«الشرق الاوسط» تشهد افتتاح أول محطة لتوليد الكهرباء بغاز الهيدروجين في جزيرة أوتسيرا النرويجية

المحطة تعمل من خلال توربينات هوائية لإنتاج الهيدروجين الذي يولد بدوره التيار الكهربائي بأسلوب نظيف تماما * العالم العربي غني بأشعة الشمس الشديدة التي يمكنها هي الأخرى توليد غاز الهيدروجين بسهولة

TT

شهدت «الشرق الاوسط» حفل افتتاح اول محطة من نوعها لتوليد الكهرباء في العالم تعمل بغاز الهيدروجين وذلك في جزيرة اوتسيرا اصغر جزر النرويج والواقعة في بحر الشمال غرب البلاد حيث افتتحت وزيرة الطاقة والنفط النرويجية هيلدا فيدفي المحطة. وصرحت الوزيرة لـ «الشرق الاوسط» ان هذا الانجاز الدولي الاول من نوعه جاء نتيجة استمرار اهتمام الحكومة النرويجية بالبحث العلمي وتخصيص ما يقارب 20 مليون دولار أميركي سنويا لذلك.

من جهته قال لـ«الشرق الاوسط» يورغن ارنتز روستروب مدير المشروع الجديد الذي اقامته شركة هيدرو النرويجية ان كلفة المشروع وصلت الى حوالي خمسة ملايين دولار أميركي وان عدد المنازل المستفيدة حتى الان هو عشرة منازل في هذه الجزيرة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 250 نسمة وعدد المنازل فيها لا يتجاوز 100 منزل.

وتعمل محطة توليد الكهرباء من خلال ثلاثة توربينات للرياح (توربينات هوائية), وهي شفرات دوارة طول كل واحدة منها 2,5 متر تحمل على عمود ومولد وتعمل على استغلال قوة الرياح المتوسطة والسريعة الموجودة على كافة سواحل النرويج لانتاج غاز الهيدروجين الذي يجري تحويله الى طاقة كهربائية, فعندما تمر الرياح على الشفرات تخلق دفعة ديناميكية تتسبب في دوران الشفرات. وهذا الدوران يولد طاقة حركية يستفاد منها في اجراء تفاعلات كيميائية تنتج غاز الهيدروجين الذي يحتوي على كمية من الطاقة تستخدم في تشغيل المصانع والانارة في المنازل وغيرها. رئيس شركة نوششك هيدرو ايفين راتين اعتبر في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» ان المشروع هام جدا وهنالك مسعى لتوسعة دائرة المستفيدين من عشرة منازل محلية الى مشروع شامل يستفاد منه في كافة انحاء العالم , خاصة ان الهيدروجين هو احد بدائل الطاقة وأنظفها, كما يعتبر من ارخص انواع الوقود المحضر صناعيا نسبة الى كمية الطاقة المخزونة فيه. وردا على سؤال اخر قال ايفين راتين إن بناء محطات كهرباء تعمل بالهيدروجيين ليس له اثار ضارة بالبيئة او التلوث الذي أخذ يتزايد في العالم اليوم والتي تعمل على توليد الكهرباء مباشرة من الهيدروجين مما يجعل هذه المولدات الاعلى كفاءة والاكثر حفاظا على البيئة، وكذلك الافضل اقتصاديا على المدى الطويل. وحول سؤال اذا لم تكن هنالك رياح, قال ايفين انه خلال عملية الانتاج يجري تخزين كميات ضخمة من غاز الهيدروجين التي تستخدم كاحتياط في حال توقف توربينات الرياح عن الانتاج لعدم وجود الرياح, وبالتالي فإن كل الامور تسير على ما يرام من دون ان يحدث هنالك ضعف في الكهرباء او انقطاعها.

وحول ان معظم دول العالم العربي والشرق الاوسط تنعم بشمس قوية صرح بول اوتو ايدا مدير تطوير مشاريع الانتاج في الشركة لـ«الشرق الاوسط» انه ليس من الضروري استخدام توربينات الرياح لانتاج غاز الهيدروجين الذي يجري توليد الكهرباء منه وانما يمكن استغلال الطاقة الشمسية في الدول العربية لانتاج الهيدروجين بسهولة. ففكرة المشروع هي توليد الكهرباء من غاز الهيدروجين وان «هنالك تكنولوجيا متطورة استخدمناها نتيجة تعاون الماني نرويجي دنماركي مشترك». إذ يمكن استخدام الطاقة الشمسية والرياح لانتاج غاز الهيدروجين. وخلال زيارة لـ«الشرق الاوسط» لاحد المنازل الموجودة في جزيرة اوتسيرا المستفيدة من هذا المشروع قال بيرانا اوسترهيم انه لا شيء تغير عليهم الان سوى ان هنالك رخصا في كلفة الكهرباء بفارق 20% عن الكهرباء التي زودوا بها سابقا, وان الجزيرة تفخر بانها اول جزيرة تتأسس فيها محطة لتوليد الكهرباء في العالم بالهيدروجين, مشيرا الى ان الرياح المتوسطة والسريعة تضرب الجزيرة بشكل دائم وخاصة في فصل الشتاء. كما اشار الى انه تمكن أمس من مشاهدة نهائي بطولة كأس الامم الاوروبية بين اليونان والبرتغال من دون قلق من انقطاع التيار الكهربائي.