بضع كيلو مترات قليلة فصلت بين أول انفجار شهدته العاصمة السعودية الرياض لعبوة متفجرة في منزل بحي الجزيرة، وآخر عملية استهدفت مبنى قوات الطوارئ، غير أن الانفجارين الأول والأخير ضما أحداث دامية ومروعة طافت مختلف مناطق البلاد. وكان انفجار عبوة متفجرة في منزل في حي الجزيرة في الرياض في الثامن عشر من مارس (آذار) 2003 ومقتل أحد المطلوبين أمنيا، الشرارة الأولى لانطلاق عمليات البحث عن الإرهابيين في السعودية، فبعد مقتل فهد بن سعران الصاعدي، 29 عاماً، تبين أن المنزل يحوي مواد شديدة الانفجار وذخيرة و12 رشاشاً وبندقيتين و3 قنابل.
وفي السابع من مايو (أيار) الماضي تم تحديد أسماء 19 إرهابيا مثلوا القائمة الأولى التي تعلن عنها السعودية لمطلوبين في قضايا أمنية، حيث ضمت القائمة: تركي الدندني، علي الفقعسي، خالد الجهني، صالح العوفي، عبد العزيز المقرن، عبد الكريم اليازجي، هاني الغامدي، محمد الوليدي الشهري، راكان الصيخان، يوسف العييري، عثمان العمرين، بندر الغامدي، أحمد الدخيل، حمد الشمري، فيصل الدخيل، سلطان القحطاني، جبران حكمي، عبد الرحمن جبارة )يحمل الجنسيتين الكويتية والكندية، من أصل عراقي)، خالد حاج (يمني الجنسية).
وضبطت في داخل المنزل الذي اختبأوا فيه والكائن في حي اشبيلية شرق العاصمة السعودية، على: 55 قنبلة يدوية، 208 طلقات رشاش، 38 طلقة نارية عيار 9 ملم، 7 مخازن رشاش فارغة، 49 طلقة نارية عيار 2.2 ملم، عدد من وثائق السفر وإثباتات الهوية وغيرها من المفكرات والنشرات، ومبلغ مالي قدره 253.717 ريالاً (5300 دولار). وبتفتيش المنزل الذي فروا منه عثر على خمس حقائب حديدية كبيرة الحجم مملوءة بقوالب من مواد عجينية شديدة الانفجار وعددها 391 قالباً تزن 377 كغم، وعدد 4 رشاشات كلاشنيكوف مع 3 صناديق ذخيرة تحوي 2250 طلقة، و21 مجندا مليئة بالذخيرة، و82 مخزناً معبأة بالذخيرة، وعدد 5 أجهزة كومبيوتر وملحقاتها، وعدد من أجهزة الاتصال، كما عثر على سيارة داخل فناء المنزل بداخلها ثلاثة رشاشات كلاشنيكوف مع مخازنها معبأة بالذخيرة، وكميات كبيرة من أدوات التنكر كالشعر المستعار وغيره. والمادة المتفجرة من نوع «آر. دي اكس»، وهي من اشد أنواع المتفجرات تدميرا. وقتل 5 من المطلوبين على قائمة الـ19 في عملية إرهابية استهدفت مجمعات سكنية في الرياض في الثاني عشر من مايو الماضي، والقتلى هم: خالد الجهني ومحمد الوليدي الشهري وهاني عبد الكريم الغامدي وجبران حكمي وعبد الكريم اليازجي.
وفي الأول من يونيو (حزيران) تمكنت سلطات الأمن السعودية من قتل المطلوب العاشر على القائمة، يوسف العييري، في منطقة تربة في حائل شمال الرياض، بعد أن كان يخطط للهرب إلى العراق.
وسلم المطلوب الثاني، علي الفقعسي، نفسه لسلطات الأمن في الثامن والعشرين من مايو، بعد أن وعدت الحكومة السعودية من يسلم نفسه بتخفيف العقوبة، وسبب هذا التسليم هزة قوية للإرهابيين.
وشهدت منطقة الجوف مقتل اثنين من المطلوبين، هما تركي الدندني وعبد الرحمن جبارة، بعد مداهمة مسجد في مركز الصوير في الأول من يوليو (تموز) الماضي. وفي الثأان والعشرين من ذات الشهر قتل أحمد الدخيل في مداهمة لمنطقة مزارع في القصيم.
