فيفا يمنع اللاعبين «المرتزقة» من تغيير جنسياتهم

تروسييه أعلن تشكيلة منتخب قطر والخليفي يؤكد أن التجنيس فكرة مدروسة

TT

اتخذ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) امس اجراءات طارئة لمنع استغلال اللاعبين للوائح الاتحاد المتعلقة بتغيير الجنسية، وفرضت لجنة الطوارىء اجراءات ضد التجنيس «المرتزقة» ووضع ضوابط لهذا النوع من مشاريع التجنيس، معتبرة ان اي لاعب دولي يجب ان تكون له روابط مع البلد الذي يدافع عن الوانه.

وقالت لجنة الطوارىء ان اي لاعب يحصل على جنسية دولة من دون ان تكون له صلة واضحة بهذه الدولة لن يكون مؤهلا للعب لمنتخبها الوطني. واوضحت ان اللاعب يتعين عليه ان يوضح ان له صلة قوية ببلده الجديد من خلال الوالدين او الاجداد او تقديم دليل على انه عاش هناك لمدة عامين حتى يمكنه اللعب للمنتخب الوطني لهذا البلد.

ولجنة الطوارىء منبثقة عن اللجنة التنفيذية وتضم رؤساء الاتحادات القارية الست وهي مخولة باتخاذ القرارات في الفترة الممتدة بين انعقاد دورتي اللجنة التنفيذية.

يذكر ان الاجراءات التي اتخذتها لجنة الطوارىء باتت ضرورية بعد مبادرات قطر الى تكوين منتخب قوي بتعزيزه ببعض اللاعبين المجنسين وفي مقدمتهم هداف الدوري الالماني حاليا مهاجم فيردر بريمن البرازيلي ايلتون، على امل قيادته الى نهائيات كأس العالم المقبلة المقررة في المانيا عام 2006.

واعتبرت مصادر فيفا ان مشروع مدرب قطر الفرنسي فيليب تروسييه بتقديم عروض مالية الى العديد من اللاعبين بهدف الحصول على الجنسية القطرية يؤكد «نزعة موجودة لديه منذ فترة وهي تشكل اهانة للروح الرياضية واعتبار اللاعبين مرتزقة».

ويأتي رد فيفا غداة مرافعة تروسييه عن حق قطر بتجنيس اللاعبين البرازيليين الثلاثة ايلتون وديدي وشقيقه لياندرو (كلاهما مع بوروسيا دورتموند الالماني). ورغم ذلك اعلن امين السر المساعد للاتحاد القطري لكرة القدم ماجد الخليفي امس ان التجنيس يشكل جزءا من سياسة كروية مدروسة تهدف الى تطوير كرة القدم في المستقبل.

وقال الخليفي في بيان صادر عن الاتحاد القطري «ان استقدام خيرة اللاعبين العالميين للاحتراف في الدوري القطري وتجنيس لاعبين آخرين يمثلان جزءا من سياسة كروية قطرية مدروسة تهدف بالاساس الى تطوير كرة القدم تماما كما حدث في اليابان وقبلها الولايات المتحدة». وتابع «ان الخطوة القطرية لتجنيس ثلاثة لاعبين برازيليين يتقدمهم هداف الدوري الالماني ايلتون ليست سابقة في عالم الرياضة، فمنتخبات كبيرة اعتمدت سياسة التجنيس واستفادت من خبرة عدد من اللاعبين الاجانب».

واضاف «ان ما يثار في الاوساط الرياضية والاعلامية العربية والدولية امر مبالغ فيه بعض الشيء وان البرازيلي ايلتون في حال حصوله على الجنسية القطرية لن يكون اللاعب الاول والاخير الذي يلعب لبلد غير بلده الام».

وكشف الخليفي «هناك اهتمام كبير في الدولة بقطاع الرياضة حيث تحول هذا الاهتمام الى جهود مبذولة حاليا لانشاء اكاديميات متخصصة في كرة القدم تعنى بالاجيال الجديدة على غرار الاكاديميات المتوفرة في انجلترا وفرنسا وهولندا وسترى النور قريبا حيث وضعنا في وضع الاطار العام لهذه الاكاديميات من وزارة التربية والتعليم ونحن الان في المرحلة الاخيرة وقريبا سيتم تدشينها».

واوضح «ان قطر تؤسس لعهد كروي جديد وان هدف التأهل الى نهائيات كأس العالم في المانيا عام 2006 يعد احد الاهداف وليس كلها وان صناع القرار الرياضي في الدوحة يعملون من اجل ان تكون كرة القدم القطرية رائدة عربيا واسيويا وعالميا»، مشيرا الى ان «نجاح السياسة الجديدة يحتاج الى بعض الوقت والى جهد من ممارسي كرة القدم في الدوحة حتى يستفيدوا من خبرة النجوم القادمة من اشهر اندية اوروبا ومن الامكانات الكبيرة التي توفرها الدولة لتكون قطر رقما مهما في المعادلة الكروية الدولية».

