انتهت نيابة محكمة أمن الدولة الاردنية من التحقيق في قضية تفجيرات فنادق عمان التي تورط فيها كل من الانتحارية العراقية ساجدة الريشاوي ، 35 عاماً، و7 متهمين آخرين يرأسهم زعيم تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» أحمد فضيل نزال الخلايلة (ابو مصعب الزرقاوي)، اضافة الى 3 متوفين من الجنسية العراقية بينهم علي حسين علي الشمري زوج ساجدة. ويواجه اعضاء المجموعة الارهابية التي تمكنت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من تنفيذ 3 عمليات ارهابية استهدفت 3 فنادق في العاصمة عمان، تهمتي المؤامرة بقصد القيام بأعمال ارهابية أفضت الى موت أشخاص وحيازة مواد مفرقعة من دون ترخيص قانوني بقصد استخدامها على وجه غير مشروع. وحسب لائحة الاتهام التي حصلت «الشرق الاوسط» على نسخة منها، فان المتهمين جميعاً ينتمون الى تنظيم القاعدة الذي استهدف أمن الاردن ونفذ عدة محاولات لهذه الغاية بينها الاعتداء على دائرة المخابرات العامة وإطلاق صواريخ في ميناء العقبة؛ وهي محاولات باءت جميعها بالفشل. وكشفت اللائحة انه أثناء وجود ساجدة الريشاوي في العراق زارها ابن عمها نهاد في 4/11/2005 بعد ان علم من شقيقها ياسر عن رغبتها في تنفيذ عملية انتحارية وعرض عليها الزواج من علي الشمري لغايات تنفيذ عملية انتحارية مشتركة، حيث وافقت وزودته بصورة شخصية لها ثم قام باصطحابها الى منـزل شخص يدعى ابو عمر الذي قام بتحرير عقد زواج بين ساجدة وعلي. بعد ذلك قام الزرقاوي ونهاد الريشاوي بارسال ساجدة وعلي الشمري وشخصين آخرين هما صفاء ورواد الى الاردن بقصد تنفيذ اعمال انتحارية.
واشارت اللائحة الى ان ساجدة وافقت على الاشتراك مع علي حسين في تنفيذ عملية، وقبل وصولهما المنطقة الحدودية اطلع علي الشمري ساجدة على جواز سفر عائد له وكان يحمل صورة ساجدة وباسم (ساجدة عبد القادر لطيف) في الصفحة المخصصة للزوجة، كما اطلعها أيضاً على تقرير طبي يفيد بأنها تعاني من العقم وطلب منها في حال سؤالها من قبل رجال الأمن الاردني في المركز الحدودي عن سبب زيارتها الى الاردن ان تبلغ رجال الأمن أنها قد حضرت برفقة زوجها لغايات العلاج من العقم. وأشارت اللائحة الى ان علي الشمري عرض ساجدة مرافقته الى فندق (راديسون ساس) ودربها على كيفية سحب حلقات التفجير المثبتة على يديها والضغط على زر التفجير. وفي حوالي الساعة الثامنة والنصف مساء وصل علي وساجدة الى الفندق وشاهدا حفلة زفاف في صالته، وتمكن علي من الدخول وسط المحتفلين وتبعته ساجدة، وفي تلك الاثناء قام علي بتفجير الحزام الناسف في حين أقدمت ساجدة على سحب مفاتيح التفجير المثبتة على يديها وقامت بالضغط على زر التفجير إلا ان حزامها لم ينفجر، فغادرت الفندق وتوجهت الى مدينة السلط وهناك قامت بإخفاء الحزام الناسف الذي كانت ترتديه داخل الغرفة التي أقامت بها. وبعد تنفيذ تلك العملية الانتحارية بادر ابو مصعب الزرقاوي الى تبنيها وإعلان مسؤولية التنظيم عنها من خلال احد المواقع التابعة له على شبكة الإنترنت. واستهدفت العملية الارهابية 3 فنادق ( دايز إن، راديسون ساس، وحياة عمان) وأسفرت عن مقتل 60 شخصاً بينهم أطفال وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح. وبالإضافة الى ساجدة الريشاوي وجهت التهمة في المسؤولية عن تلك العملية الى الفارين عثمان اسماعيل فهد الدليمي (عراقي الجنسية)، وهيام خالد علي حسن (عراقية الجنسية)، ومازن محمد فريد جميل شحادة (أردني الجنسية)، ووليد خالد علي حسن (عراقي الجنسية)، ونهاد فواز عتروس الريشاوي (عراقي الجنسية) وكريم جاسم محمد الفهداوي (عراقي الجنسية)، وكذلك الزرقاوي. الى ذلك، أصدرت محكمة أمن الدولة الاردنية أمس احكاماً بحق مجموعة عملت على تجنيد عناصر أردنية للالتحاق بالمقاتلين في العراق، بينهم رائد منصور البنا الذي نفذ عملية الحلة العام الماضي والتي قتل فيها اكثر من 100 مدني عراقي. وحكمت المحكمة بالأشغال الشاقة المؤقتة لمدة 4 سنوات على كل من زيد الحوراني وخالد سرقوش بعد تخفيض العقوبة التقديرية ولإعطاء المتهمين جميعاً فرصة لإصلاح انفسهم. كما حكمت على يلدار عبد الله بالاشغال الشاقة 3 سنوات بعد تخفيضها من 5 سنوات، وعلى أشرف بشقوي سنة و8 أشهر بعد تخفيضها من 3 سنوات و4 أشهر، وعلى كل من حسن آغا ومراد عبد المحسن وعبد الرحمن الزاهري الاشغال الشاقة لمدة 3 سنوات بعد تخفيضها من 5 سنوات.