برامج تلفزيون الواقع الأمريكية.. الطريق السريع للشهرة والثراء

أكثر من 100 برنامج و50 مليون دولار قيمة للجوائز المقدمة

TT

«معظم الناس يعتقدون أنه من السهل المشاركة في برامج تلفزيون الواقع، فالجميع يعرف شخصا يعرف آخر يعرف ثالثا شارك في مثل هذه البرامج، لكن الحقيقة هي أن المشاركة في مثل هذه البرامج ليست بالسهولة المتخيلة».

(ماثيو روبينسون) مؤلف كتاب «كيف تشارك في برامج تلفزيون الواقع» 50 الف شخص يتقدمون لاختبارات المشاركة في برامج تلفزيون الواقع الامريكية بداية كل دورة برامجية، وتحظى برامج مثل Survivor «الناجي»، وFear Factor «عامل الخوف»، وBachelor «الأعزب»، وAmerican Idol «نجم اميركا»، بنصيب الأسد من الراغبين في المشاركة، ويعطي البرنامج الاخير المشاركين فرصة التحول الى مغنين معروفين مع ما يجلبه ذلك من مال وشهرة يفوقان الخيال، إلا أن عيبه الوحيد أن أكثر من 100 الف شخص يسعون للمشاركة فيه.

برنامج «الناجي»، تدور فكرته حول إلقاء مجموعة المتسابقين في بقعة نائية، وعلى المشاركين أن يستخدموا ذكاءهم للبقاء في المسابقة. أما «الأعزب»، فيدور حول رجل أعزب بالفعل ومجموعة من النساء (الزوجات المحتملات). أما في «عامل الخوف»، فعلى المشاركين القيام بأمور «فظيعة» تتضمن أكل السحالي والحشرات واشياء اخرى يجدها البعض مخيفة والاخر مقززة.

ماثيو روبينسون، كاتب السيناريو الامريكي ومؤلف كتاب «كيف تشارك في برامج تلفزيون الواقع»، يرشد الراغبين بالمشاركة في مثل هذه البرامج الى ما يتطلع إليه مخرجوها ومعدوها من صفات في المتسابقين والمشاركين، ويؤكد أن جميع الذين شاركوا في برامج الواقع نادمون على ذلك ولا يرغبون في تكرار التجربة، وبالأخص الذين شاركوا في برنامج «الأعزب»، حيث انهم اضحوا يشعرون بشيء من «التفاهة»، واستثنى روبينسون برنامج Amazing Race «السباق المدهش»، الذي تدور فكرته حول قيام المشاركين برحلة حول العالم. ويشدد روبينسون على أن تجربة المشاركة تترك آثارا نفسية سيئة لدى المتسابقين.

تقول امايا بروتشر، التي شاركت في برنامج The Real World «العالم الحقيقي»، عام 1999، إنها اضطرت الى تغيير لون شعرها، وتغيير ملامحها وارتداء قبعة طوال الوقت لكي لا يتعرف عليها الناس، على الرغم من مرور اكثر من ست سنوات على مشاركتها في البرنامج.

وعلى الرغم من تقليل شبكات التلفزة الامريكية من برامج تلفزيون الواقع خلال الموسم الحالي، إلا أن عدد الراغبين في المشاركة فيها كمتسابقين زاد بنسبة 30 في المائة.

ويستغرب روبينسون من العراقيل التي يواجهها الراغبون بالمشاركة في هذه البرامج، حيث يقضون اياما في فنادق بعيدة عن اماكن سكنهم ويخضعون لكشف طبي ونفسي وتحقيق من قبل مفتشين خاصين للتعرف على ماضيهم «معظم الناس يتركون اعمالهم للمشاركة في هذه البرامج، إنهم يضحون بالكثير».

ويعتبر المال المحفز الرئيسي للمشاركة، غير أن الشهرة عامل جذب مهم ايضا، فيما يؤكد البعض أن المشاركة في حد ذاتها تعتبر تجربة قد لا تتكرر طوال العمر. وبالنسبة لبرنامج «الأعزب» أو «العزباء»، فلا بد على المشاركة أو المشارك أن يكون مستعدا للوقوع في الحب/ الغرام على الهواء مباشرة!