وفي الدوحة ايضا اعلن الفرنسي فيليب تروسييه مدرب منتخب قطر اأسماء 22 لاعبا لمواجهة الاردن في 31 مارس (اذار) الحالي, وشهدت التشكيلة عودة المهاجم المخضرم مبارك مصطفى. وكانت قطر قد خسرت امام ايران 1 ـ 3، فيما فاز الاردن على لاوس 5 ـ صفر في الجولة الاولى. ويتوجه المنتخب القطري الى ايطاليا الاثنين المقبل لاقامة معسكر تدريبي تتخلله مباراة ودية مع نظيره الليبي في 25 قبل الانتقال الى عمان لخوض المواجهة المرتقبة مع الاردن. وكان من المتوقع ان تضم التشكيلة اسماء اللاعبين البرازيليين الثلاثة الذين يلعبون في المانيا ايلتون وديدا ولياندرو الذين حضروا الى الدوحة الاثنين الماضي وتفاوضوا مع المسؤولين القطريين للحصول على الجنسية والمشاركة مع المنتخب في التصفيات، لكن الامور لم تحسم بعد بانتظار ما سيسفر عنه اجتماع لجنة الطوارىء في الفيفا لوضع ضوابط لمسألة التجنيس. واللاعبون هم: عبد العزيز كريم وسيد بشير ووليد حمزة وعامر الكعبي وسعود فتح ويوسف آدم وبلال محمد وسعد سطام ومبارك مصطفى ووسام رزق ومشعل مبارك وعبد الرحمن مصبح وناصر كميل ومحمد صقر وعبد الله كوني وسعود غانم وضاحي النوبي واحمد خليفة ومحمد غلام ومحمد انياس ونايف الخاطر وابراهيم سالمين.

وكان مدافع بوروسيا دورتموند سابع الدوري الالماني البرازيلي ديدي قد اعلن أنه لا يرغب في الحصول على الجنسية القطرية, واوضح في تصريح للتلفزيون الالماني انه اتخذ هذا القرار كي لا يغضب فريقه بوروسيا دورتموند، وقال ان قضية قطر انتهت بنسبة 90 في المائة.. لا أريد أن تكون هناك مشكلة بيني وبين بوروسيا دورتموند.. كان هناك نزاع مصلحة من خلال قضية دفاعي عن الوان قطر».

وكانت قطر قد عرضت على ديدي ومواطنيه شقيقه لياندرو، الذي يلعب مع بوروسيا دورتموند للهواة، وايلتون، مهاجم فريدر بريمن وهداف الدوري الالماني حاليا، الحصول على الجنسية القطرية على امل قيادة منتخبها الى نهائيات كأس العالم عام 2006 حيث من المقرر ان يواجه المنتخب القطري نظيره الاردني في 31 الحالي في الجولة الثانية من تصفيات اسيا.

وكشفت تقارير صحافية المانية ان قطر تنوي تجنيس ايلتون مقابل مليون يورو مع اجر سنوي قدره 400 الف يورو.

بيد ان ديدي أكد أنه لم يفكر أبدا في تغيير الجنسية من أجل المال، وقال «المال لم يكن السبب الرئيسي، كنت أحلم بالمشاركة في كأس العالم ولذلك ابديت اهتمامي بالعرض القطري». في المقابل، لم يعلن لياندرو وايلتون عدولهما عن فكرة الدفاع عن الوان قطر برغم معارضة فريقيهما خصوصا شالكه الذي سيلعب معه ايلتون الموسم المقبل.

وأثارت قضية تجنيس اللاعبين البرازيليين من قبل قطر ردود فعل سلبية في الاونة الاخيرة ما دفع الاتحاد الدولي الى تشكيل لجنة طوارىء ستصدر لاحقا قرارا بشأن تجنيس اللاعبين من اجل «فرض احترام الروح الرياضية» ووضع ضوابط لهذا النوع من مشاريع التجنيس.

وبحسب مصادر مقربة من فيفا فان الاجراء الاساسي سيفرض ضرورة الاقامة لمدة عامين كاملين في البلد الذي سيحمل اللاعب جنسيته لاغراض رياضية، مشيرة الى ان اللاعبين الذين ينبغي تجنيسهم يجب الا يكونوا قد لعبوا ضمن المنتخب الاول لبلدهم الاصلي كما تنص على ذلك القوانين الاخيرة لفيفا.