نفت الحكومة اليمنية بشدة وجود 50 حالة اختفاء في اليمن على ذمة الحرب على الإرهاب في أوساط المتهمين بالانتماء لتنظيم «القاعدة» المحظور أو التحفظ عليهم لدى أجهزة الأمن من دون إعلان ذلك. وقال مصدر في رئاسة الوزراء اليمنية لـ«الشرق الأوسط» لا توجد «لدينا أية قائمة يمكن تصنيفها ضمن المعايير الدولية المعتمدة» وإن المعتقلين على ذمة الحرب على الإرهاب «معروفون ومعلنة أسماؤهم في مناطق الحجز الرسمية وهم في أيد أمينة والتواصل معهم مؤمن لأسرهم».
ولم يستبعد المصدر الذي رفض ذكر اسمه أن يكون من يتم الحديث عن أنهم مختفون موجودين حاليا في مناطق الصراع في العراق وأفغانستان لقتال القوات الأجنبية. وفي الوقت الذي تتحدث تقارير عن سفر اصوليين يمنيين إلى العراق قال المصدر إن «اليمن كدولة تؤمن الحرية للأفراد في أن يتنقلوا حيث شاءوا محملين بعقائدهم وأهدافهم ومن دون أحيانا أن يخطروا أسرهم بسفرهم، وهذا أمر لا تترتب عليه أية مسؤولية على الدولة التي لا تمنع مغادرة احد للبلاد».
وأشار إلى أن «كل من يثبت تورطه في أعمال إرهابية نقدمه إلى المحاكمة، نحن لا نتعامل بعقلية بوليسية تقوم على التحرز السري للمحتجزين سواء كانوا من القاعدة أو غير القاعدة».
وأضاف المصدر: «الحكومة اليمنية غير معنية بالتفتيش عن نيات وضمائر الأفراد وهي تتعامل مع نصوص قانونية تؤمن حقوقهم في الانتقال إلى أي مكان في العالم طالما لديهم وثائق رسمية»، لكنه أكد في الوقت ذاته أن الحكومة اليمنية «تبذل جهدا في مكافحة الإرهاب وتمنع انتشاره على مستوى المنطقة والعالم وتمنع العديد من المنخرطين في التنظيمات الإرهابية من الالتحاق بساحات الصراعات التي تجتذبهم، لكن أية حكومة في العالم لا تستطيع أن تمنع العناصر من التسلل إلى مناطق الصراعات وبالتالي لا نقبل القول إن أولئك الأشخاص مختفون».
وقال المصدر الحكومي اليمني المسؤول في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة لا تمتلك أرقاما معينة حول أعداد المقاتلين اليمنيين في العراق وأفغانستان، لكنه أكد أن «اليمنيين في أدنى قائمة المنخرطين من الدول العربية باعتراف العديد من التقارير الدولية التي تتحدث عن الأجانب الذين يقاتلون في العراق»، وأضاف «لقد انكمش دور اليمنيين لان الدولة اليمنية تحاول تأهيلهم واستيعابهم وتقديمهم للإسهام في التجربة الوطنية».
وتأتي تصريحات المسؤول اليمني ردا على ما كشفت عنه منظمة «هود» اليمنية من معلومات عن وجود 50 حالة اختفاء على ذمة الحرب على الإرهاب، ونشرتها «الشرق الأوسط» في إطار تحقيق عن الاختفاء السياسي في اليمن في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.