وزير التربية العراقي بعد تسلمه مفتاح الوزارة من بريمر:هذا الاحتفال مجرد إجراء رمزي واعتراف رسمي بالسيادة العراقية

علاء الدين العلوان لـ«الشرق الاوسط» : 80% من أبنية مدارسنا مهدمة ولا تصلح للعمل

TT

اعتبر وزير التربية العراقي الدكتور علاء الدين عبد الصاحب العلوان في حوار مع «الشرق الأوسط» قيام الحاكم المدني الاميركي للعراق السفير بول بريمر بنقل سيادة الوزارة الى العراقيين امس «مجرد مسألة اعتراف رسمي من قبل سلطة التحالف المؤقتة بأن الوزارة تمارس كل صلاحياتها باستقلالية، وان كل ما يتخذ الآن في الوزارة من قرارات واجراءات تقوم بها الملاكات العراقية».

واوضح العلوان الذي كان عميدا لكلية الطب في جامعة بغداد، ثم خبيرا في منظمة الصحة العالمية في جنيف ومنطقة الشرق الاوسط حتى العام الماضي، ان عملية التسليم هذه لا تعدو عن «اجراء رمزي» كون الوزارة عملت باستقلالية منذ تسلمها من قبل العراقيين في سبتمبر (ايلول) من العام الماضي ولم يتدخل في شؤونها اي من الغربيين العاملين في سلطة التحالف، وان الصلاحيات الوحيدة التي مارستها السلطة هي المتعلقة بالشؤون المالية، ومنذ بداية هذا العام سلمت كل الصلاحيات بما فيها المالية للجانب العراقي.

* كيف تنظرون الى قيام السفير بريمر بتسليمكم مفتاح وزارة التربية؟

ـ منذ بداية العام الحالي ووزارة التربية تتمتع بشكل فعلي بكامل الصلاحيات المالية والادارية وتديرها بالكامل كوادر عراقية ابتداء من الوزير وحتى اصغر الموظفين، وهكذا فمن الناحية العملية فان الوزارة هي بايدي العراقيين والاحتفال اليوم (امس) كان في الحقيقة مجرد اجراء رمزي للاعلان عن استقلالية الوزارة عن سلطة التحالف بشكل رسمي.

* هل كانت سلطة التحالف تمارس اي عمل حقيقي في الوزارة سواء من ناحية الاشراف او التعيين او التدخل في سياسة عمل الوزارة؟

ـ اطلاقا لم يكن هناك اي نوع من التأثير من قبل سلطة التحالف على سلطة اتخاذ القرار في الوزارة. كان هناك تنسيق كامل بين السلطة والوزارة في البداية في أمور عديدة ولكن منذ شهر سبتمبر اعتمدنا مبادئ عمل في الوزارة واهمها ان اي موضوع يخص قرارات النظام التربوي الجديد والقرارات التي تخص الفلسفة التربوية والمناهج الدراسية واصلاح او تطوير المناهج يجب ان تكون قرارات عراقية تماما، وقد التزمنا بهذه المبدأ. وكان ايضا هناك التزام كامل من قبل سلطة التحالف بهذا ولم يمارس اي تأثير علينا. وفيما يتعلق باستراتيجياتنا التربوية فاننا منذ شهر سبتمبر وحتى ديسمبر (كانون الاول) من العام الماضي كنا مشغولين، بالاضافة الى تهيئة المدارس واستئناف الدراسة باعداد دراسة معمقة وتحليل دقيق للوضع الحالي في القطاع التربوي، وخلال هذه الفترة كنا نضع الاستراتيجيات وفق هذا التحليل وكذلك استراتيجياتنا التي وضعت وأقرت من قبل المؤتمر التربوي الاول الذي عقد في الثالث من يناير (كانون الثاني) الماضي برئاسة الدكتور عدنان الباجه جي رئيس مجلس الحكم وقتذاك، وكذلك خطط العمل التي وضعت لتنفيذ هذه الاستراتيجيات فانها وضعت من قبل العراقيين حصرا. اقول ذلك لاؤكد انه لم يكن هناك اي نوع من التدخل او التأثير في عمل الوزارة وخططها.

* هناك كوادر عراقية تم تدريبها في واشنطن في مختلف الاختصاصات بضمنها قطاع التربية والتعليم، فهل هناك اي من هذه الكوادر تعمل معكم في الوزارة؟

ـ حسب علمي هناك شخصان تم تدريبهما في واشنطن وهما يعملان مع سلطة التحالف وليس في وزارة التربية.

