محطات في نشاط «القاعدة» في السعودية

TT

يعود النشاط العسكري الارهابي لـ«القاعدة» في السعودية، التي هي فرع عن تنظيم «القاعدة» العالمي الذي يتزعمه أسامة بن لادن (الحكومة السعودية سحبت الجنسية عنه عام 1994)، الى منتصف التسعينات الميلادية، وتحديدا الى تفجيرات نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 في حي العليا الراقي شمال مدينة الرياض، التي استهدفت مقرا لبعثة تدريب أميركية متعاقدة مع الحرس الوطني السعودي. أما خارج السعودية فابرز بداية كانت تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك عام .1993

* وبالعودة الى تفجير العليا، ففي نوفمبر من سنة 1995 فُجع السعوديون بأول مشهد ارهابي في بلادهم حينما قام أربعة أشخاص يتناغمون مع فكر «القاعدة» بتفجير سيارة ميتسوبيشي مفخخة في المبنى مما أسفر عن وقوع عدد من الضحايا، أقلهم من الأميركيين وأكثرهم من العرب والمسلمين. ولكن التعاطي السعودي الرسمي مع تلك الحادثة كان مختلفا وسريعا، فبعد بضعة اشهر من الحادثة كشفت السلطات السعودية هوية المنفذين الأربعة، وبثت اعترافات تلفزيونية مثيرة، تحدثوا فيها بالتفصيل عن تكوينهم الفكري وآرائهم المتطرفة حول الحياة والمجتمع.

وبعد فترة قليلة تم اعدام الأربعة وهم: عبد العزيز المعثم، وعايض الشمراني، ورياض الهاجري، وخالد السعيد.

* دخلت السنة الجديدة 1996 وحينها وقع تفجير اعنف في شرق السعودية هذه المرة، واستهدف أبراجاً سكنية بحجة ان بعض الجنود الأميركيين يقطنونها.

* هدأت الأمور في السعودية بعد ذلك، وان لم تهدأ في الجوار العربي والاقليمي. فقد تم تفجير السفارتين الاميركيتين في تنزانيا وكينيا في أغسطس (آب) من سنة 1998، ثم تفجير المدمرة الأميركية (كول) في اليمن سنة .2000

* وأخيرا كانت العملية الفاصلة ممثلة بتفجيرات 11 سبتمبر (ايلول) في نيويورك وواشنطن سنة 2001، التي سلطت كامل الضوء الأميركي على منظمة «القاعدة»، وكان من مضاعفاتها اسقاط نظام طالبان، ثم ملاحقة «القاعدة» وقتل واسر عدد من كوادرها وقياداتها. وقُتل الرجل الثالث في التنظيم أبو حفص المصري في نوفمبر 2001 بالقرب من كابل عقب احدى الغارات الأميركية.

* تنامى نشاط «القاعدة» في السعودية في هذه الأثناء فوقعت تفجيرات مجمعي الحمراء وغرناطة السكنيين في الرياض في 12 مايو (ايار) 2002 وكانت عودة عنيفة للارهاب، وان لم تكن مفاجئة حيث سبقها بيوم الكشف عن قائمة بـ19 مطلوبا اثر الكشف عن خلية اشبيلية شرق الرياض.

* ثم تضخم العمل الارهابي، ووقع عدد من العمليات والمواجهات بين الأمن السعودي وعناصر «القاعدة»، بعضها كان عنيفا مثل مداهمة شقة الخالدية في يونيو (حزيران) 2003 في مكة المكرمة، وبعضها دون ذلك.

* وقعت العملية الكبرى الأخرى، عملية تفجير المجمع السكني (المحيا) شمال غربي الرياض، التي أطلقت عليها منظمة «القاعدة» اسم (بدر الرياض) في نوفمبر .2003

* بعد عملية المحيا وقعت مجموعة من المواجهات والمداهمات المتقطعة تنوعت بين المداهمة وتبادل اطلاق النار والكشف عن بعض الأوكار.

* وأخيرا جاء تفجير مبنى الأمن العام القديم وسط العاصمة الرياض لتدخل المواجهات في منعطف جديد لا يقتصر على التسويغ المعتاد من «القاعدة» السعودية حول استهداف أهداف أميركية، حتى لو كانت متوهمة، وتدخلنا بالتالي في مواجهة صريحة ومكشوفة بين «القاعدة» والسعودية.