نسرين طافش: لدي مفهوم خاص للإغراء أقبل به أحيانا

قالت انها رفضت المشاركة في مسلسل سعودي لأن ظروف العمل لم تناسبها

TT

نسرين طافش لفتت انتباه المنتجين والمخرجين السورية، وأصبحت واحدة من اصحاب المشاركات العدة في الدراما السورية. رغم صغر سنها الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين.

وفي هذا الموسم كرست مشاركتها في العديد من الادوار من خلال دورها في مسلسلات «دعاة على ابواب جهنم» و«الانتظار» و«أحقاد مخفيه» و«صدى الروح» وغيرها من الأعمال المهمة التي تشارك بها حيث باتت تقلد ادوار البطولة، بل ويسند ما تعتذر عنه لنجمات شهيرات فقد اعتذرت عن دور العباسة في «أبناء الرشيد» ليسند من بعدها للنجمة نورمان أسعد. ونسرين طافش مثلت منذ أن كانت طالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق حينما تقلدت أول دور لها في عالم الفن وكان بطولة مسلسل «ربيع قرطبة» ثم بعد ذلك توالت نجاحاتها في مسلسلات «هولاكو» و«أحلام كبيرة» و«رجال تحت الطربوش» و«التغريبة الفلسطينية» و«السيرة الهلالية» وغيرها وتعد هذه من أهم الأعمال التي قدمتها الدراما السورية خلال الخمس سنوات الماضية.«الشرق الأوسط» التقتها بدمشق في حوار واليكم ما جاء فيه:

* لوحظ بأنك منذ البداية انطلقت مع المخرج حاتم علي، فهل يعتبر هو من اكتشف موهبتك الفنية؟

ـ عندما كنت طالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية تم البحث عن فتاة تجسد دور البطولة في مسلسل «ربيع قرطبة» مع نخبة من النجوم السوريين والعرب وبعد عملية بحث وقع الاختيار عليَّ لأشارك في العمل بدور يمثل البطولة المطلقة. الحمد لله كنت على قدر الثقة ونجحت بدوري خاصة أن المسلسل نجح ولفت أنظار المشاهدين، لا شك بأن بدايتي الحقيقية كانت من خلا أعماله. وبعد ذلك شاركت معه في عدة مسلسلات «كالتغريبة الفلسطينية» و«أحلام كبيرة» والحمد لله حققت تقدماً مهماً في فترة قصيرة.

* ألم تجدي صعوبة في أداء أدوارك التاريخية أمام فنانين كبار أمثال جمال سليمان ومحمد مفتاح وغيرهم من النجوم العرب؟

ـ الحقيقة كانت لي ثقة كبيرة بنفسي وبطبعي أعشق اللغة الفصحى ومع التدريب تجاوزت كل العقبات التي كانت تعترضني أعترف أن العمل التاريخي له مصاعبه اللغوية والدرامية وظروف التصوير فيه تتم في أجواء صعبة وأحياناً تكون في الصحارى تحت الشمس الحارقة حيث نرتدي الملابس الخشنة الثقيلة فيشعر أحدنا بالتعب وشدة الحر، وأحياناً يتم التصوير تحت الأمطار وفي أجواء باردة ويحتاج الممثل لإجادة ركوب الخيل وللصبر لتحمل مشاق العمل. ولكنني مع كل هذا أحببت العمل في المجال التاريخي وأشعر بالمتعة حينما أؤدي الدور وأنجح به.

* في العام الماضي لم نشاهدك ضمن مجموعة مسلسل «ملوك الطوائف» فلماذا رفضت الدور؟

ـ أعوذ بالله.. من يرفض دوراً في مسلسل مثل «ملوك الطوائف» وقد صنف من أهم الأعمال التي قدمت الموسم الماضي. ما جرى أنني كنت مرتبطة بعمل آخر وهذا منعني من المشاركة في هذا العمل صدقني أنني حزنت كثيراً لعدم مشاركتي فيه.

* كونك من أصل فلسطيني فهل كنت سعيدة بمشاركتك في مسلسل «التغريبة الفلسطينية»؟

ـ بالتأكيد العمل جسد تاريخ الآباء والأجداد ومعاناتهم مع المحتل. العمل حقق نجاحاً كبيراً لعدة ظروف فقد كتب بطريقة جيدة وشارك به عدد من نجوم الدراما في سورية والأردن وكان للعمل مخرج مهم هو الأستاذ حاتم علي فالمسلسل توفرت له كل عناصر النجاح. وكانت مشاركتي في التغريبة أقل ما يمكن أن أقدمه لبلدي فلسطين.

