الألماسة الزرقاء..الاسم الذي يحلو لبعض السعوديين اطلاقه على برج التلفزيون السعودي، والذي اشتهر عبر القناتين الأولى والثانية السعوديتين، من خلال وجوده في شعاريهما والوصلات الجرافيكية بين البرامج فيهما، كما ارتبطت صورته بالتلفزيون، مع أنه شيّد ليكون رمزاً للإعلام في المملكة، داخل مجمع تلفزيون الرياض الذي بدأ العمل فيه منذ 1975 وانتهى 1982، وما زال يعد واحداً من أكبر المنشآت الإعلامية في العالم.
عندما وقف برج التلفزيون قبل 23 عاماً، كان يشرف آنذاك على العاصمة السعودية كاملة، ولذلك يشاهده كل من يزور الرياض، ومن أي مكان أراد، اليوم لم يعد ذلك ممكناً مشاهدته، فالرياض لم تعد كما هي قبل ربع قرن تقريباً، إلا بالقرب من البرج نفسه، أو النظر من مكان عالي، مع أن برج الألماسة يبلغ ارتفاعه 170 متراً، وما زال متشبث بقائمة أطول عشرة مبان مرتفعة في الرياض، ومنذ قيام برج التلفزيون، انتسبت الشوارع والمباني والمحلات التجارية المحيطة به لإحدى كلمتين، البرج أو التلفزيون. يقع برج التلفزيون وسط ساحة مستطيلة الشكل، تطل على شارع عمرو بن العاص (شارع التلفزيون شعبياً)، ويتكون من عمود خرساني أبيض طوله 50 متراً، تعلوه منصة للبث، وكرة زجاجية متعددة الأوجه ارتفاعها 70 متراً، ويعلو الألماسة هوائي طوله خمسون متراً، كما يوجد أسفل البرج ثلاثة طوابق تحت الأرض، تضم أجهزة المكيروويف التي تبث الإشارة على أطباق الميكروويف المركبة على منصة البث. أما الألماسة فتتسع لمطبخ ومطعم يحتوي على 100 كرسي، وقد صنعت الألماسة من الزجاج الملون، الذي يمتص نصف أشعة الشمس، وصممت بحيث تتلألأ بشكل دائم عندما تنعكس عليها أشعة الشمس أو أي أضواء أخرى، وتوحي الخطوط والأشكال المرسومة على قاعدة البرج، والمغطاة بالرخام وعلى المدخل ذي الأطراف المائلة، المؤدي إلى مبنى البث، توحي لمن يراها كأنها خيام في صحراء، كما توحي الأوجه المتعددة للألماسة أو الكرة الزجاجية، بتعدد وجهات النظر في وسائل الإعلام، فضلاً عن تنوع الوسائل نفسها اليوم، أصبح برج التلفزيون، المنارة الأولى التي يشع منها الإعلام في المملكة، وقلّ أن يزور إعلامي أجنبي السعودية، لا سيما الرياض، دون دخول البرج أو رؤيته، مع أن أغلب العاملين في مجمع التلفزيون لم يدخلوا البرج، إلا فيما ندر، وما زالت الكريستالة الزرقاء تحتضن حفلات التكريم أو الضيافة. ويوجد على منصة البث في برج التلفزيون، كاميرات تصوير تلفزيونية، مخصصة لنقل مشاهد حية لبعض أجزاء الرياض، وأيضاً خلفيات حية لبعض البرامج التلفزيونية، مثل برنامج (وجهاً لوجه)، فتوحي بأن استوديو البرنامج يقع في أعلى البرج، وهو ليس كذلك، بينما كانت الكاميرات التلفزيونية المثبتة على برج التلفزيون شاهدة، ومنذ الدقائق الأولى، على تفجير مبنى الأمن العام في شارع الوشم في إبريل (نيسان) 2004.