كوكوش تدفئ ليل لندن البارد بأغانيها الدافئة

TT

للمرة الثانية وخلال ثلاثة اشهر تزدحم قاعة «ويمبلي أرينا» في لندن بآلاف الايرانيين وغيرهم من محبي صوت المطربة الايرانية كوكوش والتي احيت اول من امس حفلة غنائية بمناسبة اعياد نوروز الايرانية.

وكوكوش التي صمتت عن الغناء داخل ايران على مدى أكثر من 21 عاما عادت الى مسرح الموسيقى والغناء وكأنها لم تنقطع عنه اطلاقا، كما منحها جمهورها تلك الطاقة حيث بقيت البوماتها الغنائية القديمة تتداول في الاسواق وبقي الجمهور على موعد معها.

اكثر من ستة آلاف شخص، غالبيتهم من النساء، ومن مختلف الاعمار ازدحموا ليلة اول من امس في قاعة «ويمبلي ارينا» في انتظار مطربتهم والتي بكت لكثرة ما صفق لها الجمهور لاكثر من عشر دقائق بمصاحبة فريق من العازفين الايرانيين والالمان والبرازيليين والفنزويليين.

وغنت كوكوش، التي تجاوزت عامها الخمسين، من البوماتها القديمة نزولا عند رغبة الجمهور ومن جديدها، تراب، حظ سيئ، وصوت واحد (أهدتها لحفيدها)، وأنت وأنا، سفر، الطريق. كما غنت باللغة التركية أغنية لليل الطويل.

واختارت قصيدة للشاعر سعدي شيرازي لتغنيها باللغة الافغانية.

وعندما سألنا مدير اعمالها في ما اذا ستغني باللغة العربية قال في حفلها الذي سيقام في دبي الاسبوع المقبل ستغني اغنيتين باللغة العربية.

وبدأت كوكوش مشوارها الفني عندما كانت في الخامسة من عمرها حيث اجبرها والدها المدمن على الكحول للغناء في الحانات. وعندما كبرت تعرضت للابتزاز من قبل اصحاب احد الملاهي الذي احتكر صوتها وتزوجها في ما بعد لفترة قليلة انجبت منه ولدها الوحيد قمبيز.

لم تعش كوكوش حياة سعيدة مثلما قد يتخيل البعض فالشهرة والنجومية التي اكتسبتهما فوق المسارح وامام عدسات كاميرات السينما لم تستطع ان تمنحها السعادة العاطفية التي كانت تتمناها.

في عام 1979 ومع الثورة الاسلامية في ايران اضطرت كوكوش للصمت حتى اتيحت لها الفرصة قبل عامين لمغادرة بلدها والاقامة في مونتريال الكندية ولتنطلق من جديد الى عالم الموسيقى والغناء.

وفي حفلة ليلة اول من امس اطربت الالاف من الجمهور الذي جاءها من مناطق مختلفة من اوروبا بالرغم من انها قامت برحلة غنائية بدأتها مع مستهل العام الحالي في لندن ثم استوكهولم وعادت الى مونتريال ثم لوس انجليس وباريس وستكون غدا في فيينا قبل ان تطير الى دبي.

كوكوش المولودة في اذربيجان تجيد الى جانب الفارسية اللغة التركية حيث يقول مدير اعمالها بأن سعادتها في الغناء ولا يهم ان كان بالفارسية او التركية وحتى العربية. ولم يستطع طاقم الامن في قاعة «ويمبلي ارينا» ان يوقف جموع محبي كوكوش ليلة اول من امس من الرقص في ممرات القاعة، اذ غنت كوكوش ورقصت وكأنها ابنة العشرين قبل ان تقول لجمهورها «ماذا تريدون بعد من امرأة كبيرة؟».

بدأت كوكوش الغناء بفن الروك الذي كان سائدا في اوروبا، وهي اول مطربة شرقية تجيد هذا النوع من الغناء وتشتهر به، وشهرتها في ايران والمشرق العربي تتجاوز شهرة مادونا في اوروبا والولايات المتحدة.

وعندما تحدثت معها لدقائق قليلة حيث كانت قد انتهت توا من الغناء بدت خجولة ونشطة ايضا، اذ اعتذرت عن عدم اجراء حديث صحافي لضيق الوقت، واعدة باجراء مثل هذا الحديث قريبا لكنها عبرت عن سعادتها بالجمهور الذي قالت عنه «منحني المزيد من الطاقة واعادني فعلا لايام شبابي».

تتهيأ كوكوش حاليا لتصوير فيلم سينمائي من اخراج زوجها مسعود كيامي ويتحدث عن امرأة تتحدى كل الظروف لتثبت جدارتها في فنها، وربما تكون قصة الفيلم قريبة من سيرتها الذاتية لا سيما ان البطلة تعيش كمهاجرة خارج وطنها وسيتم التصوير في احدى دول اميركا اللاتينية.