* هل أنت مع الرأي القائل بأن الدراما السورية بدأت تتراجع في نجاحاتها؟

ـ لا يمكننا أن نعمم على كل الأعمال هناك أعمال توقع لها النجاح وفشلت والعكس صحيح عموماً الدراما السورية لا زالت متقدمة ومتفوقة حتى أن القائمين على الدراما المصرية بدأوا يناقشون أسباب تقدم الدراما السورية، الدراما السورية بخير وهي قائمة على أسس متينة ومن يريد التأكد من تفوقها فليتابع حجم عرض الأعمال السورية على الفضائيات العربية. وهنا اؤكد على ريادة الدراما المصرية حيث يسحرني كم النجوم الذين يشاركون بها ويبهرني اداء النجمة يسرا والنجم يحيى الفخراني.

* شاركت في مسلسل «رجال تحت الطربوش» مع المخرج هشام شربتجي ماذا قدمت لك التجربة؟

ـ عملي مع هذا المخرج متعة فهو مدرسة في الإخراج الكوميدي وهو مخرج خفيف الظل ولديه طريقة خاصة في إيصال التوجيهات لمن يعملون معه وبأسلوب نكتي مضحك، ودوري في مسلسل «رجال تحت الطربوش» حقق لي شعبية كبيرة خاصة أنني جسدت فيه دور فتاة عصرية شرسة استغلالية أحبت رجلاً مسناً، الدور كان سلبي لكن الناس أحبوني من خلاله.

* قام الفنان خالد تاجا في مسلسل «رجال تحت الطربوش» بضربك عدة مرات قيل لنا أن أحد الصفعات التي وجهها إلى وجهك كانت حقيقية فهل هذا صحيح؟

ـ تضحك.. ضربني بواقعية شديدة وكان دوري معه فتاة صغيرة يكبرها زوجها بـ35 سنة وكنت مشاكسة له فكان يضربني دائماً وطبعاً مشاهد الضرب هذه كانت تعاد أثناء التصوير عدة مرات حتى ننجح بها لأنني كنت حذرة وخائفة من أن يضربني حقيقة، وكنت قد سمعت من إحدى الزميلات أنه في أحد أعماله السابقة صفع إحدى الفنانات صفعة حقيقية فمن شدة تألم الفنانة من الصفعة أصابها صداع شديد وذهبت بعد التصوير.. الى طبيب لتصور رأسها شعاعياً. المهم هذا الخبر أرعبني فخفت أن يتقمص الفنان خالد تاجا حالة الدور ويصفعني بجد وحقيقة. خاصة أنه يمتلك يدا كبيرة. المهم أديت الدور وصفعني ومن شدة الصفعة تألمت لم أدر ما حدث لي بعدها لمدة نصف دقيقة أصابني دوار ولم أصدق ما جرى لي صدقني أن الحلقة التي كانت في اذني مزقتها وسقطت على الأرض. تضحك.. فأحياناً نضرب عن حقيقة في أعمالنا الدرامية.

* ما هو أصعب دور أديته حتى الآن؟

ـ أصعب دور أديته كان في ربيع قرطبة حينما كان يتوجب عليَّ أن أؤدي دور امرأة في الخمسين من عمرها. وكانت هذه التجربة هي الأولى لي، الفنيون قاموا بعمل الماكياج اللازم للدور وكان يتحتم أن أقوم بالدور، وأن أعطيه روح الشخصية الحقيقية ومع التكرار أديت الدور على الرغم من صعوبته.

* هناك العديد من المخرجين السوريين لم تعملي معهم فما السبب؟

ـ تقريباً عملت مع أهم المخرجين السوريين بدءاً من باسل الخطيب وحاتم علي وهشام شربتجي ومروان بركات ومحمد بدرخان وليث حجو وغيرهم وباعتبار قصر عمري الفني فإن تجربتي جيدة وربما تتاح الفرصة مستقبلاً للعمل مع الآخرين. ولكل مخرج من هؤلاء مدرسته الخاصة التي استفدت منها في أدائي الفني.

* لماذا لم نشاهدك في الأعمال الكوميدية مع أنك مرحة وتمتلكين روح النكتة في حياتك اليومية؟

ـ شاركت في مسلسل «بقعة ضوء» مع المخرج هشام شربتجي وكانت مشاركتي قصيرة. الظروف لم تتح لي المشاركة حتى الآن في أعمال أخرى وعندما يقدم لي عرض للمشاركة في عمل كوميدي مهم فسأشارك بكل سرور. وشاركت هذا العام أيضا في «رجل الأحلام» مع النجم ياسر العظمه.

