10 كاتبات عربيات بترجمة سويدية

TT

صدرت في استوكهولم ترجمة سويدية لعشر كاتبات من مختلف انحاء الوطن العربي قدمها الباحث والمترجم هنري دياب، وتأتي ضمن فكرة التبادل الثقافي بين الثقافتين العربية والسويدية بعد عدة ترجمات عن الادب العربي، ليس آخرها روايات وقصص الكاتب اللبناني إلياس الخوري التي اعدتها شيرستين إكسل، استاذة الادب العربي في جامعتي استوكهولم وكوبنهاجن، ورئيسة تحرير مجلة «نقد» للدول الاسكندنافية: السويد، الدنمارك، النرويج. وسبق لها أن ترجمت جزءين من ثلاثية نجيب محفوظ، واعدت دراسة مقارنة لطرفة بن العبد. وفي هذا الكتاب لها مقدمة تحلل فيها باشارات سريعة محتوى وتوجه كل قصة من هذه القصص، وتحيل هذا النتاج كاضافة الى «بريد نجيب محفوظ وجماليته الادبية».

عمل هنري دياب عاماً كاملا على اختيار، ومن ثمة ترجمة الكتاب بالتعاون مع شيرستين يوهانسون وماريتا بروس، وفي نيته ابراز الكتابة النسائية وتمثيلها في القصة والرواية العربية، باعتبارها كتابة متميزة في بحثها واساليبها، على مساحة تحاول تمثيل الجغرافية الابداعية. ومرحلة الحداثة في التسعينات (باستثناء قصة سميرة عزام).

الكاتبات المترجمات الى السويدية هن: رضوى عاشور وسلوى بكر من مصر، وإملي نصر الله وحنان الشيخ من لبنان، سميرة عزام وهالة الناشف من فلسطين، هيام المفلح من السعودية، ليلى العثمان من الكويت، نافلة ذهب من تونس، وبثينة الناصري من العراق.

وعنوان الكتاب مأخوذ من قصة ليلى العثمان «رائحة الجسد.. رائعة الرماد» ضمن مجموعتها القصصية المعنونة «يحدث كل ليلة»، بل من آخر جملة من هذه القصة: «اتنفس رائحتي شهية كالنعاع». (في الترجمة السويدية عنوان الكتاب هو عطر من النعناع) والكتاب صادر باللغتين، حيث احتوى على النصوص العربية وترجمتها السويدية (120صفحة للنصوص و87 صفحة للترجمة) من خلال نشر مشترك بين دار الكتاب (السويد) والمؤسسة العربية للدراسات. وتلاحظ الناقدة إكسل في مقدمتها ملاحظة طريفة هي ان كل الشخصيات الرئيسية في هذه القصص نساء، باستثناء قصة بثينة الناصري، وهي الوحيدة التي شخصيتها الرئيسية رجل، حيث تتناول مشكلة هجرة شاب عراقي الى اوروبا. وربما ان لهذه الاشارة دلالة في سياق قراءة النصوص التي كتبتها نساء وقدمت صورة لصراع المرأة ومشكلاتها الاجتماعية، ثم تأكيد وجودها كمبدعة وسط تيار الحداثة في القصة العربية. فمن مشكلة سلطة الرجل التي تقرنها سلوى بكر بذكاء بصورة الأب العسكري في قصتها «الليل يليق بالعسكري»، الى الخلفية التربوية لنظرة المرأة الى الرجل في قصة «ليلى والذئب»، الى تمرد ليلى العثمان، ثم تنافر النظرة الاجتماعية في السرد الجميل لرضوى عاشور في قصتها «رأيت النخل»، الى تأثير النظرة الدينية في صياغة الشخصية في قصة حنان الشيخ «صريف اقلام الملائكة» وفي خلط بين الواقع التربوي والخرافة.