وفي الرابع من سبتمبر (أيلول) الماضي أعلنت السلطات اليمنية القبض على بندر الغامدي، أحد التسعة عشر المطلوبين، وفي السابع عشر من الشهر ذاته سلم إلى الحكومة السعودية، ليشهد الثالث والعشرين منه محاصرة شقة سكنية في مستشفى الملك فهد في جازان أسفرت عن مقتل المطلوب الثالث عشر على القائمة سلطان القحطاني.
وجاء مقتل المطلوب رقم 23، المدرج على قائمة الـ26، بعد أن أصيب في مداهمة لحي السويدي في الرياض في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) قبل أيام من تنفيذ هجوم إرهابي على مجمع المحيا في التاسع من نوفمبر الماضي، والذي أصدرت سلطات الأمن السعودية بعده قائمة جديدة فيها 26 وعشرين أسما، بينها أسماء من قائمة الـ19، وجاء إعلان القائمة الجديدة في السادس من ديسمبر (كانون الأول) مقرونا بمكافآت مالية قدرها مليون ريال (266 ألف دولار) لمن يرشد عن إرهابي، و5 ملايين ريال (1.3 مليون دولار) لمن يدل على مجموعة، و7 ملايين ريال (1.866 مليون دولار) لمن يساهم في إحباط محاولة إرهابية.
ووجدت جثة الشهري في منطقة (بنبان) الصحراوية، بعد أن تركه رفاقه هناك، وكان المطلوب رقم 23، وقد ترك الدراسة في قسم الدعوة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والتحق بالعمل في جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إضافة إلى انه كان إماما لأحد مساجد حي السويدي، ويتوقع أن الشهري توفي متأثرا بجراحة في الثالث والعشرين من ديسمبر الماضي، بعد إصابته أثناء تبادل إطلاق النار، ووفقا لإفادة تلك العناصر، فإن إصابات المذكور تمثلت بطلق ناري أحدث جرحا نافذا في الجانب الأيسر تحت القفص الصدري وخرج من البطن، إضافة إلى إصابة أخرى في اليد اليمنى مما سبب له ذلك نزيفا خارجيا وداخليا، وتم نقله من قبلهم إلى غرفة جرى عزلها بألواح من الفلين حتى لا يسمع أحد أنينه، ومنع عنه الطعام والشراب ما عدا بعض السوائل وتمت معالجته بوسائل بدائية حيث كانت حالته تسوء إلى أن ظهر تعفن الجرح ونقص وزنه بشكل حاد ثم دخل في مرحلة من الهذيان، وحيث وصلت حالته لتلك المرحلة، فقد اقترح بعضهم تسليمه لأهله إلا أن المتنفذين بينهم رفضوا ذلك واستمرت به الحال كذلك إلى أن توفي في نهاية شهر شوال قبل الفائت، حيث حفر له قبر خارج منطقة الرياض على طريق الرياض ـ القصيم وتم دفنه من قبلهم باستخدام قطع من الخشب، كما تمت مساواة القبر بالأرض حتى لا يتمكن أحد من التعرف عليه.
وبعد هذا الإعلان عن القائمة التي ضمت 5 من المطلوبين على قائمة الـ19، وهم عبد العزيز المقرن وراكان الصيخان وصالح العوفي وخالد الحاج وعثمان هادي العمري، قتلت قوات الأمن في الثامن ديسمبر المطلوب السادس على القائمة الجديدة إبراهيم الريس، في حي السويدي بعد أن ابلغ عنه أحد الأشخاص، مما جعل الإرهابيين في وضع حرج بعد أن رصدت الدولة المكافآت المالية للقبض عليهم مما أدى في الثلاثين من الشهر نفسه إلى أن يسلم منصور فقيه نفسه لقوات الأمن في مدينة نجران جنوب السعودية.
وفي السادس عشر من مارس الماضي ظفرت قوات الأمن بالمطلوب الأكثر أهمية، وهو اليمني خالد حاج، القائد الفعلي لتنظيم «القاعدة» في السعودية ومنطقة الخليج، بعد أن تمكنت من قتله في حي النسيم شرق الرياض. وشهد الثاني والعشرين من الشهر أبريل (نيسان) الماضي مقتل 4 من المطلوبين على قائمة الـ26 دفعة واحدة، إضافة إلى خامس يرجح أنه من ضمن القائمة جار التعرف على هويته. والأربعة المطلوبون هم أحمد الفضلي وخالد القرشي ومصطفى المبارك وطلال العنبري، إثر مداهمة ناجحة قامت بها سلطات الأمن السعودية في جدة.
