السعودية: النظر في 22 توصية لإعادة تقييم تجربة تدريس اللغة الإنجليزية

من بينها إنشاء معهد متخصص لإعداد المعلمين وتأسيس مراكز لغة متخصصة

TT

تنظر وزارة التعليم العالي في توصيات رفعتها جهات خاصة تشدد على أهمية إعادة النظر في أساليب الدراسة والتقييم الحالية لمناهج اللغة الإنجليزية التي تجد اهتماما من وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري الذي يتوقع أن يقوم بتوجيه متابعة تنفيذ التوصيات للجهات ذات العلاقة. ورفعت كلية اليمامة توصيات ندوة عقدتها خلال يومي 8 و9 مايو (أيار) الجاري في مقرها بالعاصمة الرياض تحت عنوان «تعليم اللغة الإنجليزية في السعودية: الفرص والتحديات» التي توصلت عبر 28 باحثاً وباحثة من الجامعات والكليات الحكومية والأهلية ومن مؤسسات التعليم العام في تلك الندوة إلى 22 توصية.

وانقسمت التوصيات المرفوعة إلى ثلاثة أجزاء أولها حول تدريس اللغة الإنجليزية، حيث طالبت التوصيات في البدء بتعليم اللغة الإنجليزية في سن مبكرة اعتبارا من السنة الأولى في المرحلة الابتدائية حيث يكون الاستعداد لاكتساب اللغة الأجنبية في أعلى مستوياته، إضافة إلى زيادة عدد الساعات الأسبوعية المخصصة لتدريس اللغة الإنجليزية في كافة مراحل التعليم العام لتكون ست ساعات كحد أدنى لتوفير فرص أكبر للمتعلم لممارسة اللغة وإتقانها. وشددت التوصيات على ضرورة تطبيق استراتيجيات تدريسية تعتمد على التواصل المستمر مع الطلاب لإكسابهم مهارات اللغة التواصلية التي تتطلبها مقتضيات الحياة العملية في سوق العمل، مصحوبا بتوجيه اهتمام المعلمين نحو استخدام طرق وأساليب التدريس التي تشجع الطالب على الاكتشاف والاستنتاج والقيام بدور أكبر وأكثر فاعلية في عملية التعلم وان يكون للمعلم دور التوجيه والإرشاد.

وجاء أيضا ضرورة توجيه اهتمام المعلمين نحو تبني العديد من الأنشطة التواصلية والحركية التي تحفز الطلاب وتثير دافعيتهم للتعلم لتجعل من عملية تعلم اللغة الإنجليزية تجربة ممتعة تساهم في تمكنهم من مهاراتها المختلفة، وسط أهمية إعادة النظر في أساليب التقويم في مجال اللغة وتخفيض الاعتماد على الاختبارات النهائية واعتماد أساليب التقويم المستمر للتحصيل وتشجيع التقويم الذاتي.

وكان من بين التوصيات الحاجة الماسة لتوفير الوسائل التعليمية التي يتطلبها تعليم اللغة الأجنبية للمعلمين بما يسهل عليهم الوصول إلى النتائج المرجوة في عملهم، وسط الاستفادة من الخبرات الأجنبية في تدريس اللغة الإنجليزية في الجامعات والكليات وذلك من خلال تأسيس مراكز لغة متخصصة بالشراكة مع الجامعات والمعاهد الدولية. ويركز القسم الثاني من التوصيات على إعداد المعلمين وتأهيلهم عبر دراسة إنشاء معهد متخصص لإعداد معلمي اللغة الإنجليزية في إحدى الجامعات السعودية أو في أكثر من جامعة ويكون موازياً لبرامج اللغة الإنجليزية في كليات التربية وذلك لتقديم برامج لدرجتي البكالوريوس والماجستير، مع دعم هذا المعهد بالخبرات العالمية في هذا المجال.

وكذلك إعداد برامج ودورات تدريبية لمعلمي اللغة الإنجليزية في مؤسسات التعليم العام لرفع مستواهم في مجال اللغة مع وجود ضعف عام في استخدام اللغة بين المعلمين، وتدريبهم على تطبيق طرق ووسائل التدريس الحديثة التي تركز على الطالب وعلى إكسابه المهارات الأساسية للغة التي تمكنه من استخدامها بفاعلية.

من بين التوصيات الخاصة بالمعلمين هي تخفيض أعباء أعضاء هيئة التدريس والمعلمين المتخصصين في تعليم اللغة الإنجليزية وتخفيض عدد الطلاب في الفصل قدر الإمكان، وذلك لأن تعليم اللغات يحتاج إلى تدريب مكثف على مهارات التخاطب والكتابة والقراءة وقدر أكبر من الاهتمام الشخصي بالمتعلم.

ودعت توصيات القسم الثالث الاهتمام بالبعد الثقافي الذي ينطوي عليه تعليم اللغة الإنجليزية وأن يكون ذلك بطريقة توضح ملامح ثقافات الشعوب التي تعتبر اللغة الإنجليزية لغتها الأصلية لكي يكون عارفاً بها وقادراً بالتالي على استخدام اللغة بمضمونها وبعدها الثقافي مما يعزز لديه القدرة على التفاهم والحوار مع الآخر، ومما يساهم أيضاً بتقديم الصورة الحقيقية لحضارتنا وموروثنا الحضاري والإسلامي من جهة ويساعد على النجاح في إقامة علاقات إيجابية (ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً) مع الشعوب الأخرى التي يحتاج التواصل معها إلى إتقان اللغة الإنجليزية.

بجانب تضمين برامج إعداد معلمي اللغة الإنجليزية مهارات النقد الثقافي، للتعامل الواعي مع الأبعاد المهمة لارتباط اللغة مع الثقافة والقيم وتمكنه من توجيه الطلاب إلى التواصل الحضاري مع الشعوب الأخرى.