كاظم الساهر: شاعر «أنا وليلى » سرق أربعة مرات لأنه فقير

الفنان العراقي يهاجم أصحاب الأعمال الهابطة ويتحدث عن «الطقطوقة»

TT

بعد أتهام الفنان العراقي كاظم الساهر من أحد المخرجين بسرقة قصيدة «انا وليلى» ونسبها الى الشاعر المرواني، التقت «الشرق الأوسط» الفنان كاظم الساهر في دبي، وقال في حديث خاص: إن الشخص المدعي ـ يقصد المخرج السويدي الجنسية العراقي الأصل وليد خالد الشطري ـ معروف من قبل الناس جميعا، ولا أريد الدخول في تفاصيل عنه، ولو كان لديه أدلة واقعية على ما يقول فلم يتجنى على المطرب، فما علاقتي أنا بالمسألة برمتها. وأضاف، لقد أخذت كلمات «أنا وليلى» من الشاعر حسن المر واني الذي أستطيع وصفه بالشاعر «المسكين». ويكمل الساهر بمرارة «إلى الآن جاءني أربعة أشخاص يدعون أن كلمات «أنا وليلى» لهم في الأصل».

وتابع «عندما قرأت كلمات «أنا وليلى» ظللت أبحث عن الشاعر خمس سنوات، والقصة هذه يعرفها الجميع، وعندما نشرت نداء وإعلان لمعرفة مؤلف تلك القصيدة، وجدت كاتب كلمات «أنا وليلى» رجل فقير مسكين، وهو أستاذ لغة عربية يدرس في إحدى المناطق النائية ببغداد، فعندما جاءني جلب لي القصيدة كاملة 35 بيت شعر، وكل من يدعي أن هذه قصيدته فليجلب لي بيتان أو أربعة أبيات من القصيدة، فلما جاء حسن المرواني إلى الأستوديو وبدأت بتلحين القصيدة بدأ بالبكاء، وقال لي أنا لست شاعرا، لأنني كتبتها تعبيرا عن حالة إنسانية مررت بها أيام الدراسة الجامعية، لقد أعدت لي الذكريات. وقد كتبها في السبعينات، وألقاها في الجامعة، واشتهرت بصوته، فبعد أن نجحت الأغنية بثماني سنوات تذكر أن هذه الكلمات لأبيه.

ويواصل الساهر بقوله: المثير في الأمر، لم هذه الأغنية بالذات ظهر لها أربعة أو خمسة شعراء، وأنا أعتقد لأن الشاعر فقير جدا، وهو رجل بسيط ومسكين، وقبل سنتين ذهب إلى ليبيا ليدرس مادة اللغة العربية، وقد رجع الآن، وأعتقد أنه في بغداد، خلاصة الأمر أن «المر واني» حورب بضراوة، وفي النهاية المسألة لا تتعلق بي، ولو أن المشكلة تتعلق بالشاعر فلم يلقون بتهمهم على المطرب.

وعن الراحل نزار قباني واحتفاظه بقصائد له وحقوقه الادبية، قال الساهر «ليس لدي قصائد كثيرة لنزار قباني، وما لدي قليل جدا، ويجب التحلي ببعض الاحترام في مسألة الحقوق الادبية، فرغم علاقتي القوية بالراحل، إلا أنه من سابع المستحيلات أن أمسك بقصيدة وأنزلها في ألبومي دون الإستئذان من ابنه عمر أو ابنته زينب أو ابنته مدام إتباع قباني، فأنا أستشير الثلاثة حتى أستطيع تقديم القصيدة ضمن الألبوم، وإذا ما رفضوا يوما ذلك فلن أقوم بذلك احتراما له، وكذلك احتراما لوجود عائلته الكريمة.

ويواصل حديثه عن الجانب الانساني لنزار، بقوله «كانت قصيدة الحب المستحيل، وبالمناسبة فقد كتبها لي وهو في لندن، كان رجلا رائعا جدا، وكان يعتبرني الأبن الروحي له، وكان يذكرني في غيبتي بكل خير ويتكلم عني بصورة رائعة، كان صعبا جدا وطيبا في نفس الوقت كالطفل تماما، وعندما كان يتكلم كنت أتمنى أن أمسك العود فورا وألحن كلماته، وحتى حواره معي كان شعريا». وعن فكرته في تقديم قصائد من كلمات امرأة أكد الساهر انه يمتلك قصائد للشاعرة سهام شعشع، وقال «لو حالفني الحظ أن أضع موسيقى تليق بهذا الكلام وبمستوى جمهوري، سأبدئها على الفور، لكن إلى حد الآن لا أستطيع الإعلان عن أية تفاصيل». وبعد أن عرف على كاظم الساهر عدم استقراره في وطن واحد يتنقل من مكان الى آخر رد بقوله «وطني هو الوطن العربي كله من المحيط إلى الخليج، وقد خرجت من العراق بإرادتي ولم أخرج مجبرا كما يتغرب أي مواطن عربي، وهناك كثير من العرب مغتربون، من حق أي إنسان أن يعيش في أي بلد يختاره، وكنت أختار البلدان التي تشهد تجمعا فنيا وتتركز فيها الاستديوهات والموسيقيين، فذهبت إلى القاهرة وباريس ومنها إلى العديد من الدول العربية.

وعن دخوله عالم التمثيل قال «كان لي تجربة في مسلسل «المسافر» بالعراق مع كوكبة رائعة من الممثلين العراقيين، وبعد هذه التجربة وجدت نفسي في عالم الموسيقى والغناء أكثر من أي شيء آخر. وقد جاءني عرض من هوليوود، إضافة إلى العديد من العروض المغرية لكنها لم تتوافق مع شخصيتي.

وكشف الساهر لـ«الشرق الأوسط» عن أول قصيدة لحنها وغناها بالفصحى، حيث قال «أول قصيدة كان عمري 12 سنة عندما قمت بتلحينها، وكانت باللغة العربية الفصحى، وكان اسمها «أين أنت يا حياتي» أخذتها من مجلة ولم أعرف اسم شاعرها إلى الآن، وفي أكثر من لقاء أوجه له رسالة لو كان يسمعني».

ونصح الفنان العراقي من يقدمون أعمالا هابطة قائلا «يجب على الفنانين الملتزمين الموجودين على الساحة ألا يحبطوا من هذه الظاهرة بل على العكس، يكون ذلك دافعا لهم نحو مزيد من الجهد والمثابرة، والتقييم في النهاية هو بين الغث والثمين، والحكم متروك للجمهور. وعن الالبومه الأخير، قال «الألبوم الجديد كنت سعيد به للغاية، وقد حوى أعمالا مختلفة للغاية كأغنية البنية، وأغنية الصغير، حيث كانا على لون الطقطوقة، وهو لون غنائي قديم جدا، كنا نسمعه من فيروز وناظم الغزالي وسيد درويش، كنت سعيد كذلك بأغنية «انتهى المشوار» سأقوم بتصوريها قريبا في أوروبا.