تجدر الإشارة إلى أن المجموعات الإرهابية والخلايا النائمة التي تمكنت سلطات الأمن السعودية من إلقاء القبض عليها في عدد متفرق من المدن والمناطق، كان لها أثر في تقديم معلومات مفيدة حول أماكن تواجد باقي الإرهابيين، إضافة إلى فضح العديد من مخططاتهم ومتابعة بعض عمليات المداهمة التي نفذت.
ويلاحظ أن اختلال توازن الإرهابيين وإقدامهم على القيام ببعض الأعمال، أدى إلى القبض عليهم، وعادة ما يكون هناك قتلى أو مقبوض عليهم إلى جوار الإرهابيين المعلن عنهم. وتطلق وزارة الداخلية السعودية على الإرهابيين غير المعلن عنهم «المطلوبين أمنيا» أو «المطلوبين على خلفية أعمال إرهابية»، وتأتي أغلب العمليات التي أسفرت عن القبض على إرهابيين غير مطلوبين على القائمتين الرئيسيتين حسب التسلسل الزمني التالي، ومن هؤلاء فهد الصاعدي الذي قتل عندما انفجرت عنده عبوة ناسفة كان يعدها في منزل في حي الجزيرة شرق الرياض في الثامن عشر من مارس 2003، ثم في 24 مايو تم إحباط تهريب 60 كيلوغراما من متفجرات «تي إن تي» والقبض على المهرب (يمني الجنسية) في المدينة المنورة. وضبط تهريب 50 ألف طلقة نارية مع مواطن في محافظة تثليث، جنوب السعودية. وفي 27 مايو اعتقل 3 مطلوبين أمنياً في مقهى إنترنت في المدينة المنورة. وشهد 28 مايو إعلان الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، القبض على 21 مطلوباً بينهم أبرز 3 من الداعمين شرعاً للإرهاب، وهم علي الخضير وأحمد الخالدي وناصر الفهد، في المدينة المنورة.
ـ 1 يونيو: كان يوم مصرع يوسف العييري بعد مطاردة أمنية، والقبض على عبد الله الشبرمي، إضافة إلى أنه تم في المدينة المنورة القبض على 3 أشخاص بينهم مغربي، واعتقال ناصر الفهد و5 آخرين بينهم غربي، والقبض على مطلوب فر من مكان المداهمة ومعه 3 سيدات عربيات.
ـ في 6 يونيو سلم السودان للسعودية 17 سعودياً وفلسطينياً مطلوبين أمنياً كانوا يتدربون في معسكرٍ بالسودان، وبعدها بيوم واحد أعلنت وزارة الداخلية أسماء 12 من الانتحاريين المشاركين في تفجيرات مايو في الرياض، هم خالد الجهني ومحمد الوليدي الشهري وهاني الغامدي وجبران حكمي وخالد بغدادي ومحماس الدوسري ومحمد شظاف الشهري وحازم كشميري وماجد الله العكيل وبندر المطيري وعبد الكريم اليازجي وعبد الله المطيري. مع الإشارة إلى التحري لتحديد هويات 4 آخرين. كما أعلنت عن العثور في منزل إمام مسجد في الخرج على حقيبة بداخلها مواد شديدة الانفجار من نوع «آر. دي. إكس» وعددها 132 قالباً بزنة 128 كيلوغراما.
ـ 14 يونيو: مداهمة شقة سكنية في حي الخالدية في مكة المكرمة، ومقتل 5 مطلوبين أمنياً والقبض على 5 آخرين وعدد آخر من المشتبه بهم. أما 17 يونيو، فكان إعلان لوزارة الداخلية عن أسماء 12 إرهابياً و5 آخرين قتلوا في شقة الخالدية في مكة المكرمة، 8 منهم تحت سن 18 عاماً، وبينهم 3 تشاديين ومصري ومالي، وهم: أحمد هارون (تشادي)، أحمد الحصان، خالد علي تشادي، مساعد الخريصي، بشير هارون، أمين الغامدي، عصام الغامدي، رشيد الخثلان، ماجد المغينيم، عامر الصاعدي، محمد السيد (مصري)، وشخص يدعى «إبراهيم» ويكنى «أبو ذر»، مجهول الهوية. والقتلى الخمسة تم التعرف على اثنين منهم، هما إبراهيم النفيسة «الخباب»، وعبد الحميد تراوري «أبو عبد الله المكي»، (من مالي). أما بقية الجثث فقد أسفرت التحقيقات عن أن إحداها لشخص يدعى عدنان (مجهول الهوية) والثانية لشخص يدعى خالد (مجهول الهوية)، والثالثة مجهولة الهوية.
