ريما مكتبي طفلة «المستقبل» المدللة في الواجهة الإخبارية: من «أحوال الطقس» إلى أجواء السياسة

الجمال في التلفزيون لا يضمن للمذيعة الاستمرار و«طلاقي» من برامج الترفيه «نهائي ولا رجعة فيه»

TT

فجأة عادت ريما مكتبي إلى الظهور مجدداً على شاشة «المستقبل». ولكن ظهورها هذه المرة كان مختلفا، فهي لم تعد ببرنامج ترفيهي مثل «أصحاب» أو «تيلي فن» الذي انطلقت معه قبل نحو 8 سنوات. ريما عادت من خلال نشرة الأخبار، ولكن أيضاً ليس كـ«مذيعة طقس» تخبرنا برشاقة عن «درجات الحرارة المُتوقعة في بعض الدول والعواصم العربية والأجنبية» كما اعتدنا عليها. ريما أصبحت مذيعة النشرة الأساسية التي تتناول ما يجري في هذه الدول من زاوية أخرى. وهي زاوية «أبرز المستجدات والتطورات السياسية والأمنية والاقتصادية محلياً، إقليمياً وعالمياً» وهي الجملة التي تكررها مذيعات الربط LINK يوميا في «المستقبل» قبل أن «تـُسلّم الهوا» إلى «ستديو الأخبار» قبيل حلول الساعة الثامنة مساء ببضع ثوان.

حتى مظهر ريما اختلف، فاختفت ابتسامتها الشهيرة وقلّت كمية المكياج على وجهها الذي بات يحمل ملامح جديّة تنم عن نضوج إعلامي يحتاجه من يقدم هذا النوع من البرامج السياسية. لكن اختفاء ابتسامتها مقرون بطبيعة الخبر الذي تقدمه، فهي تُصر على أنها تعطي «لكل خبر حقه»، وأنّه لا مانع من الابتسام «لو كان الخبر طريفا» ففي النهاية على مقدمة الأخبار «التفاعل مع نشرتها» كما تقول. أما عن قصة وصولها إلى تقديم نشرة الثامنة وتفضيلها العمل الصحافي عن الترفيه فهي تعود 8 سنوات إلى الوراء.

وتروي ريما حكايتها مع تلفزيون «المستقبل» الذي احتضنها وهي ابنة 18 عاماً في العام 1996 بقولها «كان الأمر صدفة... خصوصاً أنني كنت أنوي التخصص في الهندسة». إلا أنّ الصدفة تحولت بعد ذلك إلى تعلق شديد بهذا الحقل، خصوصاً بعد الشهرة التي حققتها في تقديم نشرات الطقس و«تيلي فن»، الأمر الذي دفعها إلى تحويل دراستها الجامعية إلى الإعلام وتحديداً الصحافة التي تصفها ريما بأنها وجدت نفسها فيها، على اعتبار أن نجاحها في هذا الحقل يُثبت أنها «أكثر من مجرد وجه جميل». لكن إدارة تلفزيون «المستقبل» لم تكن على نفس المستوى من الحماس الذي كانت ريما عليه تجاه الصحافة. حيث تقول «قبيل تخرجي من كلية الإعلام كنت قد أنهيت مرحلة من التدريب في مديرية الأخبار في التلفزيون وعملت خلالها كمراسلة في فترة الانتخابات عام 2000».

ومع ذلك كله فضلت إدارة التلفزيون بقاء ريما في الترفيه وتكليفها ببرامج جديدة في ذلك الوقت، بحسب ما قالت. وكان ذلك ما دفعها إلى اللجوء إلى متنفس آخر هو البدء في كتابة التحقيقات لجريدة «النهار» اللبنانية.

عمل ريما في «النهار» جاء عقب لقائها رئيس مجلس إدارتها ومديرها العام جبران التويني على هامش أحد المنتديات الصحافية. وتعترض ريما بشدّة على الآراء التي تعتبر بأنّ «جمالها» كان «تذكرة الدخول» إلى الجريدة كما كان في التلفزيون. ويبدو أن مجرد طرح هذا الموضوع أزعجها كثيراً كونها تقول إنها عانت طويلاً مع مثل هذه التعليقات.

وتضيف بنوع من الحزم «كان موضوع الكتابة في الصحف تحدياً كبيراً بالنسبة لي». وتتساءل «فلنفترض أنني وصلت إلى الوظيفة بالفعل من خلال شهرتي... ما الذي كان سيضمن لي الاستمرارية سوى التحقيقات المشغول عليها ؟» ومن ثم تضيف «لا تنس أن صورتي لا ترفق بأي من تحقيقاتي الصحافية». تصمت للحظة وتقول مجددّاً «حتى الجمال في التلفزيون لا يضمن للمذيعة الاستمرار حيث أن المشاهد سيملّ يوماً ما لم تكن المذيعة مثقفة وتقدم جديداً». لكن ذلك كله لم يشف غليل ريما، فأصرت على الثأر من جمالها مرة أخرى بشهادة ماجستير في العلاقات الدولية من الجامعة اللبنانية ـ الأميركية. ومع تخرجها الذي كان في العام الماضي قررت ريما أنه حان الوقت للتفرغ للعمل الصحافي كلياً.

وأوشكت ريما أن تكون مراسلة تلفزيون «الحرة» في واشنطن ، ولكن بحسب ما قالت فإن الاتفاق أًلغي في آخر لحظة «لأسباب شخصية» ولأنها لم تكن تريد أن تخوض «مغامرة» مع محطة جديدة. في تلك الفترة كان تلفزيون «المستقبل» يخوض مرحلة جديدة : انقساما في نشرات الأخبار (أرضية / فضائية) وتسلم طاقم جديد وشاب لتحرير النشرة الفضائية، ومن ثم مغادرة الوجهين «المستقبليين» الإعلاميين زينة فياض (إلى «الجزيرة» ومن ثم «ANB ») ونجوى قاسم (إلى «العربية») إضافة إلى ظهور عدد من «حسناوات الأخبار» على الشاشات الأخرى مثل غيدا فخري وشذا عمر (الحياة / LBC) اللتين ساهمتا في تحطيم الصورة النمطية المعمّمة بأنّ الجمال لا يمكن أن يقترن بالذكاء.

كل ذلك ساهم في تكوين فرصة أفضل لريما مكتبي داخل المحطة التي عملت فيها لـ 8 سنوات، خصوصاً أنه بدا واضحاً كما اعتبرت هي بأن طلاقها من برامج الترفيه كان نهائياً ولا رجعة فيه. استغرق ظهور ريما كمقدمة لنشرة الأخبار سنة كاملة من التدريبات واختبارات الشاشة . وتنفي أن يكون عملها الجزئي كمتعاونة في مكتب وزير العدل اللبناني الحالي بهيج طبارة قد شكّل أي ضغط على إدارة «المستقبل» لظهورها كمذيعة. تقول «حتى لو لم أقدم النشرة كنت سأكتفي بإجراء التحقيقات». وتضيف أن مشاريعها المستقبلية هي بداية النجاح كمقدمة أخبار، حيث تعترف بأنها لا تزال تتلعثم أحياناً أمام الكاميرا، ومن ثم إعداد وتقديم برنامج حواري أو الانتقال للعمل في الصحافة المكتوبة.