مصر: في سوق الإمام .. كل شيء للبيع من الإبرة للصاروخ

ثعالب وثعابين معروضة للبيع على قارعة الطريق وطيور الصيد تجذب الخليجيين!

TT

لا أحد يعرف على وجه اليقين تاريخ انشاء سوق الإمام أو التونسي نسبة الى المنطقة التي يقام فيها وتقع على الاطراف الشرقية لمدينة القاهرة، ولكن الشيء المؤكد أنه يعد واحدا من أهم الأسواق ليس في مصر وحدها ولكن في الدول العربية بأكملها من حيث كمية السلع والبضائع الموجودة وتنوعها بالاضافة الى عدد زواره الذين يقدرون بالآلاف خاصة انه يقام يوم الجمعة فقط من كل أسبوع.

في سوق الامام كل شيء للبيع من الابرة للصاروخ، فإذا كنت تريد شراء جهاز تليفون جوال بنصف ثمنه الأصلي فالمشكلة بسيطة، أما اذا كنت تعاني من نقص في قطع غيار بعض الأجهزة المنزلية وفشلت في العثور عليها فاطمئن لن تعاني من هذه المشكلة بعد اليوم، أما اذا كنت من هواة الطيور والحيوانات الأليفة أو حتى غير الأليفة فكلها ستجدها معروضة على قارعة الطريق في سوق الامام.

وتجار سوق الامام يرفعون شعار «لا تسألني عن أصل البضائع ولا فصلها المهم سعرها» حيث ستجد ان السعر يقل عن أسعار الأسواق بنسبة لا تقل عن 50%، مما دفع البعض للتشكيك في مصادر تلك البضائع أو السلع.

وهناك تفسيرات عدة لانخفاض اسعار البضائع في هذه السوق يدور اغلبها حول انها سلع سبق استخدامها من قبل ويحاول أصحابها بيعها بأي سعر خاصة سلع الأثاث والأجهزة المنزلية. وهناك تفسير آخر بأن أغلب السلع التي تباع داخل السوق مسروقة وتم بيعها عن طريق وسطاء حتى وصلت الى التجار الموجودين بالسوق خاصة الأجهزة الكهربائية والهواتف الجوّالة. ويضم سوق الطيور أنواعا نادرة من الصقور والحمام والنسور أيضا وغيرها من الطيور ويصل سعر بعضها الى آلاف الجنيهات وغالبا ما يتم احضارها بناء على طلب بعض الزبائن وأغلبهم من دول الخليج الذين يحبون تربية الطيور النادرة خاصة تلك التي تستخدم في الصيد. وبالقرب من سوق الطيور يوجد سوق الأثاث الذي يحتوي على العديد من الأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية المستعملة.

يقول رائف داود أحد زبائن السوق هذه ليست المرة الأولى التي أحضر فيها الى سوق الامام، فقد اعتدت على الحضور بانتظام منذ عدة أشهر لما وجدته من تنوع السلع الموجودة وأسعارها الرخيصة، وقد حضرت اليوم لشراء جهاز تلفزيون ووجدت ان اسعاره تتراوح بين 700 الى 1000جنيه رغم ان سعره خارج السوق قد يصل الى ضعف هذا الرقم، ولكن المشكلة الحقيقية التي تجعل الفرد مترددا عند الشراء هي عدم وجود ضمان لمثل هذه الأجهزة وربما يكتشف الشخص عيوبا خطيرة في الجهاز بعد شرائه. وفي هذه الحالة لا يملك الحق في استرداد نقوده لأنه لن يجد البائع واذا ما وجده فإنه سيرفض رد النقود ولذلك فإن الواجب على أي مشتر ان يحضر معه شخصا يفهم في الأدوات الكهربائية أو غيرها من السلع التي يرغب في شرائها حتى يكتشف ما بها من عيوب قبل الشراء.

ويعد سوق التليفون الجوال من أكثر الأسواق التي تجد رواجا كبيرا بين الزبائن خاصة الشباب من صغار السن والذين يترددون على السوق لاستبدال أجهزتهم القديمة بالأجهزة الأحدث منها مع دفع الفارق المادي المطلوب.

يقول حمادة حسن طالب: بالفعل أغلب زبائن سوق التليفون الجوال هم من الشباب والفتيات الذين يحرصون على استبدال تليفوناتهم الجوالة بأجهزة أحدث منها خاصة ان السوق يضم عددا كبيرا من أجهزة التليفون الحديثة والتي قد لا يكون سعرها الحقيقي في متناول الشباب مما يدفعهم للحضور الى السوق بحثا عن تلك الأجهزة بأسعار أقل أو أن يقوم ببيع جهازه القديم وشراء آخر حديث في نفس اليوم بعد دفع الفارق المادي. وأعرف العديد من الأصدقاء الذين يحرصون على ذلك كل عدة أشهر.