في 21 يونيو ألقي القبض على تشادي من المطلوبين في جدة من الذين فروا من شقة حي الخالية في مكة المكرمة إضافة إلى المواطن عبد الرحمن اليحيى المطلوب أمنياً في بريدة كما قبض على 3 نساء.
ـ الأول من يوليو: الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية يعلن في مؤتمر صحافي عن مجمل المقبوض عليهم في عملية التمشيط الشاملة منذ بدء الحملة، وقد بلغوا 124 عنصراً خطيراً. وفي النماص في منطقة عسير استسلم ظافر الشهري.
ـ 3 يوليو: مداهمة منزل إمام مسجد في مركز الصوير في منطقة الجوف الشمالية، وتمركز المطلوبين في المسجد المجاور للمنزل، مع تبادل لإطلاق النار مع الأمن. واستسلام واحد منهم والقبض على 4 آخرين. إلا أن 4 مطلوبين آخرين انتحروا في المسجد بتفجير أجسادهم، ومن بينهم تركي الدندني وعبد الرحمن جبارة.
ـ 21 يوليو: وزارة الداخلية تصدر أكثر البيانات ضخامة في العدد، بإعلان اكتشاف خلايا من 16 شخصاً في القصيم والرياض والمنطقة الشرقية. وقد استخدموا استراحات ومنازل ومزارع لتخزين 20 طناً و79 كلغم من المتفجرات و18 قذيفة «آر. بي. جي»، ومواد لتجهيز المتفجرات ووثائق وصناديق لجمع التبرعات الخيرية ودراجات نارية.
ـ 28 يوليو: مداهمة لمزرعة «هـّلال» في غضي في القصيم، يسفر عن مقتل 6 من المطلوبين أمنياً بينهم أحمد الدخيل أحد المطلوبين في قائمة الـ19 وتشاديان، والقبض على 4 أشقاء وفي 11 أغسطس (آب) اعتقال 10 أشخاص، بعد يوم من فرارهم من الأمن، فيما شهد 15 أغسطس القبض على 21 شخصاً في قرية الكربوس في منطقة جازان المطلة على الحدود اليمنية وبحوزتهم أسلحة وذخائر.
ـ 30 أغسطس: العثور على أسلحة وذخائر مخبأة في مزرعة في أبها، والقبض على صاحبها وهروب زميله.
وشهد يوم 23 من سبتمبر بمداهمة شقة سكنية في إسكان مستشفى الملك فهد في جازان ومقتل 3 مطلوبين أحدهم سلطان القحطاني من المطلوبين على قائمة الـ19 والآخران هما تركي آل ثقفان القحطاني وخالد آل عيسى الشهري.
ـ 8 أكتوبر: وزارة الداخلية تعلن أن فرقاً أمنية طوقت منطقة صحراوية شرق الرياض وقبضت لى 3 مطلوبين وبحوزتهم أسلحة. وفي القصيم كشفت خلية تضم 4 أشخاص، وقبض على واحدٍ منهم.
ـ 3 نوفمبر: قتل 2 من المطلوبين أحدهما يدعى محمد سليمان الجهني في حي الشرائع في مكة المكرمة، وهربت منهم مجموعة أخرى.
ـ 5 نوفمبر: وزارة الداخلية تعلن عن تفاصيل عملية حي الشرائع، وفيها مقتل سعودي مطلوب أمنياً وعثر بسيارته على قذيفة «آر.بي.جي» وقنبلة، وبالقرب منه رشاش و3 قنابل وحزام ناسف. وفي سيارة أخرى قتل مطلوبٌ آخر. وبعد البحث والتحري قبض على 5 مطلوبين، 4 منهم سعوديون والخامس نيجيري، وبعد ساعات تمت محاصرة أحد الفارين من المجموعة واستسلم بعد أن هدد بتفجير نفسه.
ـ 6 نوفمبر: مداهمة موقع في حي السويدي في الرياض وهروب المطلوبين بعد مقتل واحدٍ منهم التي تزامنت مع مطاردة أخرى في حي الشرائع في مكة المكرمة قاوم فيها مطلوبان رجال الأمن واستخدما في ذلك قنابل. إلا أنهما فجرا نفسيهما قبل قبض رجال الأمن عليهما.
