شهد السوق العقاري لإمارة الشارقة خلال الأسبوع الماضي، حركة جيدة من حيث التداول وحجم المبيعات والتي قفزت إلى ما يتراوح ما بين 70 ـ 75 مليون درهم شملت أراضي وبنايات في مناطق متعددة من الإمارة، وذلك بعد أن عاد النشاط إلى السوق مرة أخرى، حيث برزت مناطق النهدة والخان والمناطق الصناعية كأهم مناطق الجذب للمستثمرين في الوقت الراهن، ولعل هذه الحركة النشطة التي تشهدها السوق العقارية في الفترة الحالية تعود لتوافر العديد من العوامل المشجعة والتي تدفع لذلك النشاط ومنها توافر السيولة والاستقرار ثم عودة جزء كبير من الأموال المهاجرة.
وأورد التقرير الأسبوعي لبنك دبي عن العقار بان العديد من المستثمرين في القطاع العقاري بالإمارة يرون أن العائد الجيد الذي يوفره العقار لهم على المديين القصير والبعيد يعد من أهم العوامل المحفزة أيضا على الاستثمار العقاري في هذه المرحلة، ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من توجهات المستثمرين للعقار خاصة ان هناك حاجة متزايدة للطلب على السكن في الإمارة، في الوقت الذي يدخل فيه إلى السوق شهرياً ما يتراوح ما بين 3 ـ 4 بنايات جديدة.
و بالرغم من دخول هذه البنايات الجديدة إلى السوق إلا أن الطلب على السكن لا يزال تحكمه عدة عوامل منها توافد أعداد كبيرة من المستأجرين على الإقامة بالإمارة خلال هذه الفترة ومن جنسيات متعددة، و توجد في الوقت الراهن العديد من الطلبات والسوق بحاجة إلى المزيد من الاستثمارات بالقطاع السكني لتلبية الطلب خاصة وان إمارة الشارقة يعرف عنها أنها جاذبة للسكان. ومن جهة أخرى شهد سوق الفيلات السكنية للإيجار في الشارقة استقراراً واضحاً في مستوى الإيجارات خلال العام الحالي نتيجة للتوازن بين العرض والطلب في ظل الإقبال المتزايد من قبل المستأجرين على الشقق السكنية الفاخرة في الأبراج الجديدة في الإمارة.
وتؤكد المصادر العقارية في الشارقة على أن مستوى إيجارات الفيلات في الإمارة مستقر منذ عام 2002 نتيجة لزيادة حجم المعروض من الشقق السكنية الفاخرة في الأبراج التي جرى تدشينها في الإمارة منذ بداية عام 2003 والتي استقطبت نسبة مهمة من المستأجرين فأحدثت نوعاً من التوازن بين العرض والطلب في سوق الفيلات السكنية للإيجار.
ويتركز هذا السوق في المناطق المطلة على البحر مثل شرقان والفشت والحيرة، حيث تتراوح الإيجارات بين 60 و120 ألفاً تبعاً لعدد الغرف ومستوى الفيلات والخدمات الموجودة فيها.
وفي دبي عاد النشاط بقوة إلى السوق العقارية في إمارة دبي خلال الأسبوع الماضي وتمت العديد من الصفقات والمبايعات بالسوقين التقليدية والحديثة وسجلت منطقة الصفوح اكبر صفقة خلال الأسبوع بقيمة 126 مليون درهم لقطع اراض فضاء، بينما سجلت منطقة تلال الإمارات الثانية 9 مبايعات لقسائم ارض فضاء زادت قيمتها على 65 مليون درهم. وزاد إجمالي المبالغ التي ضخت بالسوق خلال الأسبوع حوالي 405 ملايين درهم، ولا تزال السوق العقارية في الإمارة تشهد نشاطاً ملحوظاً في هذه الفترة امتداداً لفترة يمكن أن نطلق عليها «الانتعاش العقاري»، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الأراضي في معظم المناطق وبنسب متفاوتة، كما أن المشروعات الجديدة في دبي أنعشت السوق العقارية بشكل كبير وأوجدت نوعيات جديدة للتسويق العقاري وجعل قطاع العقارات أكثر جاذبية للمستثمرين من داخل الإمارات وخارجها.