* هل جاءتك عروض للعمل في أعمال عربية؟

ـ نعم جاءتني عروض للعمل في مسلسل سعودي ولم نتفق لأسباب كثيرة، كما أن ظروف العمل لم تناسبني.

* للآن لم تشاركي في أعمال سينمائية فما السبب؟

ـ شاركت في فيلم «أحلام منتصف الظهيرة» مع المخرج غسان عبد الله وهي تجربة متواضعة وكل المشاركين في الفيلم كانوا من بريطانيا سوى والمخرج وأنا، حالياً لدي عرض مهم من شركة هوليوود بردكشن عن قصة الفيلم يتحدث عن الملكة الشرقية «سميرا ميس» التي سأجسد دورها والفيلم تاريخي من إنتاج شركة بردايس ومن إخراج كارين كيفوركيان وللكاتبة ماريا بتروسيان.

* ما هو جديدك في الفترة الماضية؟

ـ لي عدة مشاركات أهمها مشاركة في مسلسل «أهل الغرام» مع المخرج ليث حجو وهو عمل رومانسي تقلدت فيه دور البطولة وتتحدث كل قصة فيه عن حالة حب جميله والعمل مع المخرج ليث حجو جميل والعمل نجح وأحبه الناس ويعرض على قناة «ام.بي.سي»، كما شاركت مع المخرج مروان بركات «أحقاد خفية» وهو عمل اجتماعي مهم يتحدث عن أمراض المجتمع.

* جمالك الشرقي هل كان مفتاح النجاح والشهرة لك؟

ـ الجمال ربما يفتح المجال للفنانة، لكنه لا يتيح لها الاستمرارية في العمل والنجاح، المهم في رأيي هو الموهبة فهي العامل الرئيسي في نجاح الفنان، لا أنكر أنني جميلة لكنني أيضاً درست الدراما ولدي الموهبة وكلها ساعدتني في عملي الفني.

* الإغراء بات ورقة للنجاح والشهرة عند الكثيرات من الفتيات فكيف تنظرين لهذه الظاهرة؟

ـ الإغراء عندنا نحن العرب يعني مشاهد الإثارة في الجسد والقبل الحارة، الإغراء في الأفلام الأجنبية موجود وموظف بطريقة ذكية، نحن لا نفقه حقيقة الإغراء ومتى يجب أن يكون، أنا أرفض الإغراء المبتذل ولدي مفهوم خاص للإغراء أقبل به أحياناً.

* ما هي أبرز الظواهر السيئة في الوسط الفني كما رأيتها؟

ـ الوسط الفني مليء بالظواهر الجيدة والسيئة ومن أبرز الظواهر السلبية انتشار الغيرة والحسد والإشاعات بين أفرادة خاصة بين الفنانات، وبالنسبة لي أحتفظ بعلاقات جيدة مع الجميع.

* تمتلكين صوتا جميلا وسمعنا عن نية لإصدار ألبوم غنائي لك فما صحة هذا الكلام؟

ـ نعم أمتلك موهبة الغناء وأحببت استثمار صوتي في مجال الغناء ومؤخراً قدم لي عرض من شركة كبرى في هذا المجال، وقد نتفق عليه قريباً، لدي خطة لتقديم شيء غير تقليدي وسأحاول تقديم فن طربي أصيل بأسلوب الفيديو كليب الحديث.

* ما هي قصة تهمة الإرهاب التي تعرضت لها في أحد المطارات العربية؟

ـ أثناء سفري لتصوير دوري في مسلسل «ربيع قرطبة» منعت من دخول ذلك البلد الشقيق لأسباب أمنية تتعلق بتشابه الأسماء، ولأجل ذلك نمت 3 أيام على بلاط المطار، وعوملت كإرهابية، وتم توقيفنا تحت تهمة الإرهاب، وبعد تدقيق وبحث ثبت براءتنا، فتم السماح لنا بدخول تلك الدولة لإتمام تصوير المسلسل.

* تشاركين هذا العام في المسلسل الاجتماعي «أحقاد خفية» مع المخرج مروان بركات بدور روان الفتاة الانتهازية الوصولية، فكيف فهمت هذه الشخصية وكيف سوّغت لها تصرفاتها؟ ـ تبدو روان في الأساس شخصية مريضة وغير متوازنة، فهي فتاة انتهازية تعيش في قاع المجتمع وتعمل راقصة في أحد الملاهي، لكنها تصبح بين ليلة وضحاها سيدة أعمال مشهورة، لا تتوانى عن فعل أي شيء لأجل الوصول إلى مبتغاها، وهدفها الوحيد في الحياة هو الثروة، ولو كان الحصول عليها صعبا وشاقا ومحفوفا بالأخطار. وتدمير من حولها.