ـ 2 ديسمبر: الكشف عن هوية منفذي تفجير المحيا وهما علي بن حامد المعبدي الحربي وناصر عبد الله السياري وبعدها بيومين 4 ديسمبر تمكنت سلطات الأمن القبض على احد المشتركين في تفجير المحيا وفي 16مارس مقتل إبراهيم المزيني الذي كان برفقة خالد حاج وشهد 7 ابريل مقتل عبد الرحمن بن نايف السهلي الحربي وغلاب بن علي السهلي الحربي في مداهمة في حي الروضة.
ـ 12 أبريل: مقتل أحد المطلوبين في مداهمة لحي الفيحاء شرق الرياض والقبض على ثلاثة آخرين. وفي الثامن عشر من أبريل الماضي القبض على 8 من المطلوبين أمنيا على خلفية ما جرى في حي الفيحاء. وشهد الثاني والعشرين منه قتل 4 من المطلوبين على قائمة الـ26 وآخر لم تحدد هويته إضافة إلى اعتقال آخرين. وبعد المداهمة الناجحة التي وقعت في جدة حددت سلطات الأمن السعودية هوية الانتحاري الذي نفذ تفجير مقر المرور العام (مبنى الأمن العام القديم) في شارع الوشم في مدينة الرياض في الحادي والعشرين من ابريل الماضي وهو عبد العزيز المديهش، الذي تعود له ملكية السيارة المفخخة التي أعلن عنها في الرابع عشر من فبراير الماضي وعثر عليها السابع عشر من ابريل الماضي. والمديهش أحد المطلوبين أمنيا وورد عن مقربين منه أنه عاطل عن العمل، إضافة إلى أنه نشأ يتيما وفي فترة المراهقة تم استقطابه من قبل مجموعة من المتشددين، ثم بدا يظهر عليه تزمت شديد أدى إلى انقطاعه فترة طويلة عن عائلته، التي لم تعرف عنه شيئا حتى إعلان وزارة الداخلية السعودية عن هوية منفذ تفجير الرياض الأخير.
أما الأول من مايو فلم يكن يوما هادئا لمدينة ينبع الصغيرة (غرب)، ففيه تمكنت قوات الأمن قتل 4 أشخاص بعد أن أقدموا على قتل رعايا أجانب إضافة إلى رجل أمن سعودي، وأوقعوا الكثير من الإصابات بين المدنيين. وتبينت في الثالث من الشهر هويات القتلى الأربعة وهم سمير وسليمان وأيمن ومصطفى، وكلهم من عائلة واحدة، هي عائلة الأنصاري.
وظهر من التحقيقات أن الأخير، مصطفى الأنصاري، أحد المطلوبين أمنيا من قبل وزارة الداخلية التي كانت تلاحقه بعد أن علاقات مشبوهة على حد وصف البيان مع (سعد الفقيه ومحمد المسعري) في نهاية عام 1994.
وكان قبل هذا التاريخ انخرط في حرب أوغادين في القرن الأفريقي، ثم رجع إلى بلاده التي ما لبث أن غادرها متوجها إلى البوسنة للمشاركة في الحرب التي دارت رحاها ليعود بعدها إلى السعودية التي غادرها متوجها إلى لندن. وفي عام 1997 اختفى الأنصاري من بريطانيا ولم يتمكن من رصده إلا في فترة الحرب على طالبان و«القاعدة» في أفغانستان، حيث شارك في معركة تورا بورا إلى جانب تنظيم «القاعدة»، ثم تمكن من الفرار إلى باكستان التي أقام فيها فترة بسيطة قبل أن ينتقل إلى اليمن بواسطة جواز سفر مزور. وقبل نهاية العام الماضي قبض عليه في مدينة ابين اليمنية مع مجموعة من اليمنيين العائدين من أفغانستان، ومكث الأنصاري في السجن فترة ثم أخلي سبيله بطريقة غير معروفة، تلاها دخول إلى السعودية من خلال التسلل عبر الحدود المشتركة مع اليمن، بعد أن وضع مخططات إرهابية كان أحدها ما نفذه في مدينة ينبع. وتجدر الإشارة إلى أن الأنصاري رصد من قبل جهاز المباحث الأميركي على أنه يمني.
في السادس من مايو الماضي اليمن يعلن أن السعودية ستسلمه 14 مطلوبا في قضايا ذات طابع أمني وجنائي، فيما شهد العاشر من الشهر ذاته أول مسيرة طلابية ضد الإرهاب، وقام بالمظاهرة طلاب مدارس الأبناء التابعة للحرس الوطني وحملت شعار «معا من أجل الوطن».
وفي الثاني عشر من مايو بث التلفزيون السعودي شريطا لأحد الإرهابيين وهو يعبث بالأسلحة مع أطفاله، وكانت صحيفة «الشرق الأوسط» علمت أن الإرهابي هو عبد الله السبيت.
وكانت القصيم على موعد مع المواجهات ضد الإرهابيين، فالمنطقة مرت في العشرين من مايو بمواجهة أسفرت عن قتل 4 من المطلوبين، أعلن تنظيم القاعدة أسماءهم، وهم سلطان بن سعد العبيد الجبر وإبراهيم بن عبد العزيز الشايع وعبد الرحمن بن دخيل الفالح وعبد المجيد بن عبيد الله بن محمد الطلحي فيما أصيب الخامس وهو يوسف الدهلوي. كما قضى اثنان من أفراد الأمن في المواجهات.
وفي التاسع والعشرين هاجم أربعة إرهابيون مجمعا سكنيا وآخرا صناعيا في مدينة الخبر شرق السعودية نجم عنه قتل 22 مدنيا من جنسيات مختلفة وإصابة 20 وإجلاء 121 رهينة من الموقع، كما تمكنت سلطات الأمن السعودية من القبض على قائد الخلية الإرهابية نمر بن سهاج البقمي في الثلاثين من مايو.
وأعلنت «القاعدة» أن منفذي هجوم الخبر هم فواز النشمي ونمر البقمي وحسين الحسكي المطلوب رقم 26، إضافة إلى الرابع تركي المطيري.
وفي الحادي والثلاثين من مايو 2004 قبض على إمام مسجد سلمان الفارسي في الخبر مازن التميمي للاشتباه في علاقته بأحداث الخبر الأخيرة، حيث علم عنه أنه متزمت، إضافة إلى أنه شارك في الجهاد الخارجي.
وشهدت المنطقة الواقعة بين مكة المكرمة والطائف وتحديدا جبل «الكر» في الهدا، في الأول من يونيو، مطاردة لاثنين من المطلوبين أمنيا قتلا صباح اليوم التالي، حيث تبين أن أحدهما عبد الرحمن يازجي المطلوب الخامس والعشرين، أما الثاني فهو عبد العزيز الغامدي، الذي تربطه علاقة بعامر الشهري المطلوب على قائمة الـ26. كما عثر بحوزتهما على 7 قنابل يدوية وأحزمة ناسفة وذخيرة حية وأسلحة نارية ومبالغ مالية وأجهزة اتصالات.
وفي اليوم ذاته تعرض جنديان أميركيان إلى إطلاق نار من مجهولين جنوب الرياض أثناء خروجهما إلى العمل في منطقة خشم العان، التابعة للحرس الوطني، مما تسبب في إصابة أحدهما إصابة بسيطة وفرار المهاجمين.
في الرابع من يونيو هيئة كبار العلماء السعودية تصدر فتوى تجيز الإبلاغ عن الإرهابيين بعد أن تلقت العديد من الاستفسارات حول مشروعية ذلك العمل.
وفي الخامس منه نفى مصدر مسؤول ما تردد من أنباء عن تبادل إطلاق نار في جدة، ليشهد اليوم الذي يليه مقتل المصور الايرلندي سايمون كمبرز وإصابة زميله الصحافي البريطاني فرانك غاردنر اللذين يعملان لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أثناء وجودهما في حي السويدي لمقابلة بعض الإرهابيين بالتنسيق مع المنشق محمد المسعري، كما تردد من أنباء.
وشهد الثامن يونيو 2004 جريمة اغتيال إرهابية نفذها أربعة مسلحون ضد مقيم أميركي يدعى روبرت جاكوب في حي الخليج شرق الرياض، ثم بثت المجموعة شريطا في الثالث عشر من الشهر نفسه يصور عملية القتل الوحشية، وفي ذات يوم الشريط أقدم الإرهابيون على قتل مقيم أميركي آخر وهو كينث ساكوزي العامل في شركة الإلكترونيات المتقدمة بعد أن أطلقت أعيرة نارية عليه وهو يهم بالدخول إلى منزله الواقع في حي الضباط وسط الرياض، كما اختطف الإرهابيون بعد مقتل الأميركي الأول، أميركياً آخر بالقرب من جامعة الإمام، بعد أن أقاموا حاجزا وهميا، وتبين أن الرهينة الأميركي بول مارشال جونسون يعمل مهندس طيران لصالح شركة «لوكهيد مارتن»، وتأكد خبر الاختطاف في ذات اليوم. وفي السادس عشر من يونيو 2004 أعلن الخاطفون من خلال شريط مرئي فرض مدة زمنية قدروها بـ72 ساعة مقابل إطلاق الإرهابيين المحتجزين في السجون السعودية، أو قتل الرهينة. وفي السابع عشر أعلنت السعودية والولايات المتحدة عن رفضهما الدخول في مفاوضات مع الإرهابيين أو الخضوع لمطالبهم، ليشهد يومي السابع عشر والثامن عشر تفتيشا مكثفا لمعظم أنحاء مدينة الرياض شارك فيه نحو 15 ألف عسكري سعودي، ونجم عنه البحث في ما يزيد عن 2000 منزل اشتبه في وجود الرهينة الأميركي، فيها كما قبض على عدد من المشتبه فيهم.
وكان ولي العهد السعودي بشر في الخامس عشر من يونيو 2004 السعوديين بأنهم سيسمعون خبرا يثلج صدورهم خلال اليومين المقبلين. وفي الثامن عشر تمكنت قوات الأمن قتل زعيم التنظيم الإرهابي في الخليج عبد العزيز المقرن، إضافة إلى فيصل الدخيل المطلوب الحادي عشر مع اثنين آخرين هما تركي المطيري، أحد المشاركين في هجوم الخبر، وإبراهيم الدريهم، أحد المخططين لتفجيرات المحيا. وكان الإرهابيون نفذوا قتل الرهينة الأميركي وذلك بقطع رأسه، ولم يعلم بعد إذا ما كانت عملية القتل تمت حسب المهلة أم قبلها وتحديدا في اليوم الذي تلا خطفه.
كما تمكن الأمن السعودي في اليوم نفسه من القبض على أحد المشتبه فيهم في حي العقيق، إضافة إلى اثنين في الدمام وآخر في القصيم. وفي الرابع والعشرين استسلم أحد المطلوبين من خارج القائمة المعلنة، وهو صعبان الشهري، في النماص جنوب السعودية، ثم تلاه بأربعة أيام عثمان العمري، أحد المدرجين ضمن المطلوبين الستة والعشرين. وفي الثاني عشر من يوليو الماضي استسلم أبو سليمان المكي «خالد الحربي» ليكون أول المستسلمين من خارج السعودية بعد أن سلم نفسه لسفارة السعودية في طهران، ثم أعقبه في اليوم التالي إبراهيم الحربي، الذي سلم نفسه بالطريقة ذاتها في دمشق.
وشهد الأول من يوليو مداهمة منزل في حي الملك فهد في الرياض كانت يختبئ فيه مجموعة من الإرهابيين، وبعد مطاردة انتهت في حي القدس شرق الرياض تمكن الأمن السعودي من قتل فهد القبلان، الذي قالت الداخلية السعودية إنه من أبرز المطلوبين، وبعده جاء مقتل عواد العواد، أحد المشاركين في مواجهة الفيحاء، إضافة إلى إصابة عبد الرحمن العبد الوهاب، أحد منفذي عملية اغتيال الألماني دينغل هيرمان، وذلك بعد مطاردة استمرت من شرق الرياض ليقتلا بالقرب من وسط المدينة. وفي الثالث من الشهر ذاته أعلنت الداخلية السعودية مقتل راكان الصيخان وناصر الراشد، من ضمن القائمة، بعد أن توفرت لديها معلومات من المقبوض عليهم أفادت بأن الاثنين ماتا تأثرا بجروجهما نتيجة المواجهات مع رجال الأمن وبسبب الرعاية الصحية السيئة التي تعرضا لها من زملائهما، حيث تولوا بتر ساق الراشد بمنشار كهربائي أدى إلى وفاته. وبعد الإعلان بيومين أكد موقع إلكتروني تابع للإرهابيين، الصلة المباشرة بين القبلان والمطيري، اللذين قتلا في مواجهتين متفرقتين، بزعيم التنظيم أسامة بن لادن.
وفي السابع من يوليو بثت مواقع متطرفة شريطا مصورا للمطلوب عبد الله الرشود يتوعد فيه الحكومة والأجانب. وصوت مجلس الشورى السعودي في الرابع عشر على توصيات لجنة الإرهاب بعد أن عقد جلسة نقاش مع وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز. وبعد بأربعة أيام تسلمت الرياض 27 مطلوبا سعوديا من عدد من الدول العربية. وفي العشرين من يوليو بثت القاعدة شريطا مسجلا يوضح هوية منفذي تفجير مبنى الأمن العام في الرياض، لكن مقتل عيسى آل عوشن في ذات اليوم كان الخبر الأبرز. وكان الثاني والعشرين يوم انتهاء مهلة العفو عن المطلوبين مقابل تسليم أنفسهم التي أعلنتها الحكومة السعودية.
وفي الثاني من أغسطس الماضي قتل المهندس الايرلندي أنطوني هيغينز الذي يعمل في شركة روكي السعودية شرق الرياض، بعد أن اقتحم مكتبه مسلحون وأطلقوا النار عليه من مسدس مزود بكاتم صوت. لتشهد مكة المكرمة في الرابع من الشهر نفسه مطاردة مجموعة من الإرهابيين الذين قتل أحدهم في مواجهة لاحقة مع الأمن السعودي في العاشر من أغسطس. وكان الصيد البارز الظفر بثاني منظري التنظيم فارس الزهراني، وذلك بالقبض عليه في أبها في الخامس من أغسطس. وفي الرابع عشر جدد الأمير عبد الله بن عبد العزيز الوعيد للإرهابيين الذين لم يستسلموا، مذكرا أن نهايتهم ستكون الموت. ليأتي القبض على 14 شخصا في الطائف، أحدهم مطلوب في قضايا إرهابية في الثامن عشر، وفي ذات اليوم نشر سلطات الأمن صورا جديدة لبعض المطلوبين في قائمة الـ26. وفي الثامن والعشرين القبض على مطلوبين وباكستاني في بريدة، كما صرح الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية أثناء لقائه بوفود شعبية أن الأعمال الإرهابية التي شهدتها السعودي لا تشكل 6 في المائة مما تم إحباطه. وفي الثلاثين من أغسطس تعرضت سيارة دبلوماسية تابعة للقنصلية الأميركية في جدة إلى إطلاق نار من قبل شخص مجهول، وشهد اليوم نفسه اعتقال مطلوب في حي الروابي شرق العاصمة بعد أن عثر معه على كميات من الأسلحة والمتفجرات.
وفي الثالث من سبتمبر 2004 قتل الأمن السعودي مطلوبا في مدينة بريدة، وألقى القبض على آخر بعد مطاردة استمرت نحو 18 ساعة، ليشهد اليوم الخامس منه الإمساك بسبعة مطلوبين بعد مداهمة لاستراحة في ذات المدينة. وخلال هذه الفترة نفذت سلطات الأمن العديد من عمليات تمشيط الأحياء والمواقع التي يظن أن الإرهابيين يختبؤن فيها.
أما الثاني عشر من أكتوبر 2004، فشهد مقتل المطلوب الثامن عشر على قائمة الـ26 في حي النهضة شرق الرياض، إضافة إلى اثنين من الإرهابيين هما عصام العتيبي وعبد الحميد اليحيا. لتستقر الأوضاع إلى أن اقتحمت مجموعة مكونة من 4 إرهابيين مقر القنصلية الأميركية في السادس من ديسمبر ليسفر عن مقتل المهاجمين إضافة إلى 5 مدنين في محيط المنطقة المستهدفة.
وفي الثامن والعشرين من ديسمبر الماضي قتل الأمن السعودي أحد أبرز المطلوبين على القائمة، وهو المطلوب الخامس سلطان بن بجاد العتيبي، إضافة إلى اثنين من أعوانه. وفي اليوم التالي نفذت مجموعة من الإرهابيين هجوما على وزارة الداخلية السعودية ومقر قوات الطوارئ في العاصمة السعودية، لترد قوات الأمن في اليوم ذاته بمداهمة وكر لمجموعة إرهابية تحت الرصد، أسفرت عن مقتل مطلوب مهم آخر، كان المطلوب العشرين بندر الدخيل إضافة إلى 6 آخرين.