قادة المغرب وعمان والكويت يغيبون عن القمة

الأمير سلطان: الصمت حكمة قبل القمة * لجنة برئاسة الأردن واليمن لإعداد حل توفيقي حول العراق

TT

تأكد امس عدم مشاركة العاهل المغربي الملك محمد السادس والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان وأمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح في القمة العربية التي ستبدأ أعمالها غداً. وأعلنت بيانات رسمية صدرت في البلدان الثلاثة ان محمد بن عيسى وزير الخارجية سيمثل المغرب ونائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء فهد بن محمد آل سعيد سينوب عن السلطان قابوس بن سعيد.

وسينوب الشيخ صباح الأحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء عن أمير الكويت.

في غضون ذلك سيطر الموضوع العراقي على مداولات وزراء الخارجية العرب الذين حاولوا حتى ساعة متأخرة من ليلة امس تخفيف موقف العراق الذي يطالب بقرار برفع الحصار الاقتصادي.

وقالت مصادر ان المؤتمر شكل لجنة برئاسة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس اليمني علي عبد الله صالح وأي رئيس يرغب في الانضمام الى هذه اللجنة للوصول الى صيغة توفيقية ترضى بها الكويت والسعودية والعراق.

وكانت المشاورات قد استمرت طيلة يومين من اجل الوصول الى صيغة توفيقية برفع الحصار عن الشعب العراقي وابقاء الحصار العسكري، وهذا ما أزعج العراقيين، اضافة الى اعطاء ضمانات امنية للكويت تحميها من أي اعتداء عراقي عليها مستقبلاً.

وقال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي: لقد أنهينا البيان الختامي عدا فقرة واحدة يتم التشاور حولها، فأنا متفائل اذا سارت الأمور كما جرت في الصباح.

من جانبه قال وزير الخارجية الأردني عبد الاله الخطيب ان الاجتماع ابرز موقفاً عربياً واضحاً في دعم استعادة الحقوق العربية والدعوة الى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني بصورة واضحة، اضافة الى وضع آلية جديدة لتقديم الدعم المادي للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

وتوقع وزراء عرب ان يكون القرار الخاص بالعراق «مختصراً وان تطغى عليه العموميات». وقال احد الوزراء الذي طلب عدم ذكر اسمه ان «القرار سيظل سرياً الى ان يرفع الى القادة العرب»، مضيفاً ان القرار سيتضمن نفس التعبيرات التي استخدمتها قمة الدوحة الاسلامية التي عقدت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والتي امتنعت عن ادانة بغداد وشددت على احترام سيادة العراق والكويت. وقال مسؤول ان الكويت والسعودية قبلتا مقترحات من لجنة مشكلة من عدة وزراء للتوصل إلي الصيغة التوفيقية.

واضاف المسؤول ان الصيغة المقترحة التي ستعرض على العراق اليوم تشمل المطالبة برفع العقوبات دون ربطها بقرارات الامم المتحدة، ولكن القرار المقترح يشير الي قرارات الامم المتحدة مع المطالبة بعودة تسيير الرحلات الجوية المدنية. من جهة اخرى قال مندوبون ان مصر والاردن تمكنا من تخفيف طلب سورية فرض مقاطعة شاملة مرة اخرى على اسرائيل حيث اكتفى مشروع البيان بمطالبة مكتب المقاطعة في دمشق بالبحث في تفعيل المقاطعة العربية لاسرائيل.

ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يغادر عند الساعة الرابعة من عصر اليوم الامير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام على رأس وفد المملكة العربية السعودية لحضور مؤتمر القمة العربي الذي سيعقد في عمان بالاردن.

وقد رفض الامير سلطان الحديث عن القضايا والموضوعات المتعلقة بأول قمة عربية دورية تستضيفها العاصمة الاردنية عمان غدا.

وخاطب الصحافيين الذين التفوا حوله عقب جولة عسكرية له ظهر امس في قاعدة الامدادات والتموين بمحافظة الخرج (80 كم جنوب شرق الرياض): «لا تسألوا عن القمة العربية المقبلة، فالصمت حكمة، لأن كل العيون والآذان باتجاه معرفة الموقف السعودي مما ستثيره هذه القمة، لهذا اكرر ان الصمت حكمة وبالذات في مثل هذه الظروف». وحول ما تردد من وجود وساطة عربية لتقريب وجهات النظر بين السعودية والعراق، رد الامير سلطان بالقول: «ان اجابة هذا السؤال من اختصاص وزير الخارجية».

وكان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي اول الزعماء العرب الواصلين الى عمان امس.

وفي وقت سابق، وصل الى عمان نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي عزة ابراهيم الدوري لرئاسة وفد بلاده الى القمة. كما وصل الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان مساء امس الى عمان للمشاركة كمراقب.