حزب البعث المنحل يعلن عن وفاة عزة الدوري

الأميركيون يتخلصون من الرقم 6 على قائمة المطلوبين في العراق بالوفاة الطبيعية

TT

توفي امس عزة ابراهيم الدوري نائب الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين عن عمر يناهز 63 عاما. وجاء الاعلان عن وفاة الدوري احد المطلوبين من اقطاب النظام السابق على القائمة الاميركية، في بيان نعي صادر عن حزب البعث المنحل في العراق. وجاء في البيان «بعد قرابة خمسين عاما قضاها في النضال، وفي خنادق الجهاد والمقاومة، ها هو فارس من فرسان العراق وقائد للمجاهدين ومقاتل في سبيل الله، المناضل عزة ابراهيم الدوري، يترجل عن جواده منتقلا الى رحمة ربه راضيا مرضيا».

واضاف البيان «انتقلت روح قائدنا المجاهد عزة ابراهيم الدوري الى باريها إذ وافته المنية الساعة الثانية والنصف حسب التوقيت المحلي في العراق (11.30 حسب توقيت غرينتش) من صباح اليوم الجمعة (امس)». ولم يوضح البيان مكان وفاة المسؤول العراقي السابق.

وتابع البيان ان «قيادة قطر العراق لحزب البعث قررت ان يتولى الرفيق المجاهد عبد القادر طلب الدوري، نائب امين سر القيادة القطرية، مسؤولية القيادة العامة لفصائل الجهاد والمقاومة والتحرير في عموم العراق».

ومنذ سقوط نظام صدام حسين يبحث الجيش الاميركي عن عزة ابراهيم الذي يحمل الرقم ستة على اللائحة الاميركية للأشخاص الـ 55 المطلوبين.

وكان عزة ابراهيم الذراع اليمنى للرئيس العراقي المخلوع، ورصدت واشنطن التي تعتبره ممولا للتمرد ضد الاميركيين عشرة ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تفضي الى اعتقاله.

واحتل الدوري ثاني اكبر رتبة عسكرية في البلاد بعد الرئيس السابق نفسه رغم انه لا يملك اي ثقافة عسكرية، وكان يعاني سرطان الدم.

وكان الدوري، مع صدام حسين وطه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي المعتقل حاليا لدى الاميركيين، آخر من بقي على قيد الحياة من الحزبيين الذين قاموا بانقلاب 1968 الذي اوصل حزب البعث الى السلطة.

ولد عزة ابراهيم عام 1942 في مدينة الدور التي ينسب اليها قرب تكريت معقل صدام حسين في الشمال، ويعتبر بين القلة التي لم تطلها حملات التطهير الدورية التي كان النظام السابق يقوم بها بين كبار القادة والحزبيين.

لم يكن الرجل، بشاربه الاشقر المميز وبالحدية، كما يراه الكثير من المحللين، من ذوي الطموحات الكبيرة، ولعل ذلك هو الذي ضمن له مكانا مميزا مع صدام حسين، اضافة الى ان الرئيس السابق كان يوكل اليه اعمالا لا يريد ان تنسب الى الرئيس نفسه وان لم يتنصل منها. وكان قريبا من الاصولية السنية التي اقام معها علاقات طيبة في ظل النظام السابق وكان احد كبار ممولي المؤسسات الدينية السنية، ويعتبر انه كان وراء «التحول الديني» الذي طرأ على صدام حسين بعد 1991.

كما كان المبعوث الشخصي وممثل العراق في كل المؤتمرات الاسلامية والعربية طوال حقبة التسعينات وحتى سقوط النظام لان صدام حسين لم يغادر البلاد بعد حرب الخليج الثانية.

وقد برز في هذه المؤتمرات بتصريحاته المتسرعة والمتهورة حيث لم يكن يتورع عن استخدام اقذع الالفاظ في ما يكيله من شتائم لخصومه. واشتهر عزة ابراهيم بانه يملك القدرة على الابتسام.. وايضا على البطش بدون رحمة.

وخلال القمة الاسلامية التي عقدت في الدوحة 2003 لم يتردد في التوجه بالشتيمة الى رئيس الوفد الكويتي الشيخ محمد الصباح. وقبل ذلك في قمة بيروت عام 2002 سعى عزة ابراهيم الى كسر العزلة المحيطة بالعراق عندما قام بمصافحة وزير كويتي. وهو نفسه الذي استقبل عام 2002 في بغداد المعارضين العراقيين في المنفى واعدا بالصفح عنهم جميعا، وهو امر كان يتناقض تماما مع طبيعته الميالة الى البطش.

عام 1988 كان عزة ابراهيم احد اعضاء اللجنة التي اوكل اليها امر الشمال الكردي عندما استخدمت الاسلحة الكيميائية ضد الاكراد في حلبجة واوقعت اكثر من خمسة الاف قتيل. ولم يكن يداري ابدا مشاعره حيال الاكراد حتى في اوج الازمة 1991 عندما حذر الاكراد قائلا «اذا نسيتم حلبجة فاننا مستعدون لتكرارها».

بعد تحرير الكويت نهاية فبراير (شباط) 1991 تولى الاشراف على المحاكم التي اوكل اليها قمع الانتفاضة الشيعية في منطقة العمارة في جنوب العراق. وفي عام 1998 نجا من محاولة اغتيال في مدينة كربلاء. وفي عام 1999 وفيما كان يخضع للعلاج من سرطان الدم في فيينا صدرت مذكرة توقيف بحقه استطاع تفاديها في اللحظة الاخيرة.

وبعد سقوط النظام في 9 ابريل (نيسان) 2003 لاحقه الاميركيون واعتقلوا احدى زوجاته الاربع في مدينة سامراء، كما اعتقلوا احدى بناته.