قال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ان رابعة، ابنة رئيس مجلس النواب اليمني الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، التي قتلت منتصف العام الماضي، واعتقل زوجها الأردني ممدوح الشعلان على اثر ذلك، هي ابنة اليمن كله وليست ابنة الشيخ الأحمر، مشيراً في كلمة أمام الوفد الأردني الذي أنهى أمس زيارة إلى صنعاء لطي صفحة الخلافات بين الشيخ الأحمر وآل الشعلان إلى أن العفو عن إبنة الشيخ عبدالله الأحمر «هدية للملك عبدالله ولقبائل وعشائر الأردن»، الامر الذي اعتبر عفواً ومسامحة للقاتل وطياً لصفحة الخلافات. وكان الرئيس صالح الذي رعى في قصر الرئاسة حل الخلاف بعد تشاور مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قد استضاف أمس الوفد الأردني الذي يصل عدد أعضائه إلى نحو 40 شخصية، ورئيس البرلمان اليمني الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وأفراد أسرته ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني ونحو 400 من الشخصيات القبلية وقيادات الأحزاب السياسية في اليمن.
وقال الرئيس اليمني إنه سعد لكلمة مستشار الملك عبدالله «والتي حمل فيه الوفاء والاعتذار والاعتراف لما حدث لابنة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، ذلك الحادث المؤلم والمؤسف الذي يخص الشعلان ذاته وسلوكه ولا يخص عشائر وقبائل الأردن». وقال مخاطباً أعضاء الوفد الأردني: «إن مجيئكم قد خفف من ذلك الألم والروعة التي ألحقت بالشيخ عبدالله وكل أحبائه وأصدقائه، وإيفاد جلالة الملك عبدالله الثاني لهذا الوفد ومجيئكم إلينا خفف علينا ألمنا». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول حكومي يمني قوله ان الشيخ عبد الله الاحمر عفا عن ممدوح الشعلان، مضيفاً ان هذا العفو جاء استجابة لوساطة الرئيس عبد الله صالح والعاهل الاردني الملك عبد الله.
وكان رئيس الوفد الأردني عبدالرؤوف الروابدة قد ألقى كلمة أكد فيها أن مجيء الوفد إلى اليمن جاء بتوجيه من الملك عبدالله الثاني بن الحسين في مسعى خير وإصلاح، وقال إن الهدف من زيارة الوفد إنهاء الخلاف الذي نشأ بين آل الأحمر وآل الشعلان نتيجة مقتل رابعة ابنة الشيخ عبدالله الأحمر، الذي وصفه الروابدة بـ «رجل التقوى والإصلاح». وأشار إلى أن المصاهرة بين الجانبين «كانت عنواناً على الود والمحبة ورباطاً مقدساً، ولكن إرادة الله الغالبة شاءت أن تنتهي هذه العلاقة نهاية مأساوية حزت في نفوسنا جميعاً وفي نفوس كل الشرفاء». وقال مخاطباً الرئيس صالح والشيخ الأحمر: «لقد قدمت لديوانكم هذه الجاهة الكبيرة، وهي الأولى من نوعها في بلدنا، فهي تمثل كل الأهل بقياداتهم وشيوخهم، لأنها مقبلة إلى أهل اليمن عامة، وهم الأصل والمنبع، بهم بدأ تاريخ العرب، وبهم ابتدأت قيمهم وتقاليدهم، مقبلة إلى قبيلة حاشد، وهي عنوان الرجولة والأمجاد ماضياً وحاضراً، مقبلة إلى آل الأحمر، مثال الشهامة ومكارم الأخلاق».
وأوضح أن هذه الجاهة «قدمت إلى اليمن وكل عضو فيها جاهة قائمة بذاتها، وهي طامعة بكرمكم، والحديث عن ذلك الكرم لن يفيكم حقكم، والأمل هو أن تتجاوزوا ذلك الحادث الأليم الذي أدمى القلوب، والجاهة تعرف حجم الألم الذي أصاب قلب شيخنا الجليل وأهله الكرام، بفقد فلذة كبده وابنتهم التي ربيت على الشرف والخلق والأصالة، وكانت بحق مثالاً في أدبها الجم وسلوكها القويم أصيلة شريفة عفيفة». وممدوح الشعلان هو نجل احد ابرز رجال العشائر الاردنية واحد أثريائها وسجن بعد الحادث وأمضى في السجن قرابة عام ونصف العام حتى الآن. وكانت السلطات الاردنية انهت تحقيقها في مقتل رابعة الاحمر ووجهت الاتهام للزوج.