أفرج مكتب التحقيقات الفيدرالية «إف.بي.آي» في واشنطن أول من امس عن الوثائق العشر الأخيرة التي كانت احتفظ بها وأبقاها سراً لأكثر من 25 عاماً وتتعلق بمراقبة أسطورة الموسيقى ونجم فريق البيتلز الراحل جون لينون.
وكان «إف.بي.آي» قد أبقى هذه المستندات سرية طيلة هذه الفترة بحجة أنها قد تتسبب «برد عسكري ضد الولايات المتحدة». غير أن صحيفة «لوس أنجليس تايمز» ذكرت أن مؤرخاً في جامعة أيرفاين بولاية كاليفورنيا قال إنه من المستبعد أن تتسبب هذه الوثاق بأي حادثة دولية. وواحدة من هذه الوثائق عبارة عن مذكرة أرسلها مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق أدغار ج. هوفر إلى كبير موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون جاء فيها «لقد أبدى لينون اهتماماً كبيراً في الجناح اليساري المتطرف في بريطانيا وأصبح معروفاً أنه من مؤيدي التروتسكيين الشيوعيين في بريطانيا».
وفي وثيقة ثانية، حسب وكالة «يو.بي.آي»، ورد أن اليساريين البريطانيين حاولوا استمالة لينون لكي يموّل إنشاء مكتبة عامة وقاعة للقراءة لكن لينون رفض الاقتراح. وأشارت وثيقة أخرى إلى أنه لم يتم العثور على أدلة تشير إلى تورط لينون بعلاقات رسمية مع أي من المجموعات اليسارية المتطرفة.
وقال المؤرخ جون واينر ساخرا «أشك في أن تطلق حكومة توني بلير حملة عسكرية ضد الولايات المتحدة كرد على نشر هذه الوثائق»، مضيفا «يمكننا اليوم أن نرى أن مزاعم الأمن القومي التي كان يطلقها «إف.بي.آي» منذ 25 عاماً كانت سخيفة منذ البداية».
وكان مكتب التحقيقات قد كشف في 22 سبتمبر (أيلول) 2005 النقاب عن ملف يؤكد ان فنان فرقة البيتلز كان خلال إقامته في الولايات المتحدة تحت المراقبة قبل وقت قصير من انعقاد المؤتمر العام للحزب الجمهوري الأميركي عام 1972. وورد في تلك الملفات أيضا ان عملاء أجهزة الأمن الفيدرالية أجروا تحقيقا حول عدد من النجوم والأسماء المعروفة، بمن في ذلك مارلين مونرو، وآلبرت انشتاين، وعازف البيانو الأميركي المعروف لازيو فالينتينو ليباريس الذي توفي عام 1987. وكانت مذكرة لمكتب التحقيقات الفيدرالي اقترحت في عام 1972 اعتقال لينون بحجة قضية مخدرات حصلت قبل سنوات في بريطانيا تمهيدا لطرده من الولايات المتحدة قبل مؤتمر الحزب الجمهوري لاختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية الذي عقد تلك السنة في ميامي بفلوريدا. لكن لينون رفع دعوى استئناف وتمكن في النهاية من البقاء في الولايات المتحدة حتى اغتياله.