* قليلاً ما شاهدناك في شخصيات مدانة على الشاشة، ألا تخشين من فقدان تعاطف الجمهور؟ ‏ ـ الجمهور بالتأكيد سيرفض هذه الشخصية الانتهازية، وسيقف ضدها، لكني أعتقد أن هذا الجمهور بات يفصل تماماً بين شخصية الممثل وما يؤديه من أدوار على الشاشة. وأعترف لك بأني بذلت جهداً كبيراً كي يكرهني الجمهور في هذا المسلسل! لأني أعتبر أن وقوف الجمهور ضد «روان» الانتهازية يعني نجاحي كممثلة في تجسيد هذه الشخصية.

* في مسلسل «الانتظار» تؤدين دور فتاة فقيرة تحاول الخروج من حالة الفقر باتباع أساليب غير سوية، فكيف سنرى هذه الشخصية على الشاشة؟ ‏ ـ هي شخصية مربكة حقاً، فأنت تشعر إزاءها أحياناً بالتعاطف، وفي أحيان أخرى تقف ضدها. فهي قوية ومؤذية، وفي الوقت نفسه مظلومة، لكن المشاهد سيكتشف في النهاية أنها هي من تجني على نفسها. وقد يبدو سلوكها غير السوي مسوّغاً أحياناً، فكل طموحها هو أن تخرج من حالة الفقر التي تعيشها، والتي تمثلها الحارة كعلاقات غير صحية تجعل الإنسان يخرج عن طوره.

* في مسلسل «صدى الروح» خرج خطيبك عن طوره أيضاً ودخل مشفى الأمراض العقلية، فكيف تعاملت مع هذه الشخصية؟ ‏ ـ ألعب في هذا العمل شخصية مدرسة في المرحلة الابتدائية، تغرم بشخص مريض نفسياً، وتحاول جاهدة إقناع محيطها والمجتمع بأنه ليس مجنوناً، وإنما هو إنسان عادي تسببت له ضغوطات الحياة ومصاعبها بمرض نفسي قابل للشفاء، لكنها تنسحب في النهاية، بعد أن تتعرض للأذى ويؤثر بسلوكه على نفسيتها. ‏ ‏* تقولين إنك رومانسية حتى الجنون، فما هو الدور الذي يعبر عن رومانسيتك الكامنة في هذا الموسم؟ ‏ ـ لم أعد رومانسية حتى الجنون. لأن كل شيء زاد عن حده نقص، وخير الأمور أوسطها، فمن الجميل أن يتوافق عقلك مع قلبك كي تحافظ على الشخص الذي تحبه، إذا كنت تحبه بصدق، أما هذه الرومانسية فكانت في مرحلة سابقة من مراحل حياتي. كنت صغيرة!.

* هل لطبيعتك الرومانسية دور في أدائك لأدوارك الفنية؟

ـ بالتأكيد لكنني ايضا ذكية واعرف ماذا اريد والحقيقة هناك شخصيتان تحملان شيئاً من الرومانسية في أدواري هذا العام، الأولى في مسلسل «دعاة على أبواب جهنم»، وأؤدي فيه دور فتاة مغرمة بشاب مرتبط بمجموعة إرهابية، فتعاني من مصاعب كثيرة معه تؤثر في حياتها، كما أجسد شخصية غاية في الشفافية والرقة مع المخرج حاتم علي في مسلسل «على طول الأيام»، وأعتقد أنها من أجمل الشخصيات التي قدمتها حتى الآن، رغم مساحتها الدرامية الصغيرة نسبياً، فهي شخصية في منتهى الذكاء، تحمل كماً كبيراً من الأحزان لكنها تخفيها تحت قناع من الفرح والبهجة والمزاح.

* أنت تشاركين هذا العام في خمسة أعمال، ألا تخشين أن يخلط المشاهد بين أدوارك المتعددة، لا سيما أنها كلها اجتماعية؟ ‏ ـ انتبهت إلى هذه المسألة منذ بداية السنة، فكنت أحاول أن أتفادى مثل هذا الخطأ، فحاولت التنويع في أدواري، سواء من حيث التركيبة النفسية أو الشكل الخارجي، ومن الصعب برأيي أن يخلط المشاهد بين دور وآخر.