ثلث مياه عيون واحة سيوة الطبيعية مالحة

TT

كشفت دراسة علمية مصرية ان عيون المياه الطبيعية بواحة سيوة والبالغ عددها 200 عين يتدفق من ثلثها على الاقل مياه مالحه غير صالحة للاستخدام الزراعي. ويقول استاذ الاراضي بجامعة الاسكندرية الدكتور محمد فهمي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» ان المياه التي تتدفق من جميع عيون سيوة يوميا تبلغ 190 ألف متر مكعب، بينها على الاقل 70 ألف متر مكعب مياه مالحة بها اكثر من 8 آلاف جزء في المليون ولا تستخدم في الاعمال الزراعية. وأكد ان هذه المياه المتدفقة ثابتة تقريبا على مدار السنة، مشيرا الى ان الزراعة في سيوة تستهلك 100 ألف متر مكعب يوميا والباقي يذهب الى 4 برك أو بحيرات الامر الذي أدى الى ارتفاع منسوب الماء الارضي بها.

يذكر ان ارتفاع درجة الحرارة صيفا والتبخر الشديد أدى الى ارتفاع الملوحة في اراضي سيوة وتدهور زراعات النخيل والزيتون والمحاصيل الاخرى، مشيرا الى ان زراعة الاشجار الخشبية مثل الكافور والاكاسيا لم تفلح في تقليل الماء الارضي وان أشجار الكافور الاسترالي المقاومة لارتفاع مستوى الماء الارضي والمعروف عنها عالميا القدرة على استنزاف هذا الماء فيما يعرف بالصرف البيولوجي، لم تعط نتائج مثمرة، اذ لم تؤد الى التقدم المحسوس الامر الذي ضاعف من مشكلات الواحة المصرية.

ويوضح ان المساحات المنزرعة بالواحة لا تزيد عن 3 آلاف فدان ومطلوب الوصول بها الى 20 الف فدان وزراعة مليون نخلة للاستفادة من مياه العيون الزائدة لاحداث التنمية بالواحة المصرية المعروفة عالميا بجمالها وسحرها، مؤكدا ان المشكلة الحقيقية للواحة تكمن في انخفاض أراضيها عن سطح البحر بما يتراوح بين مترين إلى 25 مترا إلى جانب تدفق مياه العيون وعدم وجود مصرف طبيعي لها.