ندوة بحثية حول «السكينة والرحمة بين الزوجين»

TT

اكد الدكتور عبد القادر الشيخلي استاذ القانون في جامعة اليرموك في الندوة البحثية التي نظمتها اخيرا جمعية العفاف الخيرية تحت عنوان «السكينة والرحمة بين الزوجين» بمشاركة اكثر من عشرين باحثا واخصائيا ومهتما بهذا المجال على ان الاسرة هي محور التنظيم الاجتماعي في الاسلام وابدع خلية ابتكرها العقل الانساني الرشيد لانها قائمة على فضائل اخلاقية متنوعة ابرزها فضيلة الايثار ولهذا فإن الاسرة هي الوسيلة الاكثر فعالية في عمران الارض بالذرية الصالحة مشيرا الى ضرورة تزويد الاسرة بجهاز مناعة يقيها من الجراثيم الموجهة اليها ليل نهار عبر اجهزة اعلام مرئية او مسموعة يتدفق بعضها عبر الاقمار الصناعية وتعزيز جهاز المناعة وفق المنهج العلمي وليس وفق المواعظ الجوفاء والارشادات الانفعالية والنصح المتخلف فكرا ومنهجا «وان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم» اي ان هذا النصر يتحقق بالاخلاص والتضحية قولا وعملا.

واشتملت خطة الدراسة التي جاءت بها ورقة الدكتور الشيخلي التي استعرضها في الندوة على تعريفات لماهية السكينة والمودة ومفهوم الرحمة والرجل الصالح والمرأة الصالحة وخصص المبحث الاول على دراسته لقواعد العلاقات الاسرية والذي تكون من ثلاثة فروع الاول في قواعد المعاشرة الزوجية وتشتمل الحقوق والواجبات المشتركة وحقوق الزوج وواجباته وحقوق الزوجة وواجباتها والفرع الثاني في قواعد ادارة الاسرة وتشمل التخطيط والتنظيم والرقابة والاشراف.

والثالث فقد جاء موضوعه في قواعد تنظيم الموارد المالية المتاحة.

اما المبحث الثاني الذي استعرضه الدكتور الشيخلي في دراسة خلال الندوة البحثية فهو حول قواعد العلاقات الاجتماعية ويتكون ايضا من ثلاثة فروع، الفرع الاول حول العلاقات مع الاهل والثاني حول العلاقات مع الجار والنوع الثالث حول العلاقات مع الغرباء.

وقال الدكتور الشيخلي في الندوة انه عندما تنزل السكينة والرحمة والمودة من الله عز وجل على الزوجين المؤمنين فالواجب المشترك الذي يقتضي القيام به من كل منهما هو المحافظة على نعيم الله تعالى ولعل هذه من ابدع النعم النفسية التي يغدقها الرحمن الرحيم على عباده المتقين ثم يقتضي منهما والعمل على تنميتها بالايمان والاخلاص واداء الفروض في اوقاتها والعيش في مجتمع ايماني متكامل موضحا انه لا يكفي للمرء ان يؤمن لسانا او قولا وانما ان يطبق قواعد هذا الايمان على نفسه وعلى غيره تعاملا بالمعروف وانتهاجا للمروءة.

فإذا احسنت النوابا وعمرت القلوب بنور الاسلام فالحياة الاجتماعية تكون سعيدة بإذن الله تعالى.

كما اوضح الشيخلي الى ان الغيرة حق مشترك للزوجين وهي دليل تعلق احدهما بالاخر ودليل الاعتزاز بالشرف والزوج الذي لا يغار على زوجته فهو بذلك يتصرف تصرف الاجنبي ازاء اجنبي آخر كذلك فإن العلاقات القائمة على السكينة والمودة والرحمة بين الزوجين تقتضي حرص طرف على الآخر واهتمام كل منهما بالآخر ولهذا فإن الغيرة شعور الحريص على ما يحرص عليه.

واستشهد الدكتور الشيخلي بالعديد من الآيات القرآنية الكريمة في معرض حديثه حول ورقة عمله المقدمة في الندوة البحثية ومنها قوله تعالى «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون» وقوله تعالى «ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين».

ومن جهة اخرى ركز المشاركون في الندوة على ضرورة التصدي للمخططات التي تسعى لهدم الاسرة المسلمة فاستعرض الدكتور عبد السلام الزميلي باحث اسلامي ما تعانيه الاسرة في الغرب عموما وفي الولايات المتحدة على وجه الخصوص ودلائل الانحلال الخلقي والانهيار المشين للمجتمع برمته هناك.

ودعت المحامية نائلة الرشدان عضو مجلس الاعيان الاردني سابقا اهمية ان تكون المبادرة بايدينا تجاه جميع المواضيع التي تهم الاسرة وليس ان ننتظر من اعدائنا المتربصين ان يطلقوا صيحاتهم التي يسعون من خلفها لتدمير المجتمع.

كما قال الشيخ سامر القبج قاضي شرعي ان الابتعاد عن تطبيق شريعة الله واحكامه في جميع مناحي الحياة يؤدي الى زيادة المشاكل تفاقما.