ناقلات النفط العملاقة أوائل العام المقبل .. وخطوط الأنابيب تؤثر علينا سلبا

رئيس هيئة قناة السويس لـ الشرق الاوسط : سنجذب

TT

أكد أحمد فاضل رئيس هيئة قناة السويس، أن المجرى الملاحي للقناة سيكون قادرا أوائل العام المقبل على استيعاب الناقلات العملاقة، التي تزيد حمولتها على 220 الف طن بعد الانتهاء من المرحلة الحالية لتعميق غاطس القناة للوصول إلى غاطس 66 قدما بدلا من 62 قدما حاليا، بتكلفة مليار و200 مليون جنيه (206.4 مليون دولار).

وقال فاضل في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «بعد الانتهاء من المرحلة الحالية لتعميق الغاطس، ستكون لدى قناة السويس القدرة على اجتذاب نحو 64% من سفن الأسطول العالمي لناقلات النفط بكامل حمولتها، بدلا من60 % حاليا.

وقال رئيس قناة السويس إن حركة شحن النفط عبر قناة السويس في تزايد مستمر. وأضاف أن خطوط أنابيب النفط الحالية خاصة الموجودة بالمنطقة العربية ستمثل منافسا قويا لقناة السويس وعلى حجم تجارة النفط المارة، بها إذا عملت بكامل طاقتها.

وقال إن هناك خمسة خطوط حالية بالمنطقة تنافس قناة السويس، تصل طاقتها إلى نحو 362.5 مليون طن سنويا ولكن معظمها معطل، ولا يعمل بكامل طاقته.

وأضاف: بعض هذه الخطوط متوقف نتيجة التوترات السياسية بالمنطقة، والبعض الآخر لا يعمل بكامل طاقته، وانه في حالة القيام بأعمال الصيانة الكاملة لهذه الخطوط، وإعادة تشغليها، فإن حجم تأثيرها على قناة السويس سيكون كبيرا. واوضح أن الخطوط التى تنافس قناة السويس هى أنابيب سوميد وخط أنابيب العراق ـ تركيا، وخط إسرائيل (بين إيلات) ـ عسقلان الذي يبلغ طوله 254 كيلومترا. وقد أنشئ الخط منذ نحو 30 عاما، وكان يستخدم في نقل البترول من البحر الأحمر إلى المتوسط، ويستخدم حاليا لنقل البترول داخل إسرائيل، وخط أنابيب العراق ـ سوريا، وخط أنابيب العراق ـ لبنان، وخط أنابيب السعودية ـ لبنان.

وأضاف أن تشغيل أي خط أنابيب في هذه المنطقة، سيؤثر بشكل كبير على كميات النفط المنقولة، خاصة أن نقل النفط عبر خطوط الأنابيب يكون ارخص بكثير من النقل البحري.

وتابع أن عدد ناقلات النفط المارة بقناة السويس خلال العام الماضي قد حقق ارتفاعا بلغ 9.5% في عدد السفن و4.1% في الحمولات حيث بلغ إجمالي عدد الناقلات المارة نحو 3568 ناقلة حمولتها 147.785 مليون طن. وتعتبر ناقلات النفط العميل الثالث بالنسبة للسفن المارة بقناة السويس، حيث تأتي سفن الحاويات في المرتبة الأولى، ثم سفن البضائع الصب في المرتبة الثانية. وأضاف فاضل أن ناقلات النفط تمثل نحو 619.6% من اعداد السفن المارة بقناة السويس فيما تمثل حمولتها 22% من اجمالي الحمولات المارة بقناة السويس. وقال إن أعمال تطوير المجرى الملاحي الحالية، لا تستهدف سفن الحاويات، حيث إن قناة السويس بعمقها الحالي قادرة على استقبال جميع سفن الأسطول العالمي لسفن الحاويات التي تبنى حاليا والتي ستبنى في القرن المقبل.

وتابع أن الناقلات العملاقة التي تزيد حمولتها عن 220، يمكنها عبور قناة السويس بعد تفريغ جزء من حمولتها في خط أنابيب سوميد فيما ستعبر كميات اخرى مباشرة عبر خط أنابيب سوميد، الذي تصل طاقته السنوية إلى 120 مليون طن.

وينقل خط أنابيب «سوميد» كميات من النفط العربي المتجه لأوروبا والولايات المتحدة، حيث تقوم ناقلات النفط العملاقة التي لا تستطيع عبور قناة السويس بكامل حمولتها لزيادة غاطسها عن غاطس القناة، بتخفيف جزء من حمولتها في العين السخنة على البحر الأحمر، لينقل عبر خط الأنابيب إلى مرفأ «سيدي كرير» على البحر المتوسط، حيث يجرى شحنه مرة أخرى إلى الناقلة.

وحول أسباب تراجع مكانة ناقلات البترول من العميل رقم واحد لقناة السويس، قبل غلق القناة في الستينات إلى المركز الثالث بعد الحاويات وسفن الصب، قال إن كميات البترول الخليجي المتجه لأوروبا خلال العقدين الأخيرين، انخفضت من متوسط 400 مليون طن سنوياً إلى 130 مليون طن سنوياً، مشيراً إلى عدم تأثر دخل القناة من ذلك، وان انخفاض الطلب الاوروبي على بترول الخليج العربي، يرجع لتعدد البدائل من بترول بحرالشمال وقزوين ومنطقة البحر الأسود، مع الإشارة الى تزايد الطلب الآسيوي على نفط الخليج. واشار فاضل الى أن البترول الخليجي يتزايد الطلب عليه في منطقة شرق وجنوب شرق آسيا، خاصة مع زيادة التطور الصناعي والتكنولوجي في المنطقة.