أورام تليف عضلة الرحم تزداد شيوعا لدى النساء

200 ألف عملية استئصال للرحم تجرى سنويا في أميركا بسببها

TT

أكثر أنواع الأورام الحميدة شيوعاً لدى النساء هو تليف الرحم.. السبب الأول لعمليات استئصال الرحم في الدول المتقدمة هو تليف في عضلة الرحم.. سيدة من بين كل أربع سيدات ممن تجاوزن الخامسة والثلاثين من العمر لديها تليف في عضلة الرحم.

ما هو تليف عضلة الرحم؟ وما هو تأثيره؟ وما هو الجديد في وسائل علاجه؟ كلها أسئلة ملحة بعد ظهور الإحصائيات الحديثة التي أشارت الى أن 200 ألف عملية استئصال رحم تمت في الولايات المتحدة وحدها العام الماضي بسبب تليف الرحم! تليف عضلة الرحم هو عبارة عن أورام تنشأ من النسيج العضلي للرحم نفسه، وتنمو إما داخل جدار الرحم أو تبرز خارج الجدار وذلك إما الى داخل تجويف الرحم أو الى خارج كتلة الرحم لتشغل حجماً في تجويف الحوض والبطن، وبالرغم من وصفها بالورم الليفي إلا أن تركيبها ليس نسيجاً ليفياً، بل نسيج عضلي.

وتبدأ بالظهور في مراحل مبكرة من العمر لدى بعض النساء تحت تأثير هورمون الإسترجون النسائي، ثم تأخذ في النمو البطيء، وقد يكبر حجمها ليصل في بعض الأحيان الى بضع كيلوغرامات. لكن بعد انقطاع الدورة الشهرية وبلوغ سن اليأس يقل حجمها وتتلاشي لانخفاض نسبة هذا الهورمون الباعث على نموها. مسببات وأعراض إن هناك نساء لديهن استعداد وراثي لظهورها لديهن وهو العامل الأقوى، والبعض الآخر منهن لا سبب لديهن لذلك من الناحية الوراثية لكن الملاحظ عليهن جملة من الأمور تشمل:

ـ زيادة وزن الجسم.

ـ عدم الإنجاب.

ـ بدء الدورة الشهرية قبل سن العاشرة من العمر.

ـ النساء ذوات البشرة السمراء.

في غالب الأحيان لا تسبب هذه الأورام أية أعراض تدل على وجودها ولا يتم اكتشافها إلا بالصدفة أثناء الفحص الطبي لهن، بينما في أحيان أخرى هناك مجموعة من الأعراض تعاني السيدة المصابة بأحدها أو بعضها، منها:

ـ زيادة نزيف الدورة الشهرية أو النزيف خارجها مصحوباً بقطع الدم المتجلطة.

ـ ضغط حجم الورم على المثانة يؤدي الى التبول المتكرر أو ربما صعوبة التبول.

ـ ضغط حجم الورم على القولون ربما يؤدي الى الإمساك.

ـ ضغط حجم الورم على أسفل الحوض يؤدي الى ألم أسفل البطن والشعور بامتلائه.

ـ صعوبة في حدوث الحمل.

علاج الحالة يعتمد العلاج على عدة أمور، أهمها حجم الورم وتأثيره إضافة الى موقعه وبالطبع باختلاف عمر السيدات. ولو كان الورم في منطقة من الرحم تؤثر على خروج الجنين حين الولادة وجب علاجه، ولو سبب نزيفاً أو ألماً وجب علاجه أيضاً وهكذا.

وكبيرات السن ممن هن قرب سن اليأس يؤجل العلاج ما أمكن، نظراً لنقص حجم الورم حين انقطاع الدورة الشهرية مع نقص نسبة هورمون الإستروجين في الجسم.

يعتمد العلاج الدوائي على الهورمونات والأدوية المقللة لحجم ورم عضلة الرحم هذا إضافة الى مسكنات الآلام وهو ما لن نستطرد في الحديث عنه. والعلاج الجراحي اعتمد إما إزالة الرحم بالكلية خاصة عند تأثره بالعديد منها أو أن حجمها كبير جداً، وإما إزالة الورم بذاته والإبقاء على الرحم ضمن عملية معقدة خاصة عند وجود أكثر من ورم، سواء كانت الجراحة عبر المنظار أو الفتح الجراحي المباشر للحوض. بيد أن هناك أسلوبين آخرين في العلاج يجتذبان الأطباء والسيدات، وهما قفل الشريان المغذي للورم وبالتالي زوال الورم، أو العلاج بالأشعة فوق الصوتية.

