر مقرب من الرئيس خاتمي إن صدور هذا المقال بعد لقاء خاتمي ومبارك يهدف لإعاقة مساعي خاتمي لقيام علاقات أخوية بين إيران ومصر.