* هل كان هناك خبير اميركي يعمل معكم في الوزارة كمستشار او موجه للعمل؟

ـ كلا. كان هناك مشاور في سلطة التحالف في مجال التربية والتعليم وكنا نتعاون معه خاصة في مجال التنسيق بين السلطة والوزارة، وكان هناك نوع من الاستشارات الفنية المتعلقة بالتجارب العالمية في المجالات التخصصية، ولم يكن هناك اي دور لهم في وضع الخطط التربوية. نحن تعمدنا عدم اعطائهم مثل هذا الدور وهم ايضا لم يطالبوا بدور من هذا النوع او في الحوار الوطني الذي بدأناه منذ نهاية العام الماضي حول ملامح النظام التربوي الجديد والفلسفة التربوية.

* هل تم تغيير المناهج؟

ـ منذ ثلاثة ايام فقط انتهينا من اعمال المؤتمر الوطني التربوي الثاني الذي ناقشنا فيه الشكل النهائي للفلسفة التربوية وموضوع آلية المناهج.

* ما صحة الاخبار التي تحدثت عن اشراف سلطة التحالف على وضع المناهج؟

ـ استطيع ان اؤكد لك وبمنتهى الثقة والشفافية انه لم ولن يتدخل احد في موضوع المناهج غير العراقيين، وكل ما يقال عكس ذلك مجرد شائعات لا اساس لها من الصحة على الاطلاق.

* وكيف عالجتم موضوع المناهج اذن، هل وضعتم مناهج جديدة؟

ـ المناهج الجديدة سترى النور في عام 2006، اما حاليا فقد وضعنا لجانا عملت بجد لمعالجة المناهج الحالية وخاصة في مواد التربية الوطنية والتربية الاسلامية والتاريخ وأزلنا كل ما يتعلق بالدعاية للنظام السابق وما يكرس الطائفية والتفــرقة داخل مجتــمعنا وما هو بعيد عن الحقائق العلمية.

* كيف تجدون اليوم انتظام الطلبة في المدارس؟

ـ استطيع ان اؤكد لكم ان نسبة انتظام الطلبة في جميع مراحل الدراسة عالية جدا، وفي بعض المناطق افضل من انتظامها خلال العام السابق وفي ظل النظام السابق، واستطيع ان اقول ان نسبة الدوام تفوق 90%، وقد انتهينا الآن من المسح الوطني لكل المدارس العراقية وسنضع على صفحة الشبكة الدولية (الانترنت) الخاصة بالوزارة الارقام والاحصائيات الدقيقة بنسب انتظام الطلبة بالدوام وغيرها من معلومات. استطيع ان اقول ان الدوام منتظم جدا وان امتحانات نصف السنة سارت بشكل جيد جدا.

* وماذا عن وضع الابنية المدرسية؟

ـ وضعها مترد جدا وذلك نتيجة الاهمال الذي حل بقطاع التربية خلال العقود الثلاثة الماضية. عندنا اكثر من 80% من الابنية المدرسية، اي ما يقرب من 15 ألف مبنى غير صالحة على الاطلاق وفي حالة يرثى لها وبحاجة الى اصلاحات سريعة وملحة. وحتى الآن رممنا 2500 بناية مدرسية وما زلنا بحاجة الى ترميم اكثر من عشرة آلاف مبنى.

* وما هو دور الدول المانحة او اليونسيف في مساعدتكم لاعمار المدارس؟

ـ لدينا الآن مشروع من البنك الدولي الذي اعطانا منحة مقدارها مائة مليون دولار، وفي نهاية الشهر الحالي ستكون لدينا جولة مفاوضات مع البنك الدولي للحصول على منحة اخرى. لدينا ايضا 88 مليون دولار من الولايات المتحدة، ومنح من دول اخرى نظمتها لنا اليونسيف ومنح من دول اضافية لاعمار المدارس، وتقديرنا اننا خلال هذا العام سنعيد اعمار ما لا يقل عن 2500 مدرسة.

* وماذا عن عدد المعلمين، هل هو مناسب لاعداد الطلبة؟

ـ لدينا 293 ألف معلم لنحو ستة ملايين طالب وطالبة، ونسبة المعلمين الى الطلبة هي واحد الى عشرين.