قفل الشريان

* إن الابتعاد عن الجراحة ما أمكن هو ما يجذب اليوم كافة الأطباء وغالب الناس عبر ما يعرف «بالعلاج التدخلي»، وهو ما يبدع فيه أطباء الأشعة والقلب والأعصاب والنساء والتوليد وغيرهم، فاستخدام حقيقة غاية في البساطة هي أن الأورام تعتمد كلياً في نموها الحميد أو الخبيث على دوام تدفق الدم اليها عبر الشرايين، يجعل من الممكن القضاء على هذه الأورام أياً كان موقعها عبر قفل الشريان المغذي لها. التقنية هذه تعتمد الدخول عبر الشريان الفخذي الذي يقع أعلى الفخذ بواسطة أنبوب من مادة قوية ومرنة والوصول به على ضوء مشاهدة صور الأشعة الصوتية أو أشعة الكومبيوتر المقطعية الى فرع الشريان المغذي للورم، وتحقن مادة تسد الشريان فيتوقف جريان الدم من خلاله فلا يتغذى الورم به بعد ذلك، ثم ينكمش حجمه كثيراً ويتلاشى الورم، الأمر الذي يعيد للرحم شكله وبنيته الطبيعية بزوال هذه التشوهات الورمية البنيوية فيه، وبالتالي يعمل بشكل طبيعي وكفاءة معتادة.

وتستطيع السيدة مغادرة المستشفى في اليوم التالي وتتمكن من العودة الى ممارسة حياتها العملية بعد أسبوع على أكثر تقدير.

وتشير الدراسات بحسب مصادر «مايو كلنك» الى أن أكثر من 85% من السيدات تخلصن من هذه الأورام بهذه الطريقة كما بينته صور الأشعة الصوتية أو صور الرنين المغانطيسي المأخوذة بعد ستة أشهر من العملية. لكن بالرغم من حصول حالات تمكنت السيدات فيها من الحمل بعد هذه العملية إلا أن النصيحة لا تزال بوجوب أخذ الحيطة من حصول الحمل الى أن تتضح الصورة للأطباء عبر الدراسات التي تتابع هذه الحالات ومستقبلها، والنتائج حتى اليوم تشير الى احتمال عودة الورم لدى 10% منهن فقط وهي نتيجة غاية في الجودة. أما التأثير السلبي لهذه العملية على استمرار الدورة الشهرية فنادر، وإن كان غالب النساء يلحظن نقص كمية النزيف في الدورة. والحالات التي تصل المضاعفات فيها الى حد اللجوء الى استئصال الرحم كاملاً بعد هذه العملية لم تتجاوز في المراكز المتخصصة نسبة 1%.

الأشعة الصوتية

* تعتمد هذه التقنية الحديثة على توجيه حزمة من الأشعة فوق الصوتية تحت توجيه الأشعة المغناطيسية الى منطقة الورم، ومن ثم تعمل هذه الأشعة الصوتية القوية العالية الحرارة على إتلاف الورم ومكوناته. ودور الأشعة المغناطيسية هو توجيه الطبيب كي يحدد مكان الورم بدقة إضافة الى تمكن الأشعة المغناطيسية من ملاحظة درجة الحرارة داخل الورم الناجمة عن الأشعة الصوتية الساخنة كي لا تحصل مضاعفات نتيجة ارتفاع الحرارة على الأعضاء الأخرى في الحوض أو البطن.

وتستغرق هذه العملية جلسات عدة تصل الى عشرات المرات وتستغرق الواحدة منها حوالي ثلاث ساعات ولا تحتاج المبيت في المستشفى.

وهذه تقنية حديثة كما أشرنا لا تجريها إلا مراكز قليلة في العالم، لذا فإن آثارها المستقبلية غير واضحة تماماً، ويقتصر إجراؤها في الوقت الحالي للسيدات صغار السن ممن يردن الإنجاب وفي نفس الوقت لا يتحملن أعراض هذه الأورام الحالية لديهن بشكل يحتم علاجها.

اطار متى تطلبين المشورة الطبية؟

إذا كان لديك أي استفسار يتعلق بحالتك الصحية فلا تترددي في طلب المشورة من الطبيب. و إذا كان لديك أحد هذه الأمور فبادري الى طلب المشورة منه:

ـ اضطراب أو زيادة نزيف الدورة الشهرية، أو النزيف بين الدورات.

ـ آلام في الحوض أو أسفل البطن.

ـ حمى أو زيادة العرق في الليل.

ـ زيادة في حجم البطن.

ـ الشك في وجود حمل أو الشكوى من عدم القدرة على الحمل.

بادري الى الذهاب الى المستشفى حالاً إذا شعرت بأحد الأمور الآتية:

ـ نزيف حاد في الدورة الشهرية يستلزم تغيير الحفائظ الخاصة أكثر من ثلاث مرات في الساعة.

ـ ألم شديد أو لمدة طويلة في الحوض أو أسفل البطن.

ـ دوخة أو دوار أو ضيق في التنفس أو ألم في الصدر مصاحب لنزيف المهبل.

ـ نزيف المهبل المصاحب للحمل أو أثناء فترة الشك في الحمل.