سجلت السلطة اللبنانية امس اول «حضور» رسمي لها في دارة رئيس الحكومة السابق الراحل رفيق الحريري لتقديم التعازي الى اسرته، وذلك بحضور وزير الداخلية سليمان فرنجية الذي التقى نجلي الفقيد بهاء وسعد الدين يرافقه النواب كريم الراسي وسايد عقل وأحمد حبوس وفايز غصن وسليم سعادة والنائب السابق اسطفان الدويهي. وكانت عائلة الرئيس الحريري قد رفضت توجه الدولة لاقامة مأتم رسمي له وصممت على اقامة مأتم شعبي. كما ارتأت عدم مشاركة اهل الحكم في المأتم او حتى تقديم التعازي قبل الدفن، وذلك تفادياً لوقوع اي حادث يسيء لهم. هذا واطلق فرنجية من دارة الحريري عدداً من المواقف ابرزها: «ان السياسة الموجودة في لبنان خسّرتنا طائفة بأكملها اسمها السنة من خلال خسارة جو «طويل عريض» كان يمثله الرئيس الحريري». ورفض قول وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله من ان «انسحاب الجيش السوري من بعض المناطق خلق ثغرات أمنية في لبنان».
وتحدث فرنجية للصحافيين بعد تقديمه التعازي فقال: «جئنا بالتأكيد لنقف الى جانبهم بألمهم الشديد وأكيد لا يوجد شيء لنقوله اليوم سوى ان نقف الى جانبهم في هذا الوضع. ونحن أتينا لنقول لهم اننا على الصعيد الشخصي الى جانبهم، على الصعيد الشخصي الى جانبهم بما يريدون. فالعلاقة الشخصية لم تنقطع يوماً مع دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والعلاقة الشخصية تستمر مع اولاده ونحن دائماً الى جانبهم. وقد نفترق بالعلاقة السياسية ونبعد او نفترق وقد نقرب اما العلاقة الشخصية ولا يوم الا وستتحصن».
وسئل: اذا اردنا ان نتحدث عن مهلة معينة لكشف ملابسات الجريمة فهل نتكلم عن ايام، اسابيع، اشهر، او سنوات؟ فأجاب: «التحقيقات جارية وهي غير متروكة بل مكثفة. ولا استطيع ان اتكهن متى ستصدر نتيجة عن التحقيقات، ولكن كل يوم تظهر لدينا امور جديدة». وعن رأيه في طلب العائلة بتحقيق دولي قال: «لقد قلنا اننا نستعين بخبراء دوليين، ولكننا لا نستطيع ان نتخلى عن دورنا وان نأتي بدول لكي تحقق. ونحن مستعدون ان نقبل المساعدة ممن يريدون وليس هناك من شيء مخبأ في هذا الموضوع».
وسئل: «أيعنى كلامكم انكم لم تتأكدوا بعد من قصة «أبو العدس»؟ أجاب: «هناك كاسيت، وصاحب الكاسيت، اسمه «ابو عدس»، ونحن نحقق بهذا الموضوع. وهناك امر بين ايدينا موجود اسمه كاسيت وهناك شيء اسمه اناس وضعوا هذا الكاسيت. وهناك شيء اسمه مجموعة معينة كانت تعمل. هذا الامر يتم التحقيق فيه وسنرى الى اين سنصل».
وعن تعليقه على تحميل المعارضة السلطة مسؤولية مباشرة عن موضوع اغتيال الرئيس الحريري قال وزير الداخلية: «انا رأيي ان المعارضة من حقها ان تستفيد من اي حدث واتمنى ان لا يتاجر احد في هذا الموضوع. لا السلطة ولا احد يريد ما حصل. يجب ان نرى من المستفيد. اليوم انا رأيي ان هذه السياسة الموجودة في لبنان خسرت طائفة بأكملها اسمها السنة فهل يا ترى جونا السياسي له مصلحة بخسارة الطائفة بأكملها؟ او نخسر جو «طويل عريض» كان يمثله دولة الرئيس من طائفة السنة الى الوطن ككل؟. انا اتصور ان لنا مصلحة ان نربحه. وانا رأيي في ما حصل ان هناك من له مصلحة ان يخسرنا هذه الطائفة. وهذا الجو لا اتصور انه جونا بل هو جو معاد لهذا الجو. وهو جو يريد ان يفعل ما فعله لكي يصل الى هنا. انا لا اريد ان استبق التحقيقات. من حق الرأي العام ان يفكر بما يريد وان يتهم من يريد وحقها المعارضة ان تستغل فرصة كهذه لكي تقطفها ولكنني اتصور انه يجب ان نرى من المستفيد؟».
وقيل لفرنجية ان المعارضة استنكرت الكلام الذي كررته اليوم (امس) عن انها تقطف مناسبة اغتيال الرئيس الحريري فرد قائلاً: «انا ارى ان المعارضين الذين اتوا (الى دارة الرئيس الحريري) هل كانوا مقربين من الرئيس الحريري؟ كانت هناك «طلعات ونزلات» بالسياسة ولكن الخط المستقيم الذي كان بالسياسة او الاستمرارية التي كانت بالسياسة كانت نحن والرئيس الحريري. الظرف شاء ان تكون المعارضة قريبة في الخمسة عشر يوماً الاخيرة او الشهر الاخير ولكن المرحلة التاريخية التي بنيت في السياسة بنيناها نحن والرئيس الحريري. والرئيس الحريري كان هناك تواصل دائم معه عبر وسطاء. ولا مرة كان يريد ان يذهب نحو المعارضة وهم يعرفون ذلك وكان مرغماً في اماكن معينة ان يعارض وكان يبلغنا هذا الكلام. اما ما حصل واوصلنا الى هنا في هذه المرحلة، فنحن نرى من المستفيد من هذه المرحلة ان يحصل ما حصل. انا لا اقول سوى دعونا ان لا نستبق التحقيق».
ورداً على سؤال اوضح فرنجية ان جريمة اغتيال الرئيس الحريري هي الاولى التي تحصل منذ تسلمه وزارة الداخلية في الحكومة الحالية، مشيراً الى ان محاولة اغتيال النائب السابق مروان حمادة تمت في عهد الحكومة السابقة التي كان يرأسها الرئيس رفيق الحريري والتي كانت تضم حمادة في عدادها.
وسئل: بعد مروان حمادة هناك من توقع المزيد من السيارات المفخخة الجديدة وعمليات اخرى، فما هو تعليقكم؟
اجاب: «لا احد الا يتوقع خروقات أمنية في اي بلد. في اميركا حصل 11 سبتمبر (ايلول) وفي السعودية تفجير طويل عريض. وفي الكويت تفجير طويل عريض. الخروقات الأمنية موجودة في كل بلدان العالم أما الأمن فمستتب لا نستطيع ان نقول ان الأمن غير مستتب. ولكن ان يصار غداً الى استغلال ثغرة معينة ليدخلوا منها ويقوموا بعمل ما فهذا امر ممكن. نحن بلد في منطقة حامية في منطقة الشرق الاوسط وكل دولنا معرضة وهذا لا يعني ان ليس هناك أمن، واذا حصلت ثغرة معينة